"إيلاف" من بيروت: تشارك المخرجة اللبنانية ميرا شعيب في مهرجان بيروت السينمائي بفيلمها&Lilacs ، حيث تناقش قصة&المرأة المكتئبة هنا التي تعود إلى لبنان بعد 12 سنة من الغياب عاشتها بصحبة زوجها في ألمانيا، لزيارة والدتها المريضة، وتحقيق أمنيتها الأخيرة في البحث عن توأمها فراس المختطف أثناء الحرب الأهلية اللبنانية. لكن والدها يقف أمامها، ولا أحد يقدم لها يد المساعدة. إلا أنها تحاول التغلب على إحباطها وتستمر بإصرارها.&

وتقول المخرجة عن فيلمها أنها تناقش فيه قضية آلاف الضحايا الذين قتلوا خلال الحرب الأهلية وبقي الكثير منهم في عداد المفقودين، ومع ذلك، فلا يزال اللبنانيون يأملون في اليوم الذي يتمكنون فيه من إلقاء تحية الوداع على أولادهم كما يليق بهم. وتضيف: الوقت يمر، وأمل الأهالي يزيد في الصلاة على قبور أولادهم يوما ما. فقصة الفيلم تحمل الأمل والتفاؤل وإحياء الذكرى. وحنا تجسد قصة واحدة من بين الكثير السيدات اللبنانيات ورحلتها عبارة عن مقتطفات من الواقع الذي لا يزال يعيشه الكثيرون.

والمزيد من التفاصيل في هذا الحوار:
1- ما الذي دفعك لصناعة فيلم ليلك؟
- أثناء مظاهرات 2015، قابلت امرأة في وسط بيروت، وكانت هذه المرأة قد اعتادت على أن تجلب لنا الماء والكراسي، وذات يوم عندما كنا نتحدث أخبرتني أنها تعيش في خيمة لمدة 13 عاماً انتظاراً لعودة ابنها المختطف في الحرب الأهلية اللبنانية، وفي هذه اللحظة ألهمت لكتابة قصة حول هذه الأزمة، وجعلتني أم محمد أقابل العديد من الناس الذين يعانون من نفس المشكلة، حتى حصلت على المعلومات التي مكّنتني من كتابة القصة.

2- لماذا اخترتِ زهرة الليلك عنواناً للفيلم؟
- زهرة الليلك ترمز إلى التجدد وذكرى الحب القديم، ذات يوم زرت امرأة مسنة، اختطف ابنها في الحرب، وكان لديها أزهار في جميع أرجاء منزلها، وعندما سألتها عن السبب، أخبرتني أنها تود عندما يعود ابنها أن يشم رائحة الأزهار ويشعر بالانتعاش في منزله، هكذا جاءتني فكرة عنوان الفيلم، ولهذا أيضاً كانت الأم تبقي بقربها أزهار الليلك لتذكرها بابنها المفقود.

3- هل تعتقدين أنه الأوان قد فات للحديث عن أسرى الحرب الأهلية كما سيقول البعض أو كما اتهم البعض بطلة الفيلم هنا؟
- أؤمن بأن هذا الموضوع لا يجب أن ينسى بأي شكل، ويجب أن نضعه على رأس أولوياتنا، منذ شهر توفت أم محمد المرأة التي ألهمتني لصناعة هذا الفيلم، ولقد اكتشفت منذ يومين أمر مؤلم أنها ماتت وهي تنتظر عودة ابنها، وما يثير الحزن هو تجاهل الحكومة للموضوع، ولكنني أعرف أن العديد من المنظمات الأهلية تحاول المساعدة، على أمل الحصول على إجابة يوماً ما.&

4- لماذا تم تقسيم أحداث الفيلم إلى أربعة فصول مع أنه فيلم قصير؟
- لقد اخترت أربعة فصول لتوضيح مجريات الأحداث، وفي الوقت نفسه، حالة التغيير التي تمر بها شخصية هنا بطلة الفيلم بين الفصول، ورمزية زهور الليلك التي تزدهر في الربيع وتموت في الشتاء.
الفيلم مبني على أحداث حقيقية، وبعض شخصياته حقيقية، وأحداث الفيلم صورت الواقع الحياتي للفترة ما بين نهاية عام 1999 وعام 2000، تبدأ القصة في الربيع حيث أمل العثور على فراس، ويموت ذلك الأمل في الشتاء عندما تكتشف العائلة رحيل فراس.&

5- لماذا قررتي صناعة فيلم روائي قصير بدلاً من روائي طويل؟
- لقد حصلت على منحة كاملة لكتابة وإخراج فيلم ليلك من مؤسستيّ روبرت بوش وفيلم أكاديمي الألمانيتين، وكانت شروطهم هي صناعة فيلم قصير، وفيما يخص فيلمنا، لقد كان من الصعب اختزال كل هذه الاحداث في 23 دقيقة، ولكننا حاولنا انتقاء الأحداث المهمة والعمل عليهم.

6- لماذا احتجتي إلى ثلاث شركات إنتاج للفيلم رغم أن انتاجه ليس ضخماً؟
الفيلم من إنتاج شركة Filmakademie Baden-Wurttemberg وبدعم من مؤسسة روبرت بوش، ووقع اختيار الشركتين على فيلم ليلك للحصول على منحة كاملة، ولأن تصوير أي فيلم في بيروت يحتاج إلى خط إنتاج محلي، فاستعاننا بفريق Fourth Wall Production Jordan.

7- الفيلم شارك في أكثر من مهرجان دولي حول العالم، فهل توقعتي أن يُحقق هذا النجاح؟
عندما انتهيت من الفيلم، انتابني بعض الخوف من أن يحبه الجمهور اللبناني فقط، ولكن إلى الآن لقد نجح الفيلم عالمياً، وأنا سعيدة لأن الكثير من البشر لا يعرفون شيء عن موضوع الفيلم، وذلك هو هدف ليلك.

يُذكر أن ميرا شعيب مخرجة لبنانية، حصلت على شهادة في فنون الإعلام (إخراج تلفزيوني وسينمائي) بالجامعة الأميركية بلبنان. وبعد تخرجها في العام 2015 ،حصلت على منحة من مؤسسة روبرت بوش شتيفتونغ للدراسة لمدة 6 أشهر في أكاديمية الفيلم بادن -فورتمبيرغ من أجل كتابة سيناريو ليلك وإخراجه في لبنان.&
يشار إلى أنها تعمل اليوم في موقع com.beirut كمنتجة فيديو ومساعدة مخرج ومصورة فيديو لحسابها الخاص.

يشار إلى أن الفيلم من تأليفها وإخراجها، وإنتاج أكاديمية الفيلم بادن- فورتمبيرغ (ألمانيا) وشركةProductions Wall ٤th) الأردن) للمنتجة آية نابلسي، إلى جانب دعم من مؤسسة روبرت بوش شتيفتونغ (ألمانيا). وهو من بطولة وفاء هلاوي، فايق حميصي وعليا الخالدي، وتتولى توزيعه في العالم العربي شركة MAD Solutions