"إيلاف" من القاهرة: تحدث السيناريست والمنتج محمد حفظي في حواره مع "إيلاف" عن رئاسته لمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأربعين&المقررة في شهر&نوفمبر المقبل، بالإضافة لمشاريعه السينمائية الجديدة.
وتطرق&الحوار الذي تم على ضفاف البحر الأحمر أيضاً لتفاصيل فيلميه اللذين يشارك بهما في مهرجان الجونة السينمائي الذي حضرت غالبية فعاليات دورته&الثانية.&إليكم التفاصيل:

*كصانع للسينما، كيف ترى الدورة الثانية من مهرجان الجونة من عدد الأفلام المشاركة في المهرجان، ومشاركة عدد من صناع الأعمال العالمية فيه؟
- أرى&أنها دورة جيدة من وجهة نظر البرمجة، وعلى مستوى الافلام المعروضة. وما يعجبني بمهرجان الجونة أن&عدد الأفلام&ليس كبيراً، وعدد الضيوف يعتبر متوسطاً بالنسبة للمهرجانات المصرية. فالمهرجان يعرض تقريبا 75 فيلماُ منهم 45&في المسابقات الرسمية، والباقي خارج المسابقة الرسمية.
ويواصل: الحقيقة أن إدارة مهرجان الجونة تقوم بشغلٍ جيد في مجال صناعة السينما ودعم المشاريع المختلفة التي لا تزال قيد الكتابة سواء من خلال الرعاة الذين يقدمون جوائز الملتقى، وتصل لـ15 جائزة، أو من خلال جوائز المهرجان، وبرأيي أن عددا كبيرا من المشاريع ستفيد المخرجين والمنتجين، لأن مثل هذه المنصات سواء في مهرجان الجونة أو في ملتقى القاهرة السينمائي،&تدعم صناعة السينما ومهمة للغاية لدعم الشباب.

*كيف ترى الاقبال على مشاهدة الأفلام في مهرجان الجونة؟
- اعتقد أنها ناجحة بشكلٍ كبير، لأن هناك الكثير من النجوم قد حضروا أفلامهم. صحيح أن التركيز كان على النجوم الأميركيين بشكلٍ أكبر، لكن كان هناك أيضاً الممثل مارسليو فونت الحاصل على جائزة أفضل ممثل بمهرجان كان في دورته الأخيرة عن فيلمه "دوجمان"، كما أن هناك ورشا وندوات مهمة.
ويضيف: مهرجان الجونة&ناجح جداً، واعتبره منافساً لمهرجان القاهرة، ورأيي أن دولة بحجم مصر تحتمل أن يكون لها مهرجان&في منطقة البحر الأحمر وآخر في القاهرة. فنحن يمكن أن نقدم من خلال المهرجانين الكثير للسينما العربية بشكلٍ عام والمصرية بشكلٍ خاص. هذا في ما يتعلق بالصناعة. أما في ما يتعلق بالجمهور، فمهرجان القاهرة يتميز أن جمهوره أكبر، لكن، علينا أن نبحث عن الفكرة المناسبة&لنعيد الجمهور إلى صالات أفلام المهرجانات. والملفت أن تواجد الجمهور في مهرجان الجونة يرتكز على حضور&ضيوفه لعروض&أعماله، وهذا العام لاحظت أن هناك اشخاصا قادمين من القاهرة لمشاهدة بعض الأفلام وهذا الامر دليل على نجاحه.

*محمد حفظي المنتج ورئيس مهرجان القاهرة السينمائي متواجد في مهرجان الجونة بفيلمين، ألا ترى أن هذا الأمر غريب بعض الشيء؟
- أتواجد في مهرجان الجونة بفيلمين الأول هو فيلم "يوم الدين" وهو داخل المسابقة الرسمية، أما الفيلم الثاني فهو "عيار ناري" وهو خارج المسابقة الرسمية، والفيلمان تم استقبالهما بشكلٍ جيد من الجمهور وأنا فخور بالتعاون مع اثنين من المخرجين وانا اؤمن بموهبتهما، وكنت أتمنى أن يكون فيلم مثل "عيار ناري" متواجداً في مسابقة مهرجان القاهرة. خاصةً أنه فيلم جيد. لكن لم تُتَح له الفرصة للتواجد في أي مهرجان عربي آخر قبل طرحه تجارياً، وكان يفترض أن يكون في المسابقة الرسمية لمهرجان دبي لكن مع إلغاء دورة هذا العام لم يشارك&بمسابقة لأي مهرجان.
يكمل: بخصوص مهرجان القاهرة، أعتقد أن الأستاذ يوسف شريف رزق الله المدير الفني للمهرجان كان سيفكر في الفيلم ليكون بالمسابقة في حال عدم رئاستي للمهرجان، ورغم أنني شريك في الإنتاج مع شركة "اي برودكشن" المنتج الرئيسي له، ونسبتي أقل من نسبة مساهمتهم في العمل، لكن مشاركة الفيلم في مهرجان القاهرة كانت ستجعل هناك نوعاً من تضارب المصالح الذي أحاول باستمرار الهرب منه.

*ألا ترى في ذلك ظلماً للفيلم؟
- لا ارغب في استخدام كلمة ظلم لكن يمكن اعتباره حظاً سيئاً بالنسبة للمخرج وفريق العمل. خاصةً أن مشاركته في مهرجان الجونة لم تكن في المسابقة الرسمية، والمهم في رأيي أن يتم استقبال الفيلم بشكل جيد من الجمهور، وأن يكون متواجداً في الإعلام. صحيح أن جوائز المهرجانات تضيف للأعمال الفنية، لكن الأفلام الجيدة هي التي تبقى مع الجمهور وتعيش طويلاً. وهو ما أراه متوافراً بفيلم "عيار ناري".
ويرى أن&"هناك مهرجانات سينمائية ليست لها جائزة كبرى مثل مهرجان تورنتو، ومهرجانات مسابقاتها&ليست مهمة، لكن الأهم، هو التواجد فيها مثل مهرجان لندن، ونجاح الأفلام في المهرجانات يُحسب دائماً بماذا اضاف المهرجان للفيلم.

*نتحدث عن "عيار ناري" ولا يمكن ان نُغفل الإنتقادات التي وُجهت له بأنه يسيء للثورة، رغم وجود وجهة نظر أخرى بأن الأحداث ركزت على قصة شاب من بين 8 آخرين قتلوا بالفعل على يد قناصة؟
- السؤال هنا يحمل إجابة أيضاً، واضم صوتي لك بأن الفيلم لا يتحدث عن الثورة، ولا يتناول أي شيء&يسيء&لها، ولا يحاول أن يشوه أحداً أو يشوه الثورة، والأحداث عن شخص من عائلة حاولت أن تستغل الأحداث السياسية لتبرير ما تعرضت له والخروج من المأزق الذي تعاني منه. وهو ما جعل الإعلام يتعامل معهم باعتباره شهيدا، وهو ليس كذلك، صحيح انني سردت الكثير من التفاصيل التي تحرق الأحداث. لكن الأحداث محروقة بالفعل في الإعلام من يوم العرض الأول للفيلم بالمهرجان قبل طرحه تجارياً.

*هل ترى الفيلم ينتصر لمبادئ بعينها؟
- الفيلم ينتصر للكثير من مبادئ الثورة، فهو ينتصر للعدل والحقيقة.

*لكن العدل لم يتحقق في نهاية الفيلم ولم يحصل القاتل على عقابه؟
- &هذه وجهة نظرك، لكن يمكن أن ترى تحقيق العدل في أن الأم لم تكن تستطيع تحمل أن تتم&معاقبة ابنها الآخر بسبب حماقة الأبن الأصغر. فهناك فارق بين العدل والحقيقة، فهل الحقيقة هي ما يصدقه الناس أو تتفق عليه، أم هي الوقائع التي حدثت ونسعى لفهمها، وما هو أيضا معنى العدالة، وكل هذه الأسئلة يطرحها الفيلم من خلال معالجته السينمائية بشكلٍ ذكي.
ويشرح: هذه الامور هي التي أعجبتني بالفيلم. فهو ليس مع الثورة أو ضدها، ولا يفرق كثيراً معي إن يتم النظر إليه بشكل سياسي. ما يهمني هو المعالجة السينمائية التي يحاول الفيلم طرحها وهل نجح فيها أم&لا.

*لكن الفيلم يحمل طابعاً سياسياً في وقت لم يعد الجمهور يُقبل على هذه النوعية من الأعمال السينمائية؟
- قدمت أكثر من عمل له علاقة مباشرة بالسياسة مثل "اشتباك" وحقق نجاحاً كبيراً، وفيلم "عيار ناري" هو فيلم "تشويقي" له علاقة بجريمة قتل، وفيه جزء&بوليسي،&وخلفية سياسية. لكنه ليس فيلماً سياسياً رغم أن بعض مشاهديه سيسوه بموضوع الثورة.&

*لو انتقلنا للحديث عن فيلمك الآخر "يوم الدين" الذي طُرح بـ15 نسخة فقط، هل ترى أن هذا العدد كاف بالنسبة للفيلم؟
- الفيلم تم طرحه بـ18 نسخة في الصالات السينمائية، وهو رقم جيد بالنسبة للفيلم وطبيعته وفي البداية كان سيطرح بـ15 نسخة ولاحقاً تمت إضافة 3 نسخ أخرى، وفي رأيي فإن توقيت عرض الفيلم جاء مناسباً، وكذلك عدد الصالات التي استقبلته، لأنه لا يمكن أن يتم طرح جميع الأفلام بنفس العدد من النسخ. وأتمنى أن تقوم السينمات بطلب المزيد من النسخ للفيلم خلال الفترة المقبلة، فنحن نسعى لأن تقوم دور العرض بطلب الفيلم وليس العكس بالتواجد في قاعات كثيرة دون أن يكون هناك جمهور لحضوره.

*استبق طرح "يوم الدين" جدل عن ترشيحه لتمثيل مصر في مسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، وهو نفس ما تكرر مع فيلم "الشيخ جاكسون" في العام الماضي، فما السبب؟
- لاشك أن هناك بعض الناس تتكلم من وجهة نظر المصالح والمنافسة، وهنا لا أقول الكل. ولكن البعض ممن يقودون هذه الحملات. وإذ قمنا بالتدقيق في اللوائح والشروط الأكاديمية، فإن النتيجة ستكون أنه بوضوح لا يوجد شرط سوى عرض الفيلم في دار عرض واحد لمدة أسبوع قبل الأول من أكتوبر، وهو ما تحقق في "يوم الدين"، وكان متحققاً العام الماضي في "الشيخ جاكسون"، والضجة التي حدثت لا أعرف سببها.&

*تصريحات مسؤولي مهرجان الجونة تؤكد أن هناك تنسيقا بينك وبينهم مستمرا ومع ذلك تم توجيه الانتقاد لك بسبب تصريحك عن أفضلية اقامة المهرجان في شهر أبريل من كل عام بدلاً من سبتمبر؟
- لم اطلب تغيير موعد مهرجان الجونة، ولكن حديثي ارتبط بأننا عندما نتحدث عن وجود مهرجانين مهمين في مصر، فإن الأمر ليس صحياً أن تكون المسافة بين اقامتهما أقل من شهرين، لأنهما في هذه الحالة سيتنافسان مع بعضهما البعض على الأفلام. أما إذا كانت المسافة ما بين 6 و7 أشهر&تقريباً فإن الفرصة ستكون أفضل لكل منهما بالعثور على أفلام جديدة. وهذا ليس معناه أنني اطالب بتغيير&موعد مهرجان الجونة، فهذا الأمر ليس من حقي.

*هل هناك أفلام كانت موجودة في برمجة مهرجان الجونة ستكون موجودة في مهرجان القاهرة؟
- بالنسبة لأفلام المسابقة الرسمية فمعظمها أو جميعها عرض أفريقي أول أو عرض عربي أول فقط، ومن الوارد أن يكون هناك فيلم أو فيلمان مصريان من المشاركين في الجونة ضمن فاعليات بانوراما الأفلام المصرية التي ستُقدم أفضل 8 أفلام مصرية عُرضت في 2018.

في الجزء الثاني من الحوار يتحدث حفظي عن توقف مهرجان دبي وكيف استفاد مهرجان القاهرة منه كما يتطرق للحديث عن آلية توزيع دعوات حفلي الافتتاح والختام بمهرجان القاهرة والرعاة الإعلاميين، وما إذا كان سيوجه الدعوة للفنانة سما المصري أم لا.