"إيلاف" من القاهرة: صرّح المخرج نيكولا شامبو أنه واجه صعوبات عديدة في تحضير فيلمه "الدولة ضد مانديلا وآخرين" حتى يخرجه للنور. مشيراً إلى أن اعتماد الفيلم على الأسلوب التسجيلي الحواري مع أبطال القصة كان أمراً صعباً للغاية وهو ما جعل الفيلم يستغرق نحو عامين في التحضيرات بدأت في مايو 2016 بينما استغرق التصوير عام 2017 كاملاً.

وأضاف خلال الندوة التي أعقبت عرضه، أن فكرة الفيلم اعتمدت على تفاصيل القبض على مانديلا ورفاقه والمحاكمة القاسية التي تعرضوا لها. مشيراً إلى أن التسجيلات الصوتية كانت من أصعب الأمور في جمع المحتوى الخاصة بالعمل وبحث عنها في أماكن كثيرة بداية من المكتبة البريطانية التي تمتلك جزءاً كبيراً من هذه التسجيلات.

&



وحول صعوبات التسجيلات القديمة، قال شامبو أن المكتبة البريطانية تمتلك تسجيلاً صوتياً للخطاب الشهير الذي قاله مانديلا في محاكمته، لكن للأسف لم يعد صالح كاملاً ومن ثم بدأ العمل على طريقة يحاول بها استعادة الأجزاء المفقودة من التسجيل نظراً لأهميته ونجح في ذلك، من خلال مهندس فرنسي قام باختراع جهاز يحول النصوص المفقودة إلى رقمية وبالتالي يمكن استعادة الجزء المدمر منها، وهو ما تم إنجازه بمساعدة من معهد ثقافي فرنسي معني بالتسجيلات القديمة. حيث قاموا بتمويل هذا المشروع الذي مكنه من استعادة الإجزاء المدمرة من التسجيل بالإضافة إلى اشياء آخرى.

وأشار إلى أنه حصل على تسجيلات نادرة وقام بالإستماع إليها جميعاً وتفريغها وكتابة التوقيتات التي يريدها من كل تسجيل وهو ما استغرق منه 3 أشهر من العمل المتواصل. لافتاً إلى أن الفيلم واجه صعوبات إنتاجية أيضاً تمثلت في تقدّم العمر برفاق مانديلا أبطال العمل الحقيقيين.

وأوضح أنه وجد صعوبةً في إقناع المنتجين بتمويل المشروع نظراً لاعتماده على شخصيات متقدمة للغاية في العمر، ومن الممكن أن يرحلوا في أي لحظة، لافتا إلى أنه حاول قدر الإمكان الإسراع بالتصوير والانتهاء منه. وبالفعل خلال مرحلة التصوير توفي أحمد كاثردا.

وأكد على أن حماسه للفيلم جاء لرغبته في تسليط الضوء على المناضلين من أجل الحرية خاصةً وأن الضوء سلط فقط على نيلسون مانديلا وكثيرون في الوقت الحالي لا يعرفون أن له رفاق ومن حقهم أن يحصلوا على مكانتهم.