اكتظت صالة السينما في لندن بهواة فيلم "ماما ميا" بجزئه الثاني، يشاهدون اللوحات الغنائية على أنغام فرقة "آبا" الشهيرة. يجمع الكل على أن هذا الجزء لا يقل عن جزئه الأول جودة وبريقًا.

ابتسام الحلبي من بيروت: قبل بداية العرض الأول للجزء الثاني من فيلم Mamma Mia! Here We Go Again، أعطت المقدّمة نصيحة للحضور بأن يخرجوا من الصالة في حال كانوا غير مهتمّين بالأفلام الخفيفة المسلّية الساخرة الصيفية. لكنّ أحدًا لم يخرج، وشاهدوه بحماسة.

في الواقع، اكتظّت صالة السينما بالمعجبين الذين يحبّون الترفيه الشعبي والأزياء واللمعان وفرقة الآبا، أي الذين استمتعوا بمشاهدة "ماما ميا 2008" ويريدون معرفة إذا كان الجزء الثاني من الفيلم جيدًا بقدر ما كان الأول.

حاضر "دونا"

يرجعنا الفيلم مجددًا إلى جزيرة كالوكايري اليونانية الشاعرية، حيث ترسل صوفي (أماندا سيفريد) مرة أخرى دعوات إلى "آبائها" تطلب منهم الإنضمام إليها للاحتفال. ثم تغني نسخة كريهة من Thank you For The Music، قبل إجراء مكالمة هاتفية متذمّرة عبر المحيط الأطلسي مع شريكها سكاي (دومينيك كوبر).

يكون الوضع مملًّا، لكن بعدها يأتي القسم الذي ينقذ الموقف، حيث تظهر ليلي جيمس الرائعة في مشهد يحيي الأجواء بالغناء والرقص والحركة.

الجدير بالذكر أنّه إذا كانت ميريل ستريب في نسخة 2008 من الفيلم قد خطفت الأضواء، فإن ليلي جيمس هي التي تبدع في هذا الجزء بدور دونا، الشابة المتخرجة حديثًا التي تواعد الكثير من الشبان.

تشبه الحبكة إلى حد كبير حبكة الجزء الأول من حيث الجودة والقصة. لكن في هذه المرة، لم يكن تركيزها على حاضر "دونا" بل على ماضيها. فنقابل الشباب الثلاثة الذين أقامت علاقة معهم في تتابع سريع، ما يشكل الأساس الدرامي للفيلمين، إذ أنّ أي شخص منهم قد يكون والد ابنتها صوفي. يؤدّي هيو سكينر دور الشاب الغني، "هاري"، بينما يؤدّي جوش ديلان دور "بيل" الذي يغني بنفَسٍ طويل، بينما يؤدّي جيريمي إيرفين دور الشاب الثالث "سام".

الجدة "شير"

خلال مشوارها، تساعدها صديقتاها المقرّبتان، تانيا وروزي، وتؤدّي دوريهما في العقد الثاني من العمر كلّ من جيسيكا كينان وين واليكسا ديفيز، وفي مرحلة لاحقة من الحياة، كلّ من جولي والترز وكريستين بارانسكي. هكذا، يتحرك الفيلم نحو خاتمته الحتمية: النهاية السعيدة في الجزيرة حيث يجتمع الكل.

تكمن المخاطرة في هذا الجزء في إضافة الكثير من العواطف، ما يزعج محبّي الكوميديا، لكن يتمّ تجنّب ذلك من خلال إدخال شخصية جديدة: جدّة صوفي، الديفا التي تؤدّي دورها "شير".

بعد أدائها الرائع في أغنية Fernando، صفق الجمهور بحرارة ثم بدأ الجميع بالغناء معها.

إنها علامة على الإدارة الذكية للمنتجين للمحافظة على الامتياز الموسيقي، المتمثّلة بالإخراج السلس الذي قام به الكاتب والمخرج أول باركر. وهو يتنقل بين الخلفية الدرامية الماضية والوقت الحالي مع تعديلات جذابة وأنيقة، حتى أنّه ركّز على الأزياء التي يعود تاريخها إلى سبعينيات القرن العشرين لتتناسب مع إخراج كتالوغ آبا الرائع.

بعد مرور ثلثي الفيلم تقريبًا، يغنّي بيرس بروسنان بنجاح. ومن أجل إيجاد حافز لعدد لا يحصى من الشخصيات للظهور بشكل مميّز في الحفلة، تم استخدام طرق مبالغ بها بعض الشيء، لكن بعد ذلك تظهر شير وتعود ميريل - ويغادر المشاهدون بسعادة.

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير عن "بي بي سي". الأصل منشور على الرابط:

https://www.bbc.co.uk/news/entertainment-arts-44866420