إيلاف من بيروت: حملت المخرجتان السعوديتان هيفاء المنصور وشهد أمين رسالة إلى مهرجان البندقية السينمائي إلى جانب فيلميهما.. لابد من رؤية النساء وسماعهن.
وفيلم (المرشحة المثالية) لهيفاء المنصور هو واحد من بين 21 فيلما تتنافس على جائزة الأسد الذهبي في المسابقة الرسمية للمهرجان.

و هو أوّل الأفلام التي يدعمها المجلس السعودي للأفلام الذي تم إنشاؤه في شهر مارس 2018. وقد شاركت المنصور في كتابة السيناريو مع براد نيمان كما بدأ تصوير الفيلم في الرياض في شهر سبتمبر الماضي.

واختيرت الممثّلة السعوديّة ميلا الزهراني لدور البطولة في هذ الفيلم الذي يروي قصّة طبيبة شابة تحمل طموحات سياسية في مجتمع يهيمن عليه الذكور. وفي العرض الأوّل للفيلم في مهرجان فينيسا السينمائي حضرت كلّ من المخرجة هيفاء المنصور مع الممثّلتين السعوديتين ميلا الزهراني وضي على السجادة الحمراء، وارتدت كلّ منهما تصميماً يحمل بصمة المصممة السعوديّة إيمان العجلان.

وقالت المنصور لرويترز ”تقديم بطلة (للفيلم) هو تمكين غير مباشر للنساء“.

وأضافت ”أكثر شخصية ستحقق مكسبا في هذا الفيلم هي الفتاة. إنها ليست شخصية فرعية إنها الشخصية الرئيسية. وتجد نفسك تستثمر (الوقت والجهد) في متابعة رحلتها وتقع في حبها وتشجعها وهذا أمر من المهم للغاية أن يراه جمهور محافظ“.

وتعكس بداية فيلم منصور التغيرات التي تشهدها المملكة حيث تظهر البطلة مريم وهي تقود سيارتها إلى عملها. وفي الشهر الماضي أمرت المملكة أيضا برفع قيود السفر عن النساء البالغات، الأمر الذي يتيح لهن السفر دون إذن. كما منحت النساء مزيدا من السيطرة على الشؤون العائلية.

وعندما سُئلت المخرجة عن الرسالة التي تريد إيصالها إلى السعوديات من الفيلم، قالت ”الوقت حان لكي يخاطرن وألا يخشين من الفشل أو من إطلاق الأحكام عليهن“.

وفي 2018، رفعت المملكة حظرا استمر 40 عاما على دور عرض الأفلام. وسبق أن تحدثت هيفاء المنصور عن كيف كانت تضطر في بعض الأحيان للاختباء في سيارة فان وهي تخرج فيلمها (وجدة) في 2012 والذي تدور أحداثه عن فتاة سعودية تصمم على شراء دراجة.

وتقول ”تغير الوضع كثيرا. لم أعد مضطرة للاختباء في سيارة فان بعد الآن“.

&

حراشف

أما فيلم (حراشف) لشهد أمين، والذي عرض خارج المسابقة الرسمية، فيدور حول فتاة تنجو من براثن سكان قريتها المؤمنين بالخرافات والذين يعتقدون أن لعنة حلت عليها.في فيلم (حراشف)، ينقذ والد الفتاة حياة ابنته من تقليد قروي يقضي بأن تقدم الأسر بناتها قربانا لمخلوقات البحر، الأمر الذي يجعلها منبوذة.

وقالت المخرجة شهد أمين لرويترز ”كانت هذه قصتي وتجربتي... عن معاملة الناس لي في البلد الذي كنت أعيش فيه... في مجتمع منفصل للغاية، في مجتمع يفضل الرجال على النساء بوضوح“.

وأضافت ”هل نتقبل في نهاية الأمر أجسادنا التي شوهوها لسنوات بأصواتهم في عقولنا؟ هل تصبح لنا أصواتنا الخاصة في النهاية؟ أعتقد أن هذه قصة كل فتاة وليس في الشرق الأوسط فحسب“.

وتشير شهد أمين إلى التغييرات بالنسبة لصناع الأفلام في السعودية التي ستقيم مهرجانا سينمائيا العام المقبل.

وقالت ”في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي، بدأ الناس يشعرون بارتياح أكبر مع الكاميرات ولا سيما في ظل التغيير الذي يحدث في السعودية. أنا من جدة. وهي الآن تبدو مدينة مختلفة تماما.

”عندما ترى النساء في الشوارع وهن فاعلات في المجتمع، يدفع هذا بعجلة التغيير في المدينة ويجعلها تنبض بالحياة“.

&

وتأمل المخرجتان أن توصل أفلامهما رسالة عن تمكين المرأة في الوقت الذي تشهد فيه السعودية تخفيف قواعد ولاية الرجل التي لطالما قوبلت بانتقادات في الخارج.