"إيلاف" من بيروت: تُسيطر أجواء القلق والضياع على صنّاع الدراما التلفزيونية قبيل الموعد المرتقب للسباق الرمضاني المقبل وسط الإجراءات المُلزمة والاحترازية المتخذة منعاً لانتشار وباء كورونا المستجد. فقد توقفت في الاستديوهات معظم الأعمال التي انطلق تصويرها لتكون جاهزة في شهر الصوم خوفاً من التجمعات. ما بعثر الخريطة الدرامية وجعلها ضبابية، في الوقت الذي كان يُفترض فيه انطلاق الإعلانات والفيديوهات الترويجية تميهداً لعرضها.

قبل الكورونا، كان المتوقع لرمضان 2020 حوالي 30 عملاً مصرياً، هي: "فلانتينو، الاختيار، الفتوة، البرنس، النهاية، بـ 100 وش، القاهرة كابول، لعبة النسيان، هجمة مرتدة، شاهد عيان، ليالينا، سلطانة المعز، لما كنا صغيرين، القمر آخر الدنيا، ونحب تاني ليه، أسود فاتح، تيمون وبومبا، دهب عيرة، الشركة الالمانية لمكافحة الخوارق، اتنين في الصندوق، اختراق 2، فرصة تانية، دهب عيرة، تقاطع طرق، الفتوة، جمع سالم، خيط حرير، وصل أمانة وسكر زيادة الذي توقف تصويره مؤخراً في بيروت و"النهاية" الذي تعرض موقع تصويره لحريق قبل أيام بسبب أحد مشاهد الانفجارات".



وعليه، فإن الواقع لا يبشِّر بإمكانية الانتهاء من تصوير هذه الأعمال قبل انطلاق شهر الصوم مع تمديد الإجازات لفريق عمل معظمها، تبعاً لتوصيات نقابة الفنانين وحرصاً على السلامة خلال فترة التباعد الاجتماعي المفروضة. ما يعني أن مصيرها سيبقى رهناً بتطورات وتداعيات انتشار الوباء. فإن تم احتوائه ستعبر الأزمة قريباً، وإن انتشر سيقضي على الموسم الرمضاني المقبل، ناهيك عن الخطر المحدق بصحة نجوم وفريق عمل كل مسلسل يقرر استكمال التصوير!


فعلياً، ليس هناك إلا ثلاثة مسلسلات جاهزة للعرض حتى الساعة. وهي "فلانتينو" للفنان عادل امام الذي انتهى تصويره وعمليات المونتاج الخاصة به منذ شهر ونصف، و"البرنس" من بطولة محمد رمضان، الذي تم الانتهاء من تصوير مشاهده بالكامل، و"اتنين في الصندوق" من بطولة حمدي المرغني الذي من تصويره في أواخر العام الماضي، وكان مقرراً عرضه فى الموسم الشتوي، قبل اتخاذ القرار بتأجيله إلى شهر رمضان،


أعمال مستمرة وأخرى مجبرة على التوقف
وفيما نفى المتحدث الرسمي باسم "الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية" حسام صالح، وقف تصوير كل المسلسلات التي تنتجها لمدة 10 أيام، قال أن "التصوير مستمر" ومخرج كل مسلسل هو صاحب قرار تعليق التصوير من عدمه بحسب رؤيته في ضوء تقليل الأعداد للحاضرين، تطبيقا للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة المصرية تجاه الحد من انتشار فيروس كورونا، مؤكداً أنّه لم يُتّخذ القرار النهائي بإيقاف التصوير في كل الأعمال، التي تختلف معدلات الانتهاء من تصوير حلقاتها".

من جهته نقيب المهن التمثيلية المصرية الدكتور أشرف زكي، كشف أن عدد كبير من أعمال الدراما الرمضانية قد تأثر بالإجراءات الإحترازية. فبعد وقف تصوير مسلسل "سكر زيادة" بقرار من السلطات في بيروت، قررت شركة "سنرجي" المنتجة لمسلسل “فرصة ثانية” وقف التصوير لمدة 10 أيام.
أما أسرة مسلسل “هجمة مرتدة”، والتي أصرت على استمرار التصوير مع تطبيق الإجراءات الاحترازية، فأجبرتها القرارات بوقف حركة الطيران لأن المشاهد تتطلب السفر لعدة دول أوروبية، ما يعزّز فرضية خروجه من السباق الرمضاني لعدم اتساع الوقت!
وعلى ما يبدو، فإن فرحة محبي الفنانة منى زكي لن تكتمل بعودتها إلى التلفزيون هذا العام بعد غيابها لمدة 4 سنوات، في ظل وقف تصوير مسلسلها "تقاطع طرق" لعدم قدرة فريق العمل على استكمال تصوير المشاهد المقررة خارج البلاد! ما يعني أنه رغم تقاطع االأسباب وتباينها لوقف المسلسلات، يبقى العائق المشترك هو فيروس Covid19!

شركات ونجوم تحت الضغط!
وفيما دعا عدد من المؤلفين والمخرجين المصريين إلى وقف تصوير مسلسلات رمضان المقبل، بسبب تفاقم أزمة كورونا والخوف من انتشار الإصابات به خلال تجمعات تصوير المشاهد، علّقت السيناريست مريم نعوم، عبر حسابها الرسمي على "فيسبوك" بأنها حزينة على نفسها وزملائها بسبب عدم قدرتهم على الامتثال للإجراءات الاحترازية في مواجهة الفيروس. شارحة أن القنوات الفضائية تضغط على المنتجين لعرض المسلسلات في رمضان، فيضغطون بدورهم على الفنانين والفنيين، ما يُجبِرهم على استكمال العمل انطلاقا من إحساسهم بالمسؤولية، وخوفهم على مهنتهم مستقبلاً"!

وعليه، فإن الأزمة التي تؤثّر على قطاع صناعة الدراما بكل حلقاته المترابطة، ستضع الممثلين والمخرجين والفنيين تحت الأمر الواقع! في حين تبحث بعض شركات الانتاج بمسألة تقصير حلقات مشاريعها الدرامية. لتصوّر 20 حلقة بدلاً من 30. وهو الاقتراح_ الذي يتردد_ أن بعض الشركات بدأت تبحثه باعتباره الخطة "ب" الطارئة في حال تمّ تمديد حالة الحجر التي فرضتها الدول العربية وبينها لبنان الذي أقرّ حالة التعبئة العامة! حيث أن شركات الانتاج مجبرة على تنفيذ عقودها مع القنوات الخليجية والعربية بتقديم المسلسلات بموعدها المحدد، وهي بالتالي ستقف أمام أزمة حقيقية في حال تمديد فترة التعبئة العامة. فهل ستتحدى الدراما الرمضانية وباء كورونا وتعبر الأزمة بأمان، أم أنه سيقضي على موسمها هذا العام؟!