إيلاف من بيروت: أكد المخرج مصطفى عباس أن أمام صانعي الأفلام فرصا كبيرة في الإمارات، حيث تتطور بيئة الأعمال السينمائية وخاصة خلال العقد الأخير، وأضاف أن الإمارات بلد محب للفنون ولأصحاب المواهب، وبين أن على كل عاشق لصناعة السينما إيجاد طريقه الخاص، إذا لا يوجد مسار واحد للجميع ولكن دروب الفن مختلفة وتصب كلها في مكان واحد يجتمع فيه الناجحون رغم العقبات التي قد تعترض مسيرتهم السينمائية.
وكجزء من سلسلة "ريل توكس" Reel Talks الأسبوعية الرقمية التي دأبت مدينة دبي للاستديوهات على تنظيمها بالسنوات الخمس الأخيرة، وخلال جلسة حية وتفاعلية عبر منصة إنستغرام بدعم من مركز in5 للإعلام ومهرجان ON.DXB، وبالشراكة مع المجلس الوطني للإعلام، شارك المخرج ورائد الأعمال الإماراتي مصطفى عباس، رؤاه السينمائية وخبرته بمجال إخراج وإنتاج الأفلام المحلية مع جمهور من محبي الفن السابع، مقدماً لهم نصائح في الإخراج وإنشاء المحتوى، وتحدث عن أبرز إنجازاته بما فيها فيلم "ذا لونغ غيم" The Long Game.
ولمصطفى عباس، باع طويل في عالم السينما إذ عرض فيلمه "حالة غروب" في سبع دول، ، وحاز فيلمه "ذا لونغ غيم" على إحدى عشرة جائزة ، ومن أهم تلك الجوائز "مهرجان السينما البديلة 2020"، ومهرجان الأفلام القصيرة في الهند، وحصل على جوائز بمهرجانات أفلام في لوس أنجلوس ونيويورك و"مهرجان لندن للأفلام المستقلة"، وحاز فيلمه الأول the alley أي "السكة" على جائزة أفضل فيلم غير وثائقي، في مهرجان الإمارات السينمائي في أبوظبي عام 2007.
ورداً على أسئلة من متابعي الجلسة الحية على الانترنت، أكد أن ارتياد مدارس السينما ليس شرطا لتعلم هذا الفن، مفرقا بين التعلم والمعرفة، واعتبر أن أفضل وسيلة تعلم هي المراقبة والاستماع للنصائح.
وعما إذا كان يفضل التعامل مع ممثلين محترفين أم وجوه جديدة، أجاب بأنه استكشف كل تلك الخيارات، وما يحدد الأفضل هو طبيعة الفيلم والأشخاص المؤهلين للمشاركة فيه، مشددا على أهمية عملية اختيار الممثلين، ودعا الشباب إلى التركيز على النواحي الإبداعية أكثر من التقنية مع عدم إهمال الأخيرة، فالتكنولوجيا تُسَرِعُ إنتاجَ الأفلام وتخفض تكلفتها، وتقلل عدد طاقم العمل بالفيلم، ناهيك عن إمكانية مشاهدة ما تم تصويره في مكان التصوير وإعادة التصوير إن تطلب الأمر ذلك.
واعتبر أن الفيلم الجيد يمكن تمييزه بالدقائق العشر الأولى، وأن على صانعه إيجاد تعاطف الجمهور مع البطل، واحترام الجمهور وعدم شرح كل شيء له فالجمهور دائما أذكى من صانع الفيلم، ويجب أن ندعه يشاهد وليس أن يسمع.
وقال إن من يرتاد مجال صناعة السينما يجب أن يحب ما يقوم به من كتابة وإخراج وأن يستمر بالتحسينات المستمرة وإعادة كتابة النص، ولكن بعد أن تقطع شوطا في صناعة الفيلم لا يعود لديك مجال إلا عبر المونتاج، وإذا لم تستطع إصلاح ما قمت به يجب عليك فورا التساؤل عما وجب عليك تصويره وما لم يجب.
وشدد على ضرورة السيطرة على الأحداث والشخصيات ومعرفة مساراتها وعدم ترك القصة تتطور عشوائيا إلا إذا كان الشخص مسيطرا على هذا الخيار، وقال إن الحوارات السينمائية مختلفة عن حوارات حياتنا اليومية ويجب أن تهدف لشيء معين وتوصله لنا، وأنه رغم كل تلك الجهود في الإعداد فإن الشخصية المرسومة وفي لحظة معينة تصبح مسؤولية الممثل بالكامل.
وردا على سؤال عما سيقوم به لو عاد به الزمن إلى بداية حياته الفنية، قال بأنه وعند النظر إلى بداياته ينصح الشباب بالروية والهدوء وإذكاء شعلة الشغف، فهناك الكثير لنتعلمه من الآخرين وقد تكون بعض دروس الحياة قاسية ولكن يجب أن نستفيد منها.