إيلاف من بيروت: أدانت محكمة مصرية، يوم أمس السبت، على الفنانة الإستعراضية سما المصري بالسجن ثلاث سنوات واجبة النفاذ، وتغريمها 300 ألف جنيه (18,500 دولار أميركي)، بتهمة التحريض على الفسق والفجور.
كما قررت المحكمة وضع المتهمة سامية أحمد عطية عبد الرحمن، وشهرتها سما المصري، تحت المراقبة الشرطية لمدة ثلاث سنوات. وفقا لوسائل إعلام محلية.

وكانت المصري محبوسة على ذمة التحقيقات بعدما نسبت لها النيابة العامة ارتكاب جرائم نشر صور ومقاطع مصورة لها خادشة للحياء العام عبر حسابات خاصة بها بمواقع للتواصل الاجتماعي، و"إتيانها علانية أفعالا فاضحة مخلة، ودعوة تتضمن إغراء بالدعارة ولفت الأنظار إليها".

كما وجهت النيابة للمتهمة تهم الاعتداء على مبادئ وقيم أسرية في المجتمع المصري، وإنشائها وإدارتها واستخدامها مواقع وحسابات على الشبكة المعلوماتية بهدف ارتكاب الجرائم المذكورة.
وفي نيسان/أبريل 2020، ألقي القبض على سما المصري بأمر النائب العام، على خلفية بعض البلاغات التي صاحبت القبض على عدة فتيات التيك توك الشهيرات، ومنهن حنين حسام، ومودة الأدهم الشهيرة.

وكانت المصري قد وجدت طريقها الى الشهرة من خلال تقديمها أغان ساخرة تنتقد حكم الإخوان المسلمين ومحمد مرسي لمصر بطريقة مثيرة للجدل، كما أن للمصري تجربة سينمائية خجولة.

فتيات تيك توك

في عام 2018، أقرت مصر قانون الجرائم الإلكترونية الذي يمنح الحكومة السلطة الكاملة للرقابة على الإنترنت وممارسة مراقبة الاتصالات، ويعاقب بالسجن لمدة لا تقل عن سنتين وغرامة تصل إلى 300 ألف جنيه مصري (18.5 ألف دولار) كل من يخالف نصوص القانون.

وخلال الشهريين الماضيين، ألقت قوات الأمن المصرية القبض على عدد من فتيات تيك توك وإحالتهم للقضاء بنفس تهمة نشر "الفسق والفجور".

فقد ألقت القبض على حنين حسام، طالبة كلية الآثار بجامعة القاهرة، في 23 أبريل الماضي، ووجهت النيابة العامة لها اتهاما "بارتكاب جريمة الاتجار بالبشر بتعاملها مع فتيات استخدمتهن في أعمال منافية لمبادئ وقيم المجتمع المصري للحصول على منافع مادية".

وفي مايو، تم توقيف مودة الأدهم، وهي فتاة عشرينية من مشاهير "تيك توك"، ويتابع حسابها على موقع إنستغرام قرابة مليوني شخص، ووُجهت لها تهمة "الاعتداء على مبادئ وقيم أسرية في المجتمع المصري".

وفي نهاية مايو، أوقفت الشرطة منة عبد العزيز، وهي فتاة قاصر (17 عاما) معروفة على تطبيق "تيك توك" أيضا، بعدما ظهرت في مقطع فيديو وعلى وجهها آثار اعتداء، وقالت إنها تعرضت للاغتصاب والتعدي عليها بالضرب من صديق قام بتصوير ما حدث ونشره.

وأمرت النيابة العامة بحبسها احتياطيا بتهمة "التحريض على الفسق"، قبل أن تصدر قراراً باستبدال حبسها "بعدم مبارحتها مركزاً مخصصاً لاستضافة وحماية المرأة المُعنَّفة وإدخالها برامج تأهيليَّة لإصلاحها".

استهداف المرأة
من جانبه، قال المحامي الحقوقي المصري طارق العوضي في تصريحات سابقة: "هناك ثورة تكنولوجيا وعلى المشرّع أن يلتفت للمستحدثات. هناك أفعال ينطبق عليها التجريم وأخرى تدخل في نطاق الحرية الشخصية".

وأضاف أن "اتهامات الدعارة والتحريض على الفسق لها تعريفات قانونية محددة ولا تنطبق على حالات هؤلاء البنات.. وأقصى ما يمكن أن يقال هو الفعل الفاضح".

وأفادت انتصار السعيد، محامية حقوق المرأة ورئيسة مركز القاهرة للتنمية والقانون، أن المرأة هي الفئة الوحيدة التي تستهدفها السلطات بموجب هذا القانون.

بينما صرح جون طلعت، عضو البرلمان الذي كان قد طالب سابقاً باتخاذ إجراءات قانونية ضد المصري وغيرها من المشاركات في تيك توك: "هناك فرق كبير بين الحرية والفجور"، وأضاف: "سما المصري وغيرها من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي يدمرون القيم والتقاليد العائلية، وهي أنشطة محظورة بموجب القانون والدستور".