إيلاف من بيروت: أجرت وكالة "رويترز" مقابلات مع عائلة المغني الإثيوبي الشهير، هاشالو هونديسا، الذي أثارت عملية مقتله احتجاجات واسعة في البلاد، وذلك في بلدة أمبو الفقيرة، حيث تشيد المنازل غالبا من الأخشاب والطمي، يبدو المنزل المبني من الحجارة البيضاء وله أرضية مكسوة بالبلاط مميزاً على نحو واضح.

وأوضحت الوكالة أن السياج المحيط بالمنزل غير مكتمل، لتبقى حية في أذهان سكان المنزل المسنين ذكرى أشهر أبنائهم، المغني السياسي هاشالو هونديسا الذي اغتاله مجهولون بالرصاص في أديس أبابا، الشهر الماضي.

وداخل المنزل قالت جوديتو هورا والدة هاشالو وهي تبكي: "كان ابني بطلاً مثل الأسد، كان يزأر من أجل أهله لكن الجرذان التهمته".

وينتمي هاشالو، الذي توفي عن عمر ناهز 36 عاما، لجماعة الأورومو، أكبر الجماعات العرقية في إثيوبيا، وكانت أغانيه مثل النشيد الوطني للمحتجين الشباب الذين أسقطوا أحد أكثر الأنظمة قمعاً في أفريقيا.

واندلعت احتجاجات بسبب مقتله في العاصمة الإثيوبية أسفرت عن مقتل 178 شخصا. وألقت الشرطة القبض على شخصين أحدهما تحوم حوله الشبهات أنه هو من أطلق النار على المغني.

وقال هونديسا بونسا والد المغني القتيل: "لن يرتاح قلبي حتى يأتي اليوم الذي أثأر له فيه، جرحي لا يزال حيا ولن يندمل".

وكانت أغاني هاشالو، التي سجلها بلغة الأورومو، هي النغمات، التي خرج على وقعها جيل من المحتجين، الذين أجبرت احتجاجاتهم المناهضة للحكومة على مدى 3 أعوام رئيس الوزراء على الاستقالة في 2018 وتولي آبي أحمد، الذي ينتمي والده للأورومو، السلطة خلفا له.

وفي بلدة أمبو مسقط رأس هاشالو، التي تبعد نحو 100 كيلومتر غربي العاصمة، حيث دُفن اختارت أسرة المغني الراحل، الذي ترك خلفه زوجة وثلاث بنات، تخليد ذكراه عبر أعماله البسيطة التي تنم عن الإيثار.

ويقف السياج نصف المكتمل رمزا للتذكير بهاشالو، حيث قال أحد أشقائه إن المغني الراحل موّل تشييد المنزل عن طريق بيع قلادة قيّمة أعطاه إياها أحد المعجبين خلال حفل موسيقي.