إيلاف من بيروت: قررت نجمة الأفلام الإباحية السابقة، ميا خليفة، أن تدعم بلدها لبنان بطرح النظارات التي كانت ترتديها في أفلامها الفاضحة في مزاد علني من أجل جمع التبرعات لضحايا انفجار مرفأ بيروت.

وأكدت في تغريدة لها أن عائدات بيع نظارتها بنسبة 100% ستعود إلى الهلال الأحمر اللبناني. ووصلت المزايدات على شراء النظارة إلى 100 ألف دولار خلال أيام فقط من طرحها.

وتتابع خليفة عن كثب الوضع في لبنان، وتصب جام غضبها على الوزراء والمسؤولين، معتبرةً أنهم "خذلوا اللبنانيين". وقد ظهرت في عدة مقاطع فيديو وهي تبكي، مطالبةً بمساعدة اللبنانيين والتبرع للصليب الأحمر لأن "الحكومة اللبنانية عاجزة". واعتبر معلقون أنها "صدقاً، تتألم لأجل لبنان" و"أكثر وطنية من الحكومة".

ولم تكتف خليفة بعرض نظارة كانت قد ارتدتها في أحد أفلامها للبيع على موقع "ebay"، آملةً أن تباع بنحو نصف مليون دولار أمريكي يذهب كله إلى الصليب الأحمر اللبناني. بل ناشدت متابعيها وجميع الشركات والعلامات التجارية التي سبق أن شاركت في الترويج لها "التبرع للبنان"، محذرةً من أنها ستتبع هذه الشركات والعلامات للتأكد أنها فعلت ذلك.

"لا للتنمر على ماضيها"
فيما سخر معلقون من دعم "ممثلة البورنو" بلدها الأم، خرجت دعوة عبر حساب "أوقفوا ثقافة الإرهاب في لبنان" على فيسبوك، إلى تقدير موقف خليفة "في وقت شدة لبنان" ووقف السخرية من ماضيها.

وأورد الحساب الذي يتابعه نحو 200 ألف شخص: "لقد تبرعت ميا خليفة بـ100 ألف دولار أمريكي للصليب الأحمر اللبناني، وتسعى إلى جمع 100 أخرى لأجله. تصف ساستنا بالإرهابيين وترفع صوتنا عالياً إلى المجتمع الدولي. وتنصح الجميع بألا يتبرعوا بفلس واحد لحكومتنا".

وأضاف: "أتمنى أن يتوقف كل لبناني أحمق عن السخرية من ماضيها. لقد فعلت الكثير جداً في هذه الأوقات الصعبة، أكثر بكثير حتى مما فعله ساستنا. شكراً على مساعدتك ميا خليفة".

ورأت الناشطة النسوية والسياسية التونسية ملاك محمدي أن خليفة قدمت بموقفها هذا "درساً في الشرف وحب الوطن"، لافتةً إلى أنها برغم منعها من دخول لبنان وبرغم كل ما تعرضت له من تهديدات القتل والقذف والتشهير والدمار النفسي "الذي لا يوصف" تنحت في الصخر لجمع التبرعات لأجله.

وفي مفارقة مثيرة، بات التندر، منذ انتفاضة 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بأن "ميا خليفة أشرف من كل الطبقة السياسية الفاسدة" أمراً مسلماً به لدى الكثير من المغردين والمعلقين الذين تساءلوا عما فعله الساسة والمسؤولون لأجل اللبنانيين مقارنةً بما فعلته هي.

وتتهم انتفاضة اللبنانيين الشعبية الطبقة الحاكمة بـ"الفساد ونهب أموال البلد"، ملقيةً على أقطابها وأزلامها تبعات تدهور الوضع الاقتصادي إلى أقصى درجة في تاريخه الحديث. وزاد انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة 150 شخصاً وخلّف المئات من الجرحى وشرد نحو 300,000 مواطن، حنق الأهالي المنكوبين على القوى السياسية المتحكمة في البلاد منذ ثلاثين عاماً إلى اليوم.