شيعت جنازة الموسيقي والمغني الإيراني الراحل، محمد رضا شجريان، صباح الجمعة في مقبرة بهشت زهراء في طهران، ونقل جثمانه بالطائرة إلى مدينة مشهد ليدفن قريبا من قبر الفردوسي، الشاعر الملحمي ومؤلف ملحمة الشاهنامة، التي تعد مرجعا أساسيا للغة الفارسية الحديثة، بناء على وصيته.

وكان المغني الإيراني، الذي يحظى بشهرة أسطورية في بلاده ويوصف بلقب "الأستاذ" في الموسيقى الفارسية المعاصرة ويلقبه البعض بصوت الشعب، قد توفي الخميس بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز الثمانين عاما.

تشييع رسمي

وعلى الرغم من منع بث أغاني شجريان في الإذاعة الرسمية في السنوات الأخيرة، إلا أن جنازته حظيت بمشاركة رسمية رفيعة ونعاه عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين الرسميين ومن بينهم الرئيس الإيراني حسن روحاني.

وقد حظر تشييع جنازته وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، المسؤول عن جهاز الرقابة على الأعمال الفنية والثقافية، في رسالة واضحة من السلطات الرسمية لعدم تحويل تشييع المغني الشهير إلى رسالة معارضة لها.

وخلال التشييع خاطب المؤلف الموسيقي البارز حسين علي زادة جثمان شجريان بقوله: " ستخلد إلى الأبد ولن تنسى أبدا".

وكانت حشود من محبي فن شجريان حضروا إلى المقبرة، لكنهم مُنعوا من الدخول إلى القاعة التي أجريت فيها مراسم الصلاة على جثمانه، ووقف نجله همايون شجريان، وهو بدوره مغنٍ مشهور في إيران، مخاطبا الحشد أمام المقبرة قائلا: أن عائلته وُعدت بإجراء تشييع عام له، وسيقام في مدينة مشهد تشييع ضخم له مع مراعاة الإجراءات الصحية لمنع تفشي فيروس كورونا.

وقد تجمع حشد ضخم من محبي الفنان أمام مستشفى جم في طهران لحظة إعلان الوفاة ليل الخميس، وقد اشتبك بعضهم مع قوات الأمن التي حضرت إلى المكان.

وقد غصت وسائل التواصل الاجتماعي بكتابات النعي والتعزية وصور ومقاطع أغانٍ من ملايين الإيرانين لرحيل مطربهم المحبوب، وبضمنهم العديد من الشخصيات الفنية والثقافية والسياسية.

وقد كتب الرئيس روحاني نعيا في تغريدة على تويتر وصف فيها شجريان بأنه كان وجهاً فنياً بارزاً ومن أروع وأخلد الأصوات الإيرانية وبأنه قد ترك خلفه إرثاً عظيماً.