تعرّض موقع جزيرة المتاحف في برلين لهجوم يوصف بأنه الأكبر من نوعه على قطع أثرية وفنية في تاريخ ألمانيا ما بعد الحرب.

وتضم الجزيرة خمسة متاحف شهيرة، وتعدُّها اليونسكو أحد مراكز التراث العالمي.

وتعرضت نحو 70 قطعة على الأقل من معروضات المتاحف للرش بسائل زيتي. واستغرق الأمر أكثر من أسبوعين لكي تتضح معالم الهجوم الذي وقع يوم الثالث من أكتوبر/تشرين الثاني الذي يتزامن مع يوم الوحدة الألمانية.

وتتكهن تقارير ألمانية بضلوع مؤيدي نظريات المؤامرة من اليمين المتطرف في الهجوم.

وكان أتيلا هيلدمان، الذي روّج نظريات مؤامرة بشأن وباء كوفيد-19، قد زعم أن أحد متاحف الجزيرة هو "عرش الشيطان" - في إشارة لمتحف مذبح بيرغامون.

وصف هيلدمان هيكل البرغامون بأنه "معقل الشياطنيين الدوليين ومجرمي كورونا"
وصف هيلدمان هيكل البرغامون بأنه "معقل الشياطنيين الدوليين ومجرمي كورونا" Reuters

ماذا نعرف عن الهجوم؟

نشرت الشرطة الجنائية في برلين تفاصيل الهجوم في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، بعد مرور 17 يوما على الأقل من قيام شخص مجهول باستهداف تابوت حجري مصري، وعدد من التماثيل، فضلا عن أعمال فنية تعود للقرن التاسع عشر.

ولا يُعرف سرّ التكتم على الهجوم حتى الآن. ولم يتأكد خبر وقوعه إلا بعد تحريات توجهت بها وسائل إعلامية محلية للشرطة.

وقالت هذه الوسائل إن المتاحف الأخرى في البلاد لم يتم إخطارها بأن هناك خطرا محتملا.

وقالت الشرطة إنها حققت في الهجوم ولكن لم تعلن عنه للعامة لأسباب استراتيجية.

ما المتحاف التي تعرضت للهجوم؟

تعرضت عشرات القطع الأثرية والفنية للرش بسائل زيتي مما أحدث بها أضرارا وترك عليها أثارا مرئية.

وقال عامل في أحد تلك المتاحف لوسائل إعلام محلية إن معظم الأضرار سطحية، حتى إن بعضها يتطلب الاستعانة بكشّاف لرؤيته.

ومن المتاحف التي تعرضت للهجوم: متحف بيرغامون، الذي يحتوي على مذبح بيرغامون الشهير والذي أقامه الملك يومينس الثاني في القرن الثاني قبل الميلاد.

وطال الهجوم قطعا فنية في متحف برلين الجديد الذي يحوي تمثالا نصفيا للملكة الفرعونية نفرتيتي.

وكانت جزيرة المتاحف قد تعرضت لهجوم في الماضي؛ وفي مارس/آذار 2017 سُرقت عملة معدنية ذهبية عملاقة تقدر قيمتها بأربعة ملايين دولار من متحف بوده.

وفي فبراير/شباط الماضي تلقى شخصان وأحد حرّاس المتحف عقوبة بالسجن لسرقتهم العملة الذهبية التي تحمل صورة الملكة إليزابيث الثانية، والتي لم ترجع حتى الآن.

ما هو الدافع وراء الهجوم على المتاحف؟

لم يتضح حتى الآن الدافع وراء تزامن الهجوم مع ذكرى اتحاد ألمانيا.

لكن وسائل إعلام ألمانية تسلط الضوء على رسائل يبعث بها أتيلا هيلدمان عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي تتضمن مزاعم حول ما يصفه بممارسات الظلام التي تحيط بهيكل برغامون العظيم. يُذكر أن متحف برغامون نفسه كان الهدف من بنائه هو أن يكون مقرًا لهذا الأثر الهام.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، خطب هيلدمان في أنصاره من أعلى درج المتحف الوطني القديم.

وفي أغسطس/ آب الماضي، أثناء إغلاق متحف برغامون بسبب فيروس كورونا، وصف هيلدمان هيكل برغامون بأنه "معقل الشيطانيين الدوليين ومجرمي كورونا".