ربما لم يعرف كثير من المصريين، خاصة من فئة الشباب، عن المطرب ماهر العطار إلا نبأ وفاته.

وتوفي العطار مساء الإثنين بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز 83 عاما.

بزغ نجم المغني الكبير الراحل في حقبة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، لكنه غاب عن الساحة الفنية منذ سنوات طويلة، ولم يظهر سوى في لقاءات تلفزيونية محدودة للغاية.

هذا وقد نعت نقابة المهن الموسيقية في مصر المطرب الراحل.

"مصادفة"

ولد ماهر العطار في حي باب الشعرية بالعاصمة المصرية القاهرة، في 22 يناير/ كانون الثاني عام 1938.

وتخرج من كلية التجارة بجامعة عين شمس عام 1965، لكن أثناء دراسته غنى في برنامج للهواة بالإذاعة المصرية، واستمع إليه بالمصادفة الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب الذي أعجب بصوته وطلب لقاءه، ومن ثم شجعه على دخول عالم الفن والغناء.

بعد تخرجه من الجامعة حصل على دبلوم المعهد العالي للموسيقى العربية.

تزوج العطار من الباحثة الإعلامية فايزة محمود نسيم، وأنجب منها أحمد الذي احترف الغناء مثل والده، وريهام التي عملت مذيعة وفي مجال الإرشاد السياحي.

اشتهر بغناء اللون الشعبي في حقبة الخمسينيات والستينيات، وتعاون مع كبار الملحنين وأبرزهم محمد الموجي وبليغ حمدي، ومن أشهر أغانيه: بلغوه، داب قلبي، افرش منديلك على الرملة، مين يآمن لك مين، ورد الجنانين، قمري أنا، والحارس الله.

شارك العطار في حفلات أضواء المدينة، وفي عدد محدود من الأفلام السينمائية لا تتجاوز سبعة أفلام، منها: احترس من الحب مع النجمة زبيدة ثروت، النغم الحزين مع سامية جمال، وبنات بحري مع عبد السلام النابلسي، وزينات صدقي، كما شارك أيضا في بعض المسرحيات.

"فرصة ضائعة"

رفض العطار بطولة فيلم "حسن ونعيمة" حيث رشحه منتج الفيلم الموسيقار محمد عبدالوهاب، لكنه اعتذر لأنه لم يقتنع بنفسه في دور "مغني فلاح يرتدي الجلباب" حسب قوله، ورشح صديقه محرم فؤاد للفيلم الذي كان بمثابة شهادة ميلاد للنجمين العملاقين سعاد حسني ومحرم فؤاد عام 1959.

وحقق الفيلم نجاحا ساحقا حينها، ما جعل العطار يندم على تلك الفرصة.

واعتبر العطار في فترة ما منافسا للمطرب الكبير الراحل عبدالحليم حافظ، الذي ربطته به علاقة صداقة قوية.

وفي ذروة نجاح العطار، انشغل في مناصب وظيفية أبعدته عن عالم الغناء، حيث كان يعمل بوزارة الثقافة وأصبح لاحقا مستشار لوزير الثقافة، كما انخرط في العمل السياسي حيث كان عضوا في المجلس المحلي لمحافظة القاهرة.

وتولى أيضا مناصب نقابية في نقابة الموسيقيين أكتر من مرة، الأمر الذي اضطره للاعتذار عن كثير من الحفلات التي كانت تعرض عليه خارج مصر وداخلها، هذا فضلا عن مرضه خلال سنوات عمره الأخيرة حيث كان يعاني مشكلة في التحدث.

تم تكريم العطار من قبل مهرجان الموسيقى العربية، في دورته الـ 29 بدار الأوبرا المصرية، وتسلم الجائزة عنه نجله أحمد وذلك في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي 2020.

وكان العطار قد نقل إلى المستشفى قبل أيام إثر التهاب في الشعب الهوائية وضيق في التنفس، ونفت مصادر مقربة من عائلته عائلته إصابته بمرض كوفيد 19.