متظاهرون أمام "هيئة البث القبرصية أمس احتجاجا ًعلى تمثيل الأغنية لقبرص في مسابقة يوروفيجن.
AFP
متظاهرون أمام هيئة البث القبرصية احتجاجا ًعلى تمثيل الأغنية لقبرص في المسابقة

يطالب ناشطون مسيحيون في قبرص بسحب أغنية تمثل الجزيرة في مسابقة يوروفيجن. ووقف محتجون أمام هيئة البث القبرصية رافعين شعار "قبرص تحب المسيح"، تأكيداً على موقف الكنيسة القبرصية في الجدل المحتدم منذ أشهر حول أغنية بعنوان "إل ديابلو" (وتعني الشيطان).

وتقول الكنيسة الأرثوذوكسية وبعض الجمعيات المسيحية إن الأغنية "تروج لعبادة الشيطان"، بينما ترى المغنية اليونانية إيلينا تسانغرينو، صاحبة العمل أن الكلمات ترمز إلى العلاقات العاطفية المؤذية.

وقدمت تسانغرينو عرضاً مباشراً لأغنيتها في 18 مايو/ أيار الحالي، ضمن تصفيات مسابقة "يوروفيجن" الغنائية الأوروبية التي تختتم السبت.

ما قصة الأغنية وكيف بدأ الجدل؟

أطلقت أغنية "إل ديابلو" في شباط/ فبراير الماضي، مثيرة حفيظة السلطات الكنسية الأرثوذوكسية في قبرص.

تقول كلمات الأغنية "وهبت قلبي لـ"إل ديابلو" لأنه قال لي أنني ملاكه"، ما عده المتدينون تعبيراً مستفزاً عن تسليم الذات للشيطان.

تقول المغنية إيلينا تسانغرينو إنها تقصد بكلمات أغنيتها التعبير عن علاقة سيئة بشخص مستغِّل، وليس التطرق إلى معتقدات دينية فعلية. في حين فسر بعض النقاد الإحالة إلى الشيطان بمحاولة التعبير عن الصراع الداخلي الدائم بين الخير والشر.

كما قالت المغنية في تصريحات صحافية إنها استلهمت الأغنية من الجو السائد بعد حركة "أنا أيضاً" العالمية، ومن النساء اللواتي يجدن أنفسهن محاصرات في علاقات عنيفة ومؤذية.

لكن الكنيسة القبرصية ترى أن الأغنية جعلت القيم الأخلاقية للدولة موضع "سخرية عالمية"، من خلال دعوتها إلى "الاستسلام للشيطان"، بحسب فرانس برس.

واعتبرت أن الأغنية "تركّز بصورة أساسية على امتداح خضوع البشر قدرياً لسلطة الشيطان"، مما يشكّل إساءة إلى "تاريخ الجزيرة وثقافتها وتقاليدها".

وبعدما رشحت "هيئة البث القبرصية" الأغنية لتمثيلها في المسابقة الأوروبية بمدة قصيرة، أبلغت الشرطة أنها تلقت اتصالات تهديد بإحراق مبناها. كما أدين رجل بترويع أشخاص أمام مقر الهيئة، خلال احتجاجه على ما وصفه بـ "الهرطقة" الواردة في الأغنية.

وفي مارس/ آذار الماضي، قال ممثل عن هيئة البث إنّ الغرض من ترشيح الأغنية لم يكن إهانة المعتقد الديني لأي شخص، معلناً التمسك بترشيحها لأن "حرية التعبير محمية".

ما دور الكنيسة في قبرص؟

غالبية سكان قبرص من المسيحيين، ويتبعون بمعظمهم التقليد الأرثودوكسي، بجانب أقليات من الموارنة واللاتين والأرمن.

تعد الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في قبرص من أقدم الكنائس في العالم، وهي مستقلة عن سلطة الكنيسة الأرثوذكسية الأم.

بحسب الدستور، يحق للكنيسة تنظيم وإدارة شؤونها الداخلية وممتلكاتها بنفسها، كما أنها معفية من الضرائب.

تشير بعض التقارير الحقوقية إلى أحداث تمييز تطال مسلمين في الجزيرة، وذلك يعود الى تاريخ الصراع بين تركيا واليونان الذي أدى إلى تقسيم قبرص إلى شطرين.

كذلك أشار تقرير حقوقي عام 2018، إلى أنّ وزارة التربية والتعليم "تروج للمواد التعليمية المناهضة للإلحاد من خلال موقعها الرسمي على الإنترنت"، كما تتهم قبرص بممارسة "كراهية الدولة ضد الملحدين".

وعند إطلاق أغنية "إل ديابلو"، أصدرت جمعية تمثل معلمي التربية الدينية في المدارس الثانوية بياناً حثت فيه هيئة البث الحكومية على التخلي عن الأغنية.

وعبرت الجمعية عن "اشمئزازها" من كلمات الأغنية، قائلة إن المغنية "تمدح الشيطان وتكرس حياتها له وتحبه".

ما هي حظوظ قبرص في المسابقة؟

شاركت قبرص للمرة الأولى في مسابقة "يوروفيجن" عام 1981 وتحمل الرقم القياسي في العدد الأكبر من المشاركات من دون فوز، وحققت أفضل تصنيف لها في العام 2018 بحلولها في المرتبة الثانية.

ومع أن القبارصة اليونانيين معجبون بشدة بـ"يوروفيجن"، إلا أن الجزيرة لا تعتبر عادةً من المرشحين البارزين. أما هذه المرة، فوصفت بأنها واحدة من الأوفر حظاً للفوز في النهائي الذي يقام في مدينة روتردام الهولندية.

وقد قوبلت تجارب أداء تسانغرينو في روتردام بمراجعات نقدية إيجابية، وشبّه البعض المغنية المولودة في أثينا، بليدي غاغا.

وكانت بداية شهرة تسانغرينو (26 عاماً) عندما شاركت وهي في الرابعة عشرة في برنامج "غريس غوت تالنت"، ووصلت إلى الدور نصف النهائي، وكانت عضواً في فرقة لموسيقى البوب قبل أن تستقل وتصبح مغنية منفردة عام 2018.

وجذبت مقاطع الفيديو الموسيقية الخاصة بتسانغرينو على يوتيوب ملايين المشاهدات وبلغ عدد متابعيها على إنستغرام نحو 100 ألف.

وأدى الجدل بشأن "إل ديابلو" إلى بلوغ عدد مشاهدات الشريط الموسيقي الخاص بها نحو 3.3 ملايين مشاهدة على يوتيوب.