إيلاف من الظهران: يواصل مهرجان أفلام السعودية في دورته الثامنة عرضه للأفلام السعودية والخليجية بشكل متتالي وأحد أبرز العروض السينمائية لهذا اليوم كانت لفيلمي " ن ذاكرة الشمال" و "عز مولانا السلطان"، بالإضافة للفيلم البحريني "وجبة".

من ذاكرة الشمال نوستالجيا التسعينات

الفيلم المنتظر والذي حظى بتغطية وحماس منذ الإعلان عن فكرته، كونه يتطرق لحقبة زمنية مهمة وهي حرب الخليج وغزو العراق للكويت، وكونه كذلك لإسم سينمائي سعودي مهم وهو المخرج والكاتب عبدالمحسن المطيري ممن شارك في مجموعة تلاشي السينمائية، والتي حققت عددًا من الجوائز الخليجية، إضافة لمشاركاته النقدية في العديد من المقالات والندوات حول السينما في عدد من الصحف الخليجية والمحلية، كما شارك بالعديد من الأعمال والنصوص في مهرجانات محلية وإقليمية مثل فيلم زوجة والورد، وفيلم 1991، وكذلك مشاركته في إنتاج أفلام أسود وشروق غروب.

الفيلم يروي تجربة المخرج الشخصية وهي تجسيد لذكرياته مع جيله، فكرة الفيلم بدأت حين بحث المخرج عن سبب تسميته مقبرة في مدينة حفر الباطن ـ شمال شرق السعودية ـ بإسم مقبرة الشهداء، ومن هنا تبدأ حكاية الفيلم ليذهب لحكايا الناس مع حرب الخليج وغزو العراق للكويت.

حاور الفيلم العديد ممن شهد هذ الحرب ومابين ذكرياته مع صافرات الإنذار والصواريخ كانت الحوارات مع أهالي الحفر وسردهم لذكرياتهم مع أهاليهم في تلك الحقبة من أجمل تفاصيل الفيلم.

فكرة حرب الخليج والتصدي لها بوثائقي لاشك أنها تجربة صعبة وتحتاج ضخامة إنتاجية لكن كان بالإمكان الحصول على أرشيف من الصور والفيديوهات بشكل أكبر كون أغلب الأرشيف والفيديوهات التي ظهرت في الفيلم وثائق متاحة وسبق أن شوهدت في العديد من البرامج .

"من ذاكرة الشمال" تجربة مهمة وموضوع مهم وهي تحية لفترة زمنية مضت وجيل سابق ويظهر ذلك جليا ً من خلال سرد تفاصيل عديدة عالقة في ذهن جيل أكبر من ارتباطها بحرب الخليج .

"عز لمولانا السلطان " رؤية للتاريخ من منظور مختلف

فيلم تاريخي يتحدث عن آخر ليلة قبل سقوط غرناطة وحوار مابين السلطان أبي عبدالله وزوجته وحول كيفية التعامل مع العدو الذي يقوده الملك فيرديناند الخامس.

الفيلم أشبه بمساندة وتقدير لآخر حكام كل دولة، كالأموية والعباسية والاموية في الأندلس. في محاولة البعد عن المواقف العنترية المغرورة والجبانة وفي أن الحرب والمقاومة في أحيان كثيرة قرار مغرور ومكلف خاصة أذا كانت قدراتك محدودة وخسارتك وشيكة.

رؤية تاريخية مختلفة تلك التي قدمها كاتب ومخرج الفيلم عبدالعزيز آل سلطان وتحسب له جرأته في التفكير بشكل مختلف عن السائد وعن كتب التاريخ عموماً، إضافة لكونه طرح موضوع الأندلس في فيلم سعودي قصير على غير المعتاد من بقية صناع الأفلام السعوديين.

ورغم ضعف الإنتاج الواضح إلا أن أداء الممثلين لينا محمود والممثل الشاب براء عالم كان ممتازا ً. وبراء عالم رغم تجاربه المحدودة وخبراته البسيطة إلا أنه في كل عمل يظهر باداء ناضج ومتزن يعكس معرفية عالية وموهبة حقيقة يملكها الممثل الشاب.

ختاما "عز لمولانا السلطان" تجربة جيدة جدا ً لكاتب ومخرج واعد يجعلنا حقا ننتظر ونترقب أعماله القادمة.

"وجبة" فكرة بسيطة ومعالجة ذكية

أحد أجمل الأفلام الخليجية التي عرضت في مهرجان افلام السعودية لمخرجه البحريني لؤي اللتان، الفيلم يروي قصة أم وابنها يعيشون في منزل واحد دون أن يتمكنا من رؤية بعضهما كثيراً نظراً لإعاقة الابن ولوجود زوجته معه الرافضة لمشاركة الوالدة معهم في المنزل.

كانت فكرة بسيطة جدا ً لكن معالجة المخرج لؤي اللتان اضفت جمالاً خاصاً للفيلم من خلال طريقة نقل الأكل ومن خلال الرسائل التي تبعث مع الوجبات وفيها تواصل إنساني جميل من غير جملة حوار واحدة.