شبدينو: تواجه شندورو تيكامو معضلة صعبة تتمثل اما في البقاء مع رضيعها الذي يعاني من سوء التغذية في هذا المركز الصحي جنوب اثيوبيا او العودة الى منزلها لايجاد ما تيسر لتغذية ابنائها الخمسة الاخرين.

وتقول المراة الواقفة الى جانب ابنها برهان quot;لا استطيع حتى التفكير، وكل ما اريده هو انقاذ ابنيquot;. وتضيف يائسة quot;لكنني في الوقت نفسه قلقة لانني تركت اطفالي الاخرينquot; في المنزل.

وهذه ثاني مرة منذ كانون الاول/ديسمبر يدخل فيها ابنها برهان الى المركز الصحي في شبدينو على مسافة 225 كلم جنوب العاصمة اديس ابابا، اذ ان حالته الصحية تتدهور بسبب نقص مزمن في التغذية.

وفي هذه المنطقة التي تعد من المناطق الادارية التسع في البلاد، ادى تعاقب مواسم امطار غير منتظمة او في غير موعدها الى التأثير على المحاصيل الزراعية او الاضرار بالزراعات ما اسفر عن نقص خطير في الاغذية.

ويجتاح هذه المنطقة المكتظة بالسكان quot;جفاف اخضرquot;، ففي حين ان الطبيعة تبدو خضراء لا توجد فيها محاصيل زراعية تقريبا، في تكرار لما حصل سنة 2008 في هذا القسم من البلاد.

وتقدر الحكومة باكثر من 250 الفا عدد الاشخاص الذين يحتاجون الى مساعدة غذائية عاجلة في هذا القسم من جنوب اثيوبيا اي ثلاثة اضعافهم سابقا حسب المنظمات الانسانية الناشطة ميدانيا.

وقال جيتاشو ليما منسق الامن الغذائي في المنطقة لفرانس برس ان quot;اكبر اسباب انعدام الامن الغذائي هو الجفاف المزمن والضغط الديمغرافي وتدهور نوعية الاراضيquot;.

واعلنت الامم المتحدة ان حوالى 4,5 مليون اثيوبي في حاجة الى مساعدة انسانية بسبب الجفاف الذي يؤثر على 12 مليون شخص في شرق افريقيا. وفي شبدينو يزداد عددهم باستمرار.

وقال دنيال لجيسو الذي يعمل لحساب الحكومة في مجال الامن الغذائي في جنوب اثيوبيا ان quot;نسبة سوء التغذية تزدادquot;. واكد ان نسبتها لدى الاطفال ازدادت ب5% منذ ايار/مايو. واضاف ان quot;الوضع الحالي متوتر جدا مقارنة بالسنوات السابقةquot;.

ويوافقه الرأي ملكامو تيلاهون المزارع المتواضع بعد ان جف حقل الذرة الذي يملكه بسبب تراجع الامطار بينما يعاني ثلاثة من ابنائه الاربعة من سوء التغذية. وقال متذمرا quot;هذه السنة لا يمكنني تأمين الغذاء لاسرتي حتى لثلاثة اسابيعquot;. ويعتزم الرجل التخلي عن الزارعة لفتح متجر صغير.

واعرب عن الامل في quot;الحصول على قرض لتغيير مهنته وتأمين الغذاء لعائلتيquot;. وباشرت الحكومة برنامجا يهدف الى تعليم الامهات لكشف اعراض سوء التغذية.

من جانبه بدا برنامج الاغذية العالمي عملية طويلة (خمس سنوات) يتلقى المستفيدون منها مالا وغذاء مقابل عملهم في الحقول. غير ان احد مسؤولي هذه الخطة لدى برنامج الاغذية العالمي يوهانس ديستا يشدد على ضرورة الاستثمار في مشاريع الري والمساعدة على توفير الاسمدة لمساعدة المزارعين المحليين على المدى الطويل.

لكن المساعدة الانسانية العاجلة تعتبر اولية بالنسبة الى شندورو ورضيعها وكثيرين اخرين. وقالت بحسرة quot;ليس لدي غذاء لاولادي في المنزل وليس لدي حتى الحليب اقدمه لهمquot;.