لا يزال ملايين الأميركيين معزولين عن العالم بسبب الفياضانات التي خلّفها إعصار آيرين في وقت ارتفعت حصيلته الى 44 قتيلاً. وأعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما حالة كارثة كبرى في ولايات نيويورك وكارولاينا الشمالية ونيوجرزي. ويرى خبراء ان الضرر الاقتصادي قد يصل الى 10 مليارات دولار.

من مخلّفات إعصار آيرين

واشنطن: نقلت قناة CNN الأميركية يوم الاربعاء 31 أغسطس/آب ان عدد ضحايا اعصار quot;ايرينquot; الذي ضرب السواحل الشرقية للولايات المتحدة في الاسبوع الماضي ارتفع الى 44 شخصًا.

وتعمل السلطات المحلية حاليًا على استئناف حركة المرور والطيران في المناطق التي ضربها الاعصار. ويتم تنظيف الطرق الرئيسة والمناطق الساحلية من حطام السفن الغارقة وجذوع الاشجار التي يمكن ان تصعب حركة المرور.

وذكرت القناة الأميركية ان حوالى 3 ملايين شخص لا يزالون من دون كهرباء حتى الآن.

وتشير الحكومة الاميركية الى ان الخسائر الاقتصادية الناجمة من اعصار quot;ايرينquot; ستصل الى 1 مليار دولار، بينما يعتقد عدد من الخبراء ان الضرر الاقتصادي للإعصار يمكن ان يكون أسوأ بكثير، وقد يصل الى 10 مليارات دولار.

واعلن البيت الابيض الاربعاء ان الرئيس الاميركي باراك اوباما سيعاين شخصيًا الاضرار الناجمة من اعصار ايرين من خلال توجهه الاحد الى مدينة باترسون في ولاية نيوجيرسي، حيث التي ارتفع منسوب المياه في نهر باسايك فيها الى مستويات قياسية، بعدما ضربت العاصفة الساحل الشرقي للولايات المتحدة في الاسبوع الماضي.

واعلن اوباما ولاية نيوجرزي في حالة quot;كارثة كبرىquot;، بعد اعلانه الاربعاء حال quot;كارثة كبرىquot; في نيويورك وفي كارولاينا الشمالية بعد ثلاثة ايام على مرور الاعصار.

ويسمح قرار اعلان المنطقة المتضررة في حالة quot;كارثة كبرىquot; بتخصيص اموال فدرالية للمتضررين في هذه الولاية، بما في ذلك اسكان المشردين واصلاح منازل متضررة ومنح قروض للتعويض عن الممتلكات المتضررة.

وقدرت شركة ايكيكات لادارة المخاطر قيمة الاضرار الناجمة من العاصفة بعشرة مليارات دولار.

وبعد ثلاثة ايام من مرور اعصار ايرين، واصلت فرق الانقاذ محاولتها الوصول الى ملايين الاميركيين، الذين لا يزالون معزولين عن العالم بسبب فيضانات. ولا تزال التغذية بالتيار الكهربائي غائبة عن مناطق عدة. وفي اماكن عدة، ستوزع مساعدات الطوارئ عبر السفن او جوا.

وفي محيط ويلمينغتون في ولاية فيرمونت (شمال شرق)، لا تزال الطريق الرئيسة مقطوعة بسبب الوحل. ولا يزال من المتعذر سلوك طرقات عدة بعدما افرغت ايرين ما يوازي شهرين من المطر (21 سم) خلال ما لا يزيد عن 24 ساعة.

وقال ديف ميلر مسؤول عمليات الطوارئ إن المشكلة هي quot;في عدم القدرة على الوصولquot; الى تلك المناطق، موضحًا أن فرقة تحاول انتزاع السيارات من المياه الموحلة وإزالة الأشجار التي سقطت على الطريق العام وأسقطت معها خطوط الكهرباء.

وتضطر الفرق إلى استعمال القوارب أو المروحيات لإيصال المساعدات الى الأهالي. الوضع مماثل في العديد من مناطق نيوجيرسي وولاية نيويورك، حيث لجأ الناس الى المدارس والمكاتب الحكومية.

وبحسب الارقام الرسمية، ادى مرور ايرين في الولايات المتحدة الى سقوط 43 قتيلاً على الاقل في 11 ولاية. وما زال الآلاف معزولين في ولايات فرمونت ونيوجرزي ونيويورك منذ مرور الاعصار الذي ادى الى مقتل حوالى خمسين شخصًا.

وبعد ثلاثة ايام على مرور الاعصار، ما زال عدد كبير من العائلات ينتظرون وصول الحرس الوطني ورجال الاطفاء لنقل المياه والمواد الغذائية الى البلدات التي تحاصرها المياه.

وفي مناطق اخرى، يقوم رجال الاغاثة بنقل آلاف الاشخاص، وخصوصًا من المسنين والاطفال، بعبارات الى مناطق آمنة.

وقال البيت الابيض ان وزيرة الامن الداخلي جانيت نابوليتانو ورئيس الوكالة الفدرالية لادارة الحالات الطارئة كريغ فوغيت تفقدا الاربعاء نيويورك ونيوجرزي لمتابعة جهود الاغاثة.

كما زار مسؤولون كبار آخرون في الادارة الاميركية ولايات كونيكتيكت وكارولاينا الشمالية وفرمونت وفرجينيا.

وتفيد ارقام رسمية ان مرور الاعصار آيرين اسفر عن سقوط 43 قتيلاً على الاقل في 11 ولاية اميركية، بينهم ثمانية في نيويورك، وسبعة في نيوجرزي، وستة في كارولاينا الشمالية.

الاعصار نفسه تسبب في مقتل خمسة اشخاص على الاقل في منطقة الكاريبي قبل ان يضرب الولايات المتحدة تلتها كندا، حيث لقي شخص واحد مصرعه قبل ان تتراجع حدته ليصبح عاصفة الثلاثاء.

مليارات الدولارات خسائر خلّفها الإعصار

من جهةٍ أخرى، يرى خبراء أن الضرر الاقتصادي للإعصار يمكن أن يكون أسوأ بكثير، حيث يقول مات كارليتي، خبير التأمين ومحلل الأسهم: quot;إن الأضرار جسيمة، والخسائر قد تصل إلى عشرة مليارات دولار.quot;

ويمكن أن يسبب الإعصار ضررا بقيمة 7 مليارات دولار، وفقا لشركة تحليل تقدر آثار الكوارث الطبيعية على الاقتصاد، والتي قالت، إن الخسائر التي سوف يغطيها التأمين نحو 3 مليارات دولار فقط.

وقد شكلت الفيضانات المدمرة والرياح الشديدة، واحدة من أكثر المخاطر وأكبر التهديدات للإعصار إيرين، الذي تراجعت حدته وتحول إلى عاصفة استوائية.

وتتفاوت تقديرات الخسائر، إذ تقدر السلطات الأميركية تكاليف الأضرار الناجمة من الرياح العاتية التي ترافقت مع الإعصار بأكثر من مليار دولار، بينما انقطع التيار الكهربائي عن نحو 4 ملايين نسمة.

وكانت الساعات الأولى لإعصار quot;إيرينquot;، الذي ضرب السواحل الشرقية للولايات المتحدة وتوجه إلى كندا، قد سجلت مقتل 12 شخصًا وحصول أضرار فادحة في الممتلكات وانقطاع واسع في الكهرباء وشبكات النقل.

وتم الإبلاغ عن انقطاع في الكهرباء بأكثر من مليون منزل، واستمرت الدعوات للسكان غير القادرين على حماية أنفسهم إلى ضرورة مغادرة المنطقة، وذلك رغم تراجع حدة الإعصار، الذي بات مصنفاً ضمن النطاق الأول، مع سرعة رياح قد تتجاوز 135 كيلومتراً في الساعة.

ورغم هذه الخسائر، إلا أن الأدميرال ويليام لي، المكلف من قبل قوات خفر السواحل الأميركية بمراقبة الإعصار من الجو، رجّح وجود خوف مبالغ فيه من مخاطر quot;أيرين،quot; مضيفاً أن الأضرار أقل بكثير من أعاصير أخرى، مثل quot;فردريكquot; وquot;أندرو.quot;