يتميّز حب الهال بنكهته المميّزة طعماً ورائحة شهية جاذبة، وهو كثير الإستخدام في القهوة وأطباق الأرز وغيرها، وله أيضاً فوائد صحية.


بيروت: حبّ الهال، ويسمى أيضًا حب الهيل، يعني بذور من نبتة Elettaria Cardamom&من العائلة العطرية التي ينتمي إليها الزنجبيل، صَنعَ منها الإغريق والرومان عطورهم، وأشعلوه في حماماتهم للتعطر بدخانه.

&

لمحة تاريخية:
ودخل الهال ميداني الطب والطعام في مصر وبلاد فارس والصين، بعدما كان أحد العناصر الحاضرة دائماً هناك في مناسك عبادة شعوبهم القديمة، أي منذ أكثر من خمسة آلاف عام. ووصل إلى يومنا هذا بصفته أحد التوابل الزكية الرائحة وطيبة الطعم. وفي الدول الاسكندنافية، تسرّب حبّ الهال إلى الخبز والمعجنات، واستخدمه الروس والألمان كنكهة بمشروباتهم الروحية، بينما التزم الشرق أوسطيون، وخصوصاً العرب منهم، باستخدام الهال في إضفاء مذاق خاص على قهوتهم "التركية"، حتى وصل بعض هؤلاء إلى اختراع قهوة يُشكِّل البُنّ فيها 10% فقط، بينما الباقي من الهال وحده، علماً أنه يساعد الجسم&على التخلص من الكافيين، ولهذا يعتبر إضافةً ممتازة للقهوة.
&

في الطعام:
في الطعام، يُضاف حبّ الهال غالباً في ماء سلق الدجاج&لإعطاء لحم الدجاج نكهةً خاصة أولاً، وللتخلص من رائحته الأصلية التي قد تبقى معه عند تحضيره ثانياً. كما يُضاف إلى الأرز عند تحضيره، خصوصاً في الأردن ودول الخليج العربي، لأنه يضيف إلى الطعام نكهةً طيّبة.

وثمة طريقة مثلى للحصول على أفضل نكهة للهال بعد طحنه، باستخدام سكينة كبيرة النصل للضغط على حبات الهيل الخضراء لكسرها، والحصول على ما في داخلها من البذور السوداء التي تكتنز النكهة، ثم وضعها في ماكينة طحن القهوة وطحنها لتصير دقيقاً. ولأن طعم بذور الهال قد لا يكون مستساغاً إن وصل إلى اللسان، يُفضَّل الحصول على رائحته وحدها من خلال وضع البذور في قطعة من الخام وربطها، ودسّها في مياه سلق الدجاج، أو في وعاء طهي الأرز.
&

فوائد صحيّة:
صحيّاً، يفيد الهال في تخفيف آلام المعدة، خصوصاً تلك التي تصاحب الحيض. وهو يساعد في عملية هضم الطعام فيقلل من أعراض التطبّل المعوي، فهو طارد للريح بامتياز. كما يزكي الهال رائحة الفم، ويخفف التهاب القصبات الهوائية والالتهاب الشعبي والرشح وآلام الحلق بفضل مادة cineole، ويمنع الغثيان والقيء، ويساهم في الحد من تكوّن الحصى في الكلى، ومن تراكم الكافيين في الجسم.

إلى ذلك، يقول الأطباء أن الهال يؤدي دوراً مهماً في علاج الاكتئاب، وفي كبح أعراض الربو الصدري، وفي فتح الشهية على الطعام. وهو خالٍ من الكولسترول، غني بمادة الكالسيوم، غني بمعادن الحديد، المغنيزيوم، الزنك والبوتاسيوم، يحتوي على فيتامين C، وفيه مستوى عالي من الألياف الغذائية.

هذا وتستمر الدراسات على الهال، بعدما لاحت بوادر دوره في تخفيض احتمالات الاصابة بسرطان القولون. فهو يحتوي على مواد كيميائية نباتية معروفة بمحاربتها للسرطان، وتمنع إفرازهرمونات معينة تحفز نمو خلايا سرطان الثدي والمبيض والبروستات. كما يحتوي على مواد مضادة للأكسدة، تقي الجسم من أعراض الشيخوخة.

&