إيلاف خاص: أفاد الباحثون بأن اختلافا جينيا قد يكون مسؤولا عن تحديد الأشخاص المعرضين للإصابة بالإحباط. واكتشف فريق علمي من المركز الطبي بجامعة ديوك الأمريكية أن إنزيما في الفئران يتحكم في معدلات مادة سيروتونين الكيميائية في المخ، وهو المركب المسؤول عن نقل الرسائل بين الخلايا العصبية في المخ.

وأوضح العلماء أن البشر قد يكون لديهم أنواعا عديدة من هذا الإنزيم الأمر الذي يوضح سبب إصابة البعض بالإحباط دون غيرهم. كما أشار العلماء الذين نشرت دراستهم في دورية العلوم أن اختبارا جينيا قد يكشف عن مدى احتمالات استفادة الشخص من العلاج. وترتبط معدلات مادة سيروتونين بظروف معينة مثل الإحباط والقلق واضطرابات ما بعد الصدمة.

تأثير كبير
كان العلماء قد اكتشفوا العام الماضي أن إنزيم "تي سي إتش2" موجود في المخ ويلعب دورا في التحكم في معدلات السيروتونين. وقد أجرى الباحثون في هذه الدراسة أشعة على مخ الفئران من أجل البحث عن الجين الذي يتحكم في إنتاج هذا الإنزيم، غير أنهم فوجئوا عندما وجدوا نوعين مختلفين من الجينات.

وعندما بحث العلماء تأثير هذا التنوع وجدوا أن له تأثير كبير على كمية السيروتونين التي تنتجها الخلايا. وخلص العلماء إلى أن الفئران التي تحمل نوعا واحدا من هذا الإنزيم تنتج السيروتونين بنسبة أقل من 50 إلى 70 بالمئة عن الفئران التي تحمل نوعين من الإنزيم. وقال العلماء إن هذه النتائج قد تؤدي إلى تفسير لدور الإنزيم والجين الذي يتحكم به ومن ثم فهي تلعب دورا في سلوك الحيوانات والاضطرابات التي تصيب البشر. وقال الدكتور شيادونج زانج قائد فريق البحث: "هذا الاختلاف الجيني له تأثير كبير على معدلات السيروتونين وهو ما يؤكد أن هذا الجين له دور أساسي في إنتاج السيروتونين." ويعتقد العلماء أيضا أنه من الممكن تطوير اختبار جيني للتعرف على نوع الجين الذي يحمله المريض ومن ثم التنبأ بمدى استجابته للعلاج.

مزيد من التنوع
وقال مارك كارون البروفيسور بعلم أحياء الخلية بالمركز الطبي لجامعة ديوك والذي عمل أيضا بالدراسة: "تمكنا للمرة الأولى من التعرف على اختلاف جيني يحدث بطريقة طبيعية ويتحكم في انتاج السيروتونين في المخ." ويخطط الباحثون الآن للتعرف على الاختلافات الجينية عند البشر وكيفية تأثيرها على المادة الكيماوية في المخ. وأعرب البروفيسور كارون عن اعتقاده بان البشر يحملون العديد من التنوعات الجينية.