قال انه على حق وتقنياته صادقة وتحت الطلب
عالم فضيحة الاستنساخ الكوري quot;ينسخquot; اعتذاره

الكلب الذي استنسخه هوانغ وو سوك
نصر المجالي من لندن: تراجع العالم الكوري الجنوبي الذي كان قال في السابق أنه حقق كشفا جديدا لإنتاج خلايا جذعية جنينية بمواصفات خاصة تتيح استنساخ مواد بشرية لغايات طبية عن اعتذاره الذي كان أعلنه في الرابع والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) وقال quot;أنه أخطأquot; ، واليوم جدد العالم الكوري الجنوبي هوانغ وو سوك انه كان على حق مشيرا إلى أنه quot;يمكن أن يكون ضحية حملة لإضعاف مصداقيته من أجل نقل التكنولوجيا الكورية إلى خارج البلادquot;، وكانت لجنة خبراء من جامعة سيؤول الوطنية في كوريا الجنوبية، قالت أن تلك الأبحاث quot;غير حقيقيةquot; وطالبت العالم بالاستقالة والاعتذار.

لكن نقلت صحيفة كورية جنوبية اليوم عن عضو في جمعية بوذية كورية من مناصري العالم في أبحاثه قوله أن هوانغ وو صادق في أبحاثه، لكنه يعتقد أن هناك quot;جهات تريد إضعاف موقفه من أجل إبعاده عنهاquot;، واضاف عضو الجمعية البوذية كيم جاي إيل أن هوانغ وو سوك quot;متمكن من التكونولوجيا وأنّه قادر على إنتاج خلايا جذعية quot;تحت الطلبquot;.

ومن جهته قال العالم هوانغ quot;أستطيع إعادة السلسلة إلى ما نهاية وخشيتي هو أنّ التكنولوجيا الكورية الجنوبية المتعلقة بالخلايا الجذعية سيتمّ نقلها إلى الخارجquot;، وفي حين لم تصدر عن العالم تصريحات مباشرة، تعدّ هذه التصريحات، إذا تأكدت مصداقيتها، أول رد فعل له بعد أن أعلن روي غونغ هاي رئيس مكتب الابحاث بجامعة سيؤول أنه quot;لم يتم العثور على خلايا جذعية ذات بصمة وراثية مماثلة لأنسجة مرضى فيما يتعلق بالبحث الذي نشر في 2005 . وقرار اللجنة هو أن فريق البرفسور هوانغ ليس لديه البيانات العلمية لإثبات إنتاج خلايا جذعية بمواصفات خاصة.quot;

والأسبوع الماضي، كانت نفس اللجنة قد قالت إنّ البحث الذي قدمه فريق باحثين قاده هوانغ وو سوك احتوى على بيانات جرى تلفيقها عن عمد. وأضافت أن هوانغ لفّق تسعة من 11 خلية جذعية قال إنه أنتجها، في مقال نشره بصحيفة علمية أميركية، وكان هوانغ استقال من التدريس بالجامعة.وفتحت الجامعة تحقيقا، في نوفمبر (تشرين الثاني) بعد ارتفاع حدة التساؤلات حول أخلاقية مثل هذه البحوث.

وأضاف روي قائلا للصحفيين إن اللجنة اكتشفت أن خليتين زعم فريق هوانج أنهما خليتين جذعيتين هما في الواقع خليتين من بويضات بشرية حصل عليهما من مستشفى في سيؤول، فيما يعدّ فضيحة احتيال علمي.

وقال هوانغ في وقت سابق إن لديه الأساليب التقنية لانتاج خلايا جذعية بمواصفات خاصة لعلاج أمراض مثل السكري والزهايمر. وقد سعى هوانغ إلى دفع التهمة عن نفسه، في مؤتمر صحافي عقده في الآونة الأخيرة، وعد فيه بتوفير الأدلة على صدقية أبحاثه، إلا أنه، بالمقابل، تقدم باعتذاره quot;للأخطاء الفادحة والثغرات التي تضمنها التقرير حول نتائج التقدم المحرز في تجاربهquot;، كما طلب من مجلة (ساينس) سحب الدراسة التي كانت نشرتها في مايو (أيار) الماضي.

وكان العالم الكوري الجنوبي أعترف بأن عالمتين تعملان في المختبر الذي يديره تبرعتا ببويضاتهما لأغراض البحث، دون علمهما بالضوابط المهنية الجاري بها العمل. وقال هوانغ للصحافيين في سيول quot;يؤسفني جدا أن أخبر الجمهور بأشياء مخجلة وفظيعة.. كان يجدر بي أن أقف أمامكم لأخبركم بما حققناه من نجاحات في مجال أبحاثنا، لكن للأسف أنا هنا لأقدم اعتذاراquot;.

وقال هوانغ quot;إن الأخلاق والعلم هما العجلتان اللتان تقودان الحضارة الإنسانية.. ومن ثم ينبغي أن تسترشد الأبحاث العلمية بالضوابط الأخلاقية.. لكن في الحقيقة هناك حالات لم يتم فيها احترام القواعد الأخلاقية التي تنظم عمل العلماءquot;.

يشار إلى أن الكوريين الجنوبيين ينظرون إلى هوانغ، الذي أنهى دراسته في مجال البيطرة، على أنه بطل قومي، حيث حاز على شهرة عالمية بفضل الفتوحات العلمية التي حققها في مجال الأبحاث، والتي شملت استنساخ أول أجنة في العالم، واستخراج الخلايا الجدعية منها. وكان هوانغ قد كشف النقاب في وقت سابق من السنة الجارية عن استنساخ أول كلب في العالم.

يذكر أن المركز، الذي كان أطلق لهذه الغاية في سيول، والذي يضم علماء من دول مختلفة، يهدف إلى إيجاد علاجات للأمراض التي تعتبر حاليا عصية على العلاج.وسبق للمركز أن أعلن عن خططه لافتتاح مركزين للاستنساخ في كل من سان فرانسيسكو ولندن.

وكان يتعين على العلماء بموجب الضوابط المهنية المتعارف عليها دوليا توخي الحذر عند استخدام أعضاء الإنسان، وكل ما يتعلق به لأغراض البحث، تجنبا لأي استغلال له. يذكر أن شراء البويضات من المتبرعات قد توقف عام 2003 ، حيث لم يكن مخالفا للقوانين المعمول بها في ذلك الوقت. غير أن هوانغ كان قد أكد أن البويضات التي يحصل عليها من أجل إجراء أبحاثه، جاءته من متبرعات بهدف مساعدة جهود البحث العلمي. وكان قانون جديد يحظر الاتجار في البويضات البشرية قد دخل حيز التنفيذ في كوريا الجنوبية في مطلع العام 2005 .

وأخيرا، فإن مجمل قصة الكشف الجديد كانت كشفتها مجلة quot;ساينسquot; الأميركية وكانت نشرت قبل أشهر بحثا أعلن فيه فريق هوانغ أنه نجح في استنساخ 11 خلية جذعية مختلفة صالحة للمرضى، ليمهد بذلك السبيل أمام تطوير علاج للأمراض المستعصية في المستقبل. ولكن المجلة قالت في الأوان الأخير إنها تلقت اتصالا هاتفيا مباشرا من الدكتور هوانغ ومن زميله الدكتور جيرالد شاتين الذي شاركه في وضع البحث طلبا فيه سحبه من المجلة، وأضافت أن quot; محرري quot;ساينسquot; سيلتزمون بمطلب المؤلفين وسيساعدونهما في إعداد السحبquot;، بيد أن شاتين وباحثين كوريين آخرين صرحوا بأن هوانغ ضغط على أحد معاونيه بهدف تزييف النتائج ، وقالوا إنه تم اشتقاق اثنين فقط من خطوط الخلايا الجذعية البشرية فى التجربة، حسب ما نقلت وكالة الأسوشيتد برس، مضيفة أن الصور المنشورة في المجلة العلمية هي مجرد نسخ مكررة من الصورة ذاتها.