الياس توما من براغ : ذكرت الأوساط الطبية التشيكية المتخصصة بالأمراض السرطانية اليوم أن 5000 امرأة في تشيكية يبلغن سنويا بأنهن أصبن بمرض سرطان الثدي وان كل امرأة من اصل خمسة وعشرين تجاوزن سن الخمسين يصبن الآن بهذا المرض .وأكدت هذه الأوساط أن عدد الإصابات بسرطان الثدي في تصاعد وان النسبة ارتفعت بمقدار 130% خلال الثلاثين عاما الماضية .
وأشارت إلى انه يموت سنويا من جراء هذا المرض في البلاد 120 امرأة من اصل كل 100 ألف وان المقلق في الأمر هو تصاعد الإصابات بالمرض بين النساء الشابات أي اللواتي تقل أعمارهن عن 35 عاما حيث تسجل نحو 100 إصابة سنويا بينهن .
ويرى المتخصص بالأمراض السرطانية الدكتور لوبوش بيترجولكا أن المشكلة تكمن بالنسبة للنساء الشابات أنهن يشعرن بان نظام الفحوص الوقائية لا يتعلق بهن وبالتالي فإنهن يصلن إلى الطبيب بعد أن يكون المرض قد تقدم في صدورهن مما يصعب معالجته على خلاف الوضع لو تم الكشف مبكرا عن وجود أورام سرطانية خلال الفحوص الوقائية .
وبالنظر لجدية هذا الأمر فقد أطلق الأطباء المتخصصون بالأمراض السرطانية في المشفى الجامعي في براغ مبادرة تستهدف ضم كافة الأطباء في البلاد إلى ما أسموه بمشروع quot; حواء 35 quot; . ويهدف المشروع إلى إجبار النساء الشابات اللواتي أصيب احد من أقاربهن بالسرطان على إجراء الفحوص الوقائية بشكل منتظم لان وجود مثل هذه الحالات في عائلاتهن يزيد من احتمالات إصابتهن بالمرض لاحقا .
ويؤكد بيتر بوهلتريخ من معهد الأبحاث السرطانية التجريبية والبيولوجية الكيماوية في المشفى الجامعي أن النتائج العلمية قد أكدت انه في حال إصابة احد من الأهل بسرطان الثدي فان الاحتمالات تصل أحيانا إلى 80% بأنهن سيصبن بهذا المرض ولهذا فمن الضروري التقاط المرض في وقت مبكر حتى يتم معالجتة .
وأشار الى أن فرص معالجة سرطان الثدي تعتبر عالية الآن بفضل الأجهزة الحديثة المتوفرة والتقدم العلمي الذي أحرز في هذا المجال شرط التقاط المرض في وقت مبكر .
ويرى الدكتور لوبوش بيترجولكا أن المشاكل التي تعاني منها النساء الشابات في هذه القضية تعتبر إلى حد ما ضريبة يدفعنها بسبب تأخير عملية الإنجاب لديهن أو عدم الإنجاب مطلقا ويضيف لقد تم التأكد من أن ولادة أول طفل بعد سن الثلاثين أو عدم إنجاب الأطفال مطلقا هي من العوامل الخطرة التي تسبب في نشوء السرطانات كما أن خطر الإصابة بسرطان الثدي يرتفع في حال بدء الدورة الشهرية عند الفتيات في وقت مبكر أي قبل سن الثانية عشرة من العمر وأيضا بسبب التدخين والبدانة في حين تبين أن النساء اللواتي قمن بالإرضاع لأكثر من عام لديهن فرصة كبيرة لتجنب الإصابة بسرطان الثدي .
وأمام هذه الحقائق يريد المختصون بالأمراض السرطانية في تشيكيا الآن بان يمتلكن النساء اللواتي ينتمين إلى ما يسمى quot; بالمجموعة الخطرة quot; بان تكون لديهن معلومات كافية عن هذا المرض وبان يقمن سنويا بإجراء الفحوص الوقائية
.
ويؤكد عميد كلية الطب الأولى في جامعة كارلوفا في براغ توماش زيما بأنه طالما بالا مكان التمييز بين النساء اللواتي يمكن لهن أن يصبن بالمرض باحتمالات عالية وبين اللواتي يمكن لهن الإصابة به بمعدلات ضعيفة فان من الخسارة عدم تمكين المجموعة الأولى من تلقى العلاج في الوقت المناسب وبالتالي ازدياد فرصة عيشهن فترة أطول .
التعليقات