بهاء حمزة من دبي: كشفت مصادر طبية في دبي أن معلومات الجينوم البشري ستشكل عصب الممارسة الطبية في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي خلال السنوات الخمس القادمة وسيصبح طب الجينات الاستراتيجية الأكثر فعالية في علاج الاضطرابات الوراثية الشائعة في هذه المنطقة.

واشار المركز العربي للدراسات الجينية التابع لجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية في دبي استعداد لمشاركته في quot;مؤتمر الشرق الأوسط لإدارة المختبراتquot; الى انه انتهى من اعداد قاعدة بيانات خاصة بدولة الإمارات العربية المتحدة وعموم العالم العربي حول أكثر من 200 اضطراب وراثي في المنطقة وفي مختلف أنحاء العالم تم استقاؤها من الأدبيات العلمية والمجلات الطبية وسجلات المستشفيات في المنطقة وتشير إلى نماذج توزع الاضطرابات الوراثية وآليات انتقالها على أمل تحديد الاضطرابات الوراثية الأكثر شيوعاً في العالم العربي ورصد أسباب وآليات انتشارها الواسع في هذا الجزء من العالم. ويتمثل الهدف الرئيسي للمركز من هذه الجهود في استخدام هذه المعلومات لتطوير أساليب جينية لعلاج تلك الأمراض الوراثية والوقاية منها ومنع انتشارها.

وذكر ان هناك ما يقارب من 950 اضطراب وراثي معروف في العالم العربي. وبما أن البشر متشابهون من ناحية التركيبة الجينية بنسبة 99% ناهيك عن التشابه بين أفراد المجموعة العرقية الواحدة فإن أي تقدم يحدث على صعيد فكك ألغاز الشيفرة الوراثية لاضطراب معين يمكن أن يعود بالفائدة على مئات الآلاف من المرضى.

وقال البروفيسور غازي عمر تدمري المدير المساعد للمركز العربي للدراسات الجينية ان الجينوم البشري يعد من أهم الإنجازات التي شهدت الساحة الطبية في التاريخ كما أنه يشكل بداية عصر طبي جديد في رصد وعلاج الأمراض ونقلة علمية نوعية قد تتيح اقتلاع العديد من الأمراض من جذورها الوراثية.

وأشار البروفيسور الذي يعرض لمحة عامة عن النتائج التي توصل إليها المركز وخططه خلال مؤتمر الشرق الأوسط لإدارة المختبرات إلى أن التلاسيميا والسكري وارتفاع ضغط الدم وسرطان الثدي ومرض الخلايا المنجلية هي من أكثر الاضطرابات الوراثية شيوعاً في المنطقة. وكان المركز قد بدأ العمل على تشكيل قاعدة البيانات في أواخر عام 2004 وقد تركزت أولى إصداراته في نهاية ذلك العام على الاضطرابات الوراثية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ويشارك إلى جانب المركز العربي للدراسات الجينية في مؤتمر الشرق الأوسط لإدارة المختبرات الذي يختتم اعماله غدا العديد من المؤسسات العلمية المرموقة في إطار quot;معرض ومؤتمر الصحة العربي 2006quot; حيث يجري تناول مواضيع عديدة في مجالات مختلفة تشمل إدارة المختبرات العلوم الكيميائية السريرية وعلوم الدم وبيولوجيا الأحياء الدقيقة وعلوم المناعة وعلم التشخيص الجزيئي. وسيحصل الأطباء المشاركون في ندوات مؤتمر الصحة العربي على شهادات حضور معتمدة من قبل الأكاديمية الأمريكية للتعليم الطبي المستمر.

ويستقطب المؤتمر والمعرض المصاحب له أعداداً كبيرة من صناع القرار سنوياً بمن فيهم كبار المسؤولين في مجال الرعاية الصحية من القطاعين العام والخاص بالإضافة إلى مهندسين ومصممين ومقاولين ومديري الخدمات غير الإكلينيكية. ويتيح لهم هذا الحدث للمشاركين فرصة ثمينة للالتقاء بمسؤولين من أكثر من 350 شركة متخصصة في مجال تصميم المستشفيات والديكور الداخلي.