هانوي: حذر علماء الصحة من إمكانية معاودة فيروس أنفلونزا الطيور انتشاره في مناطق آسيوية عديدة، خاصة في فيتنام، التي رصدت عدة حالات من هذا المرض العام الماضي، وترافق تحذير العلماء مع مخاوف من أن تكون الموجة المرتقبة أشد عنفاً وضراوة وانتشاراً من سابقتها. وقد خص العلماء فيتنام بتحذيراتهم، باعتبار أن شهر فبراير/شباط المقبل، يشهد بدء احتفالات quot;تيت،quot; التي تقام بمناسبة بدء السنة القمرية، والتي غالباً ما تتضمن احتكاكات كبيرة بين البشر والطيور، ويزداد خلالها استهلاك الدواجن.

وعلى الرغم من تأكيد العلماء أن الظروف المناخية الحالية هي البيئة الأمثل لمعاودة الفيروس ظهوره وانتشاره، إلا أن أحداً ليس بوسعه الجزم بموعد محدد لبدء تلمس هذه الحالات على أرض الواقع.

وحول الأوضاع الصحية المرتقبة في الفترة المقبلة، قال بيتر كوردنغلي، الناطق باسم منظمة الصحة العالمية، quot;الأمر لا يزال مقيداً حتى الآن ضمن إطار ما حدث العام الماضي، غير أننا ننتظر المزيد من المصاعب مع قدوم الأشهر الأشد برودة مثل فبراير/شباط ومارس/آذار.quot;

وكانت موجة من الإصابة بفيروس H5N1، المعروف باسم أنفلونزا الطيور، قد ضربت مناطق عديدة في العالم بينها الهند والعراق وآذربيجان ومصر والنيجر وفرنسا وتركيا، التي أصيب فيها وحدها 12 شخصاً، حصد المرض أرواح أربعة منهم.

وقد دفعت هذه الموجة إلى التخلص من ملايين الطيور والدواجن في آسيا والعالم، حيث أعدمت كوريا الجنوبية وحدها مليون طير منذ نوفمبر/تشرين الثاني، بينما تخلصت فيتنام من ثلاثين ألف طير منذ مطلع ديسمبر/كانون الأول.

ولم تنقطع منذ ذلك الوقت تقارير الإصابة بالمرض في حول العالم، حيث أعلنت مصر الشهر الماضي وفاة ثلاثة أشخاص متأثرين به، بينما كشفت اندونيسيا التي تعرضت لأكبر الخسائر جراء انتشار هذا الفيروس الأربعاء، وفاة فتى مصاب بعمر الأربعة عشر عاماً، علماً أن 58 اندونيسياً قضوا متأثرين بهذا المرض.

أما في هونغ كونغ فقد تحدثت التقارير عن العثور على طير نافق أكدت بعض العينات التي أخذت منه اصابته بأنفلونزا الطيور من السلالة القاتلة، بينما أعلنت الصين أن أحد مزارعيها خرج من المستشفى بصحة جيدة، بعد شفاءه بشكل نهائي من هذا المرض.

وفيما قلل بعض العلماء من مخاطر تفشي عدوى أنفلونزا الطيور بشكل وبائي هذا العام، مستندين إلى تراجع عدد الطيور المصابة بالمرض. الأمر الذي استوجب رداً من مجموعة أخرى من العلماء الذين ذكّروا أن العام 2006، شهد بدوره تراجعاً في عدد الطيور المصابة مقارنة بالعام الذي سبقه، لكن الوفيات البشرية ازدادت خلاله ووصلت إلى 79 حالة.