نيويورك، ايلاف: قال باحثون ألمان ان تناول جرعات كبيرة من عقار الفياغرا ربما يؤثر سلبا على حاسة الشم وهو ما قد يكون مرتبطا بزيادة في احتقان الأنف. ودرس فريق قاده الدكتور جودزيول في كلية طب جامعة دريسدن حالات 20 شابا متطوعا يتمتعون بصحة جيدة تناولوا الفياغرا بجرعات تراوحت بين 50 ملليجراما و100 ملليجرام أو عقارا وهميا بلا فعالية ثم جرى تعريضهم لرائحة جرى نشرها بشكل معين.
واختبر الباحثون بداية اكتشاف أفراد العينة للرائحة وتمييزها والقدرة على التعرف على الرائحة.
واكتشفوا ان جرعة المئة ملليمتر سببت هبوطا في قدرة حاسة الشم لاسيما تمييز الرائحة واكتشاف بداية الرائحة وذلك مقارنة مع العقار الوهمي. وعلى النقيض فان جرعة الخمسين ملليمترا لم يكن لها تأثير على وظيفة حاسة الشم.
وكتب الباحثون يقولون في دورية (يورولوجي) quot;في أفراد عينتنا السبب المرجح لضعف ... عمل حاسة الشم كان احتقان الانفquot; الذي سببته الفياغرا. واشاروا الى انه رغم عدم تقييمها في هذه الدراسة فان تقارير سابقة ربطت الفياغرا بتراجع تدفق الهواء عبر الانف
ما هو دواء الفياغرا :

حبوب quot; فياغرا quot; اسمها العلمي sildenafil ( سلدينافيل ) . و قد أثارت وسائل الإعلام الأمريكي و غير الأمريكي حولها ضجة عارمة منذ أن أعلنت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية FDA في السابع و العشرين من شهر مارس ( آذار ) 1998 موافقتها على استعماله في علاج العنانة ( العجز الجنسي ) . و منذ ذلك الحين و وسائل الإعلام تتناقل هذا الخبر و تجري المقابلات و الاستطلاعات في التلفاز و الصحف و المجلات . فما حقيقة أمر هذا الدواء ؟

تعمل حبوب الفياغرا على كبح إفراز إنزيم معين يساهم في تكريس العجز الجنسي . و لا يعمل الدواء ما لم تكن هناك إثارة جسدية طبيعية على العكس من الحقن المستخدمة موضعياً .

و الحقيقة أن هذا الدواء اخترع أصلاً لعلاج الذبحة الصدرية ، إلا أنه فشل في تحقيق تلك المهمة . ولكن بعض المرضى الذين استخدموا هذا العلاج لاحظوا تحسناً في عجزهم الجنسي ، و من ثم انقلبت الأبحاث لتتجه في ذلك المجال .

و قد أجريت دراسات علمية على أكثر من ثلاثة آلاف من الرجال الذين يعانون من العجز الجنسي ، فلوحظ حدوث تحسن في العنانة عند حوالي 69 % منهم ، إذا ما أخذت حبة الفياغرا قبل ساعة من المعاشرة الزوجية . إلا أن ذلك ترافق ببعض التأثيرات الجانبية ، كالصداع الذي حدث بنسبة 15 % ، والإحساس بتوهج الوجه عند 10 % من المرضى ، وعسر الهضم عند 6.5 % واضطراب رؤية الألوان عند 3 % ، واحتقان الأنف عند 5, 4% ، والغثيان والدوار والطفح الجلدي في نسب ضئيلة .

هل استعمال الفياغرا مأمون ؟

يجب التأكيد أولا على حقيقة هامة هي أن هذا الدواء دواء طرح حديثا في الأسواق ، وليست هناك أية دراسات تثبت سلامته إذا ما استعمل على المدى البعيد . كما أن عدد من استخدموه في الدراسات حوالي ثلاثة آلاف فقط .

ولهذا فقد حظرت السلطات الصحية في البلاد العربية استخدامه ريثما تتم دراسته بشكل أفضل وعلى مستوى أكبر ، وطارت من يبيعه في السوق السوداء ، وفرضت العقوبات . وما ذلك إلا من أجل سلامة المستهلك العربي من الأدوية التي تأتي من كل حدب وصوب. ولا بد من التريث قبل إصدار أي حكم على أي دواء . كما ينبغي التأكيد على أن لا يستخدم أي دواء إلا بمعرفة الطبيب .

والحقيقة أننا لا نعرف في الوقت الراهن كل التأثيرات السلبية التي يمكن أن تنشأ عن استخدام الفياغرا . ولا نعلم كل حقائقه ومشاكله . ولا بد من وجود ضوابط ودراسات رصينة قبل أن تستطيع السلطات الصحية في بلادنا إصدار توصياتها بهذا الشأن .

ونعلم الآن أن الشركة المصنعة تحذر مرضى القلب الذين يتناولون مركبات النترات

( مثل إيزورديل وإيزمو وأشباهها ) من تناول حبوب الفياغرا حيث يمكن أن يسبب ذلك هبوطا شديدا في ضغط الدم . كما تحذر من استخدامه عند مرضى قرحة المعدة . وعند من لديهم استعداد للنزف .

كما تحذر من استخدام أكثر من حبة واحدة في اليوم ( بجرعة قصوى هي 100 ملغ ) . وباختصار فإننا بحاجة إلى مزيد من الدراسات العملية التي تثبت فعالية هذا الدواء وسلامته قبل أن تتمكن الجهات الصحية المسؤولة في بلادنا العربية من السماح له .

وأخيرا .. نحذر أولئك الأسوياء الذي لا يشكون من العجز الجنسي من اتباع الشهوات والجري خلف تلك الموضات ، دون إدراك ما يمكن أن يسببه تناول مثل تلك الأدوية من مخاطر ومحاذير قد لا يحمد عقباها .