د.مزاحم مبارك مال الله: ولأجل أن يتكامل موضوعنا حيث عرضنا الصورة الإجمالية لواقع الصحة في الريف مسلطين حزمة ضوء على وضع المرأة والطفل فيه وكذلك إستعرضنا الأسباب العامة التي نعتقد بأنها الكامنة وراء جمهرة ملامح هذه الصورة السلبية بكامل إطارها،لذا نرى أن ندلو ببعض ما نراه مناسباً من أجل القيام فعلاً بتغيير هذا الواقع المؤلم بل والمحزن،خصوصاً وقد أصبحت بعض المناطق الريفية بؤرة حقيقية لأمراض عُدّت متوطنة في بلدنا لاسيما وإن هذه الأمراض بإمكانها أن تنتقل الى أماكن أخرى ريفية وغير ريفية.
ويبدو من عرضنا الموجز للأزمة الصحية النسوية في الريف والذي بيناه أعلاه من إنها ليست بالحالة السهلة ولا بمشرقة الأبعاد،بل تحتاج الى دراسة مستفيضة تقوم على أساسها خطة أو خطط متكاملة هيكلها الأساس، السقوف الزمنية، من أجل أن تساهم بشكل مباشر برفع مستوى الواقع الصحي بين النساء في الريف حيث يشكلّن نسبة عددية أكثر من الرجال في المجتمع العراقي .

أن هذه الدراسة يجب أن تقوم على ركائز علمية لاتقبل إهمال أي منها وهي :ـ
أولاً ـ تشكيل لجان عالية التخصص من وزارات الصحة،الزراعة،البيئة،التخطيط،التربية والتعليم،الثقافة،الإعلام،الكهرباء،المرأة ووزارة حقوق الأنسان.
ثانياً ـ التنسيق مع مراكز البحوث العلمية الجامعية العراقية والإستفادة من العلاقات العلمية العالمية المتبادلة .
ثالثاً ـ إشراك منظمات المجتمع المدني.

رابعاً ـ العمل على هيكلة عمل لجان إختصاص تقوم بكافة المسوحات الميدانية،وإن هذه اللجان يجب أن تتوزع وفق ما يلي :ـ
1.لجنة المسوحات الصحية.
2.لجنة المسوحات البيئية.
3.لجنة المسوحات البيطرية.
4.لجنة المسوحات الإنشائية (مراكز صحية،رياض أطفال،مدارس،معاهد،مراكز المجتمع المدني)
5.لجنة المسوحات الخدمية (الكهرباء،الماء،الطرق،المواصلات)
6.لجنة نشر الوعي الإجتماعي والثقافي والصحي.
خامساً ـ إستقدام خبراء الصحة والبيئة الدوليين.
سادساً ـ تقديم مقترحات الحلول وفق سياقين :ـ
1.العاجل والسريع والقريب الأجل.
2.البعيد الأجل.
إن إستكمال آلية عمل هذه الخطط من شأنه أن يضع النقاط على الحروف ومن شأنه أن ينقذ الواقع الصحي في أرياف العراق.
ومن أجل إنجاز نقلة نوعية في واقع الريف الصحي،فإننا نقترح القيام بما يلي :ـ
1.بناء مراكز صحية وفق أسلوب البناء الجاهز.
2.بناء مستوصفات مركزية تتوفر فيها وسائل التكنولوجيا الطبية المتقدمة وتساهم بحل الأزمات الصحية للمواطنين في تلك المناطق.
3.إيلاء الأرياف إهتماماً خاصاً جداً بتوزيع الأطباء والكادر المساند لهم وفق خطة التوزيع الخاصة بوزارة الصحة،مع مراعاة إحتساب حوافز أساسية للعاملين في المجال الصحي والطبي في تلك المناطق.
4.أعادة تأهيل القابلات وكافة الكوادر الوسطية الذين يعملون هناك.
5.إستحداث أسلوب الفرق الطبية الجوّالة والتي بإمكانها أن تصل الى أقصى المواقع وكذلك المواقع التي يُعّد الوصول إليها صعباً كالأهوار مثلاً.
6.القيام بحملات تلقيحية خاصة بنساء وأطفال الأرياف ضد الأمراض الأنتقالية.
7.بناء مراكز المجتمع المدني والتي تعمل على إشاعة الثقافة الصحية والإجتماعية والعامة بين العوائل بشكل عام وبين النساء بشكل خاص.
8.مد شبكات الطرق والكهرباء والماء والإتصالات وإيصالها الى كافة المساكن وفي أبعد المواقع.
9.نشر المدارس أو المراكز التعليمية والعمل على معالجة الأميّة علاجاً جذرياً.
10.إنشاء رياض الأطفال.
11.إنشاء معامل ومصانع تساهم بشكل مباشر على خلق طبقة عاملة وكذلك تساهم على الإرتقاء بالمستوى المهني والإنتاجي وبالتالي برفع وعي ومدارك الناس هناك.
12.القيام بحملات التوعية الإجتماعية والصحية وبكافة الوسائل التثقيفية والإعلامية،مع الإهتمام بتأسيس محطات إذاعية وتلفازية محلية موجهة.
13.إيلاء الشبيبة الإهتمام الخاص فهم العمود الفقري لأي مجتمع.
14.إستصدار تعليمات مركزية من أعلى سلطة تشريعية وسلطة تنفيذية في البلد تقضي بضرورة إجراء كافة
التسهيلات الإجرائية الخاصة بتطوير الريف والنهوض بواقعه.
إننا نعتقد إن الريف العراقي بحاجة الى ثورة حقيقية تقلب واقعه الحالي الى واقعٍ إنساني أفضل.

وضع المرأة الصحي في الريف العراقي(4)

واقع المرأة الصحي في الريف العراقي(3)

واقع المرأة الصحي في الريف العراقي(2)

واقع المرأة الصحي في الريف العراقي(1)