النزف على أنواعه أبرز عوارضها
أسباب الجلطة الدماغية واضرارها (3)

د. مزاحم مبارك مال الله: من أبرز عوارض الجلطة الدماغية يبرز النزف وهو على أنواع، النزف المخي الداخلي الأولي (الإبتدائي) المصاحب لإرتفاع ضغط الدم، والنزف تحت الغشاء العنكبوتي والناتج عن التوسع الدموي المتكيس، والنزف خارج أو تحت غشاء الأم الجافية والناتج عن الشدّة الخارجية. النزف المخي الداخلي الأولي المصاحب لإرتفاع ضغط الدم وخصوصًا إرتفاع ضغط الدم الخبيث وهوضغط الدم الإنقباضي والإنبساطي المرتفعين، ولا يستجيب للعلاجات بسهول، هذا النزف يوجد فيه تآكل ليفي للشرايين الدقيقة والأوعية الدموية الأخرى، مسببةً بإنفجارها أو بتمزقها، مما يؤدي الى النزف في داخل الدماغ. إن المرضى الذين يعانون من إرتفاع ضغط الدم ولفترة طويلة، تحصل تغيّرات واضحة في جدران الشرايين الصغيرة وفي طبيعتها الإلاستيكية، هذه التغيرات تؤدي إلى تكوين تورمات أو(توسعات)دموية صغيرة قابلة للإنفجار. إن النزف المخي الداخلي غالبًا ما يحصل على شكل توقف أو قطع، بينما هو يمارس نشاطًا إعتياديًا،هذا القطع يسبب صداعًا شديدًا، ونصف المرضى يعانون من فقدان الوعي وأحيانًا يكون مصحوبًا بنوبات صرع. ولما كان النزف يحصل داخل المخ لذلك فالشلل وارد الإحتمال، وهو ذو طبيعة مترهلة في بداية حصوله. وحينما يكون النزف واسعًا ومستمرًا، فإن الضغط في داخل الدماغ سيرتفع، مسببًا بحالة غيبوبة، مع تورم قاع شبكية العين المائي. إن النزف الواسع الذي يصاحبه فقدان الوعي يعد من الحالات الخطرة جدًا وتهدد حياة المريض فعليًا. أما إذا كان النزف في منطقة (الجسر الدماغي)، فينتج عنه فقدان سريع جدًا بالوعي مع تقلص شديد في بؤبؤي العينين مع عسر تناوبي بالتنفس، إضافة إلى تلف الأعصاب القحفية وعلى كلا الجانبين. أما نزف المخيخ فغالبًا ما يكون مفاجئًا ومصحوبًا بصداع في الجزء الخلفي من الرأس، تقيؤ، دوار، ترنح، وبعد عدة ساعات يفقد المريض وعيه، إضافة إلى تقلص بؤبؤي العينين مع شلل متماثل.

2 ـ النزف تحت الغشاء العنكبوتي والناتج عن التوسع (الورم) الدموي المتكيس
أكثر من 50%من حالات هذا النزف سببها إنفجار الأورام الدموية، وحوالى 5% ناتجة عن تشوهات وريدية ـ شريانية.، بالنسبة إلى المسنين، فإن هذا النزف سببه الأمراض المتقدمة والخاصة بالأوعية الدموية المخية. أما الأسباب الأخرى فتشمل الشدّة الخارجية والنزف المخي الداخلي الواسع، وكذلك بسبب نزف أورام المخ. يبدأ النزف تحت الغشاء العنكبوتي بصداع شديد جدًا ومفاجئ وأحيانًا، يعقبه فقدان الوعي، وفي أحيان أخرى توجد أعراض بؤرية والتي تعتمد على موقع الإصابة كإزدواج الرؤيا أو عدم القدرة على النطق ...الخ، وإن هذا النزف يمتاز بتصلب الرقبة (أي عدم أمكانية حني الرقبة الى الأمام بإتجاه الجزء العلوي من الصدر، سواء كانت عملية الحني هذه بوساطة المريض نفسه أو كجزء من الفحص الذي يقوم به الطبيب)، إضافة الى عدم إمكانية المريض من رفع ساقيه بشكل مستقيم وعمودي على مستوى البطن. أما الفحص بناظور العين فيعكس لنا النزف الداخلي في إحدى العينين أو كلتيهما، إضافة الى إحتمال وجود تورم مائي في قاع شبكية العين. ومن المهم جدًا، أن نقول إذا كان سبب هذا النزف تمزقالتوسع(التورم)الدموي المتكيس أو تحطمه أو إنفجاره، فإنه سيعاود مرة أخرى بعد 6 ـ 8 أسابيع.

التوسع(التورم)الدموي المتكيس

إن أولى معطيات التوسع(التورم) داخل الدماغ هو النزف تحت غشاء العنكبوتي، ولكن وفي بعض الأحيان فالتورم هذا يحدث أضرارًا بؤرية قبل إنفجاره، وفي جميع الأحوال، فإن طبيعة هذه التأثيرات تعتمد على موقع التورم (التوسع)، إن التورم في الشريان السباتي الداخلي عادةً ما يسبب بألم أو بخدر في الفرع الذاهب الى العين من العصب القحفي الخامس مع شلل العصب الثالث (والذي يزود العين أيضًا) وأحيانًا فالعصبان القحفيان الرابع والسادس يتضرران بهذا التأثير، إن إنفجار التورم يسبب ألمًا شديدًا جدًا حول العين، وأحيانًا يؤدي الى جحوظ العين نفسها، إضافة الى حصول التورم المائي في قاع شبكية العين، وإلى فقدان الرؤيا الكلية. إن تورم (توسع) أحد أجزاء الشريان السباتي الداخلي ربما يضغط العصب البصري أو منطقة تصالب العصبين البصريين، فإنه سيؤثر على قوة ودرجة البصر، إن هذه التأثيرات ربما يصاحبها شلل العصب الثالث. أما توسعات (تورمات) الشريان المخي الأوسط فغالبًا ما يصاحبه نزف والذي يؤدي الى نوبات من الصرع، بينما تورمات الشريان المخي الأمامي والتوسعات التشابكية الأمامية فإنها تضغط على التصالب البصري من الأعلى، مسببًا بفقدان النظر في كلتا العينين، ولكن في الجزء الأسفل من رقعة أو أطراف النظر. أما التوسعات التشابكية الخلفية فأنها تؤدي إلى شلل العصب الثالث.

التشوهات الشريانية ـ الوريدية

الصورة المرضية الشائعة لهذه التشوّهات هو النزف تحت الغشاء العنكبوتي. بعض الحالات تكون على شكل نوبات صرع بؤري (أي حسب مركز السيطرة العصبية)، ومع تقدم الحالة وتوسعها فإن المريض يشعر بصداع ذات طبيعة نبضية (أو تشبه الخفقان) يقترب هذا الصداع من الشقيقة.
3 ـ الورم الدموي خارج وتحت غشاء الجافية.
أ .الأورام الدموية خارج غشاء الجافية تنتج عن كسور في عظام الجمجمة مؤديًا إلى أضرار في فروع الشريان السحائي الوسطي. إن الأعراض تظهر خلال ساعات قليلة من حصول الحادث وسرعان ما يدخل المصاب بحالة الغيبوبة مع شلل واضح، وفي الكثير من الحالات يتطلب تداخل جراحي عاجل.
ب .الأورام الدموية تحت غشاء الجافية فتحصل كأحدى مضاعفات ضربات أو أضرار الرأس، هذه الأورام ناتجة عن نزف وريدي في داخل منطقة تحت غشاء الجافية وبالنتيجة، فالصورة المرضية تشبه الى حدٍ ما صورة الأورام الدموية خارج غشاء الجافية. هناك حالة يطلق عليها (الأورام الدموية تحت غشاء الجافية المزمن)، وهي ناتجة عن إصابات الرأس الصغيرة لدى المسنين من المرضى، وبمرور الوقت (أسابيع وأشهر) يعاني المريض من صداع ومن أعراض عصبية مع تفاوت بمستويات الوعي وتعتمد على تقدم الحالة وزيادة سعة بقعة الورم الدموي ذاته.

أسباب الجلطة الدماغية وأضرارها (2)

أسباب الجلطة الدماغية وأضرارها (1)