أيمن بن التهامي من الصخيرات: من المغرب وخارجه، مئات الآلاف من المرضى يحتشدون، في صفوف طويلة لا يختفي أثرها إلا بعد صلاة العصر، أمام باب ضيعة المكي الترابي بالصخيرات التي وجدت نفسها متورطة في استقبال هذا العدد الهائل من الوافدين، قبل أن يلجها مرضى مرفوقين بترجمان.
هذا quot;الشريفquot;، كما يحلو للناس أن يلقبوه، بات ظاهرة تشغل الرأي العام الوطني، فالقوة المغناطيسية الموجودة بكلتا يديه، حسب ما يدعي، أضحت حديث العام والخاص في المنازل في الشارع وحتى في القطارات التي غصت بمواطنين، من مختلف الشرائح الاجتماعية، محملين بأكياس تحتوي على علب من السكر (البياض)، وهو الثمن الذي يؤديه المحتشدون للدخول إلى quot;عيادة المكيquot;، إلى جانب قنينات من الماء التي يعيدها المرضى معهم في أيديهم بعد أن يلمسها quot;الشريفquot;.
وككل صباح، وقبل أن يبدأ في وضع يده في يد المرضى، جلس، اليوم الاثنين، إلى الوفود الأولى ليتحدث معهم عن مسار الرحلة العلاجية لمن سبقوهم إلى هذا المكان أو ما أصبحوا يسمونه ب quot;الزاويةquot;، قبل أن يفاجأهم بالكشف عن بعض الأرقام المثيرة.
وأكد المكي لهذا التجمع، الذي كانت quot;إيلافquot; وسطه، أنه، إلى حدود، اليوم، تمكن من علاج 165 مصابا بداء السرطان، في حين أن 120 من المرضى بلغوا المراحل الأخيرة في العلاج.
وقال الترابي إن quot;حالة الصحية لهؤلاء المرضى في تحسن مستمرquot;، مشيرا إلى أنهم quot;يتبعون المراحل النهائية في العلاجquot;.
ورغم الهجمة الإعلامية التي قادوها ضده، أشار المكي إلى أن 65 في المائة من الأطباء باتوا يساندون طريقته في العلاجquot;، مبرزا أن quot;مجموعة منهم تأكدوا من نجاعتها بعد تتبعهم، منذ بدء تردد مرضاهم عليه، مراحل تحسن الحالة الصحية لمرضاهم أول بأولquot;.
وما إن انتهى من كلامه، حتى أخذت الصفوف مكانها، في انتظار بدء مصافحته المرضى، الذين يتزايد عددهم بعد كل ساعة.
وكانت قصة حياة الترابي بدأت، منذ 50 عاما، في منطقة أولاد عثمان بالصخيرات، عندما لاحظ عليه أبوه الحاج محمد شيبول، ظاهرة قوة خارقة تسكنه.
وعندما أصبح سكان الصخيرات يسمونه البهلول، انزوى في ضيعة أبيه، فكان كلما ضرب في الأرض، أعطت خيرات، لا تعطيها أية ضيعة في المدينة، ليتوسع حال أبيه الذي اشترى بالمدخول ضيعة أخرى أكبر.
أخذ الأب يتجول بولده المكي في جميع الأضرحة والسادات والأولياء لعله يشفى مما أصابه، لكن دون جدوى، فنصحه أبوه بالتوجه إلى فرنسا، عند منجمة فلكية مشهورة quot;ميديومquot; زارها في باريس سنة 1973، فلم تستطع شيئا في حقه، وقالت له أنه يتوفر على قوة خارقة فوق ما تتصوره هي، ولا تفهم كنهها.
ولقد صدم الترابي سنة 1992 إثر وفاة والده في حادثة، ليبقى مكلفا بشؤون العائلة، قبل أن يأتيه شخص في منامه يقول له إنك ستموت قريبا(...) ولابد أن تنفع أولاد بلادك بما تتوفر عليه من طاقة.
ولم يبدأ في استقبال الزوار، من سكان الصخيرات، إلا بداية سنة 2006.. حينما أصبح يفاجأ بالزوار يتعدى الآلاف كل يوم.
وحسب ادعاءاته، فإن ييده اليمنى تعالج وتطرد من الجسم كل آثار السحر، والثقاف والأمراض العصبية، بينما يده اليسرى تعالج الإصابات الأخرى، وربما تطلق إفرازات لا مرئية، عالجت عدة حالات من السرطان، وخاصة سرطان الثدي.