إنفاق ملايين الدولارات لدواء السرطان
أبحاث السرطان تستخدم الخيال العلمي

ترجمة محمد حامد- إيلاف : إن كلمة تطور تستخدم عادة عند التحدث عن أحدث دواء أو الدواء التالي في أبحاث مرض السرطان. ولكن مع وجود الكثير من معامل الجامعات والشركات الفرعية فإن عبارة الخيال العلمي ربما تكون أكثر ملاءمة. فخلف تلك الأبواب ينفق العلماء ملايين الدولارات من أجل تخليق جزيئات صغيرة تستخدم في توصيل الدواء إلى الخلايا السرطانية. حيث يتم استخدام ذرات الكربون لصناعة أنابيب أدق من شعرة الإنسان. وسوف تستخدم تلك الأنابيب للحصول على صور بأشعة اكس للأعضاء الموجودة داخل الجسم من زوايا متعددة. والهدف من ذلك هو تخليقجسيمات دقيقة مغناطيسية يمكن إعادة ترتيبها داخل الجسم لتوزيع الدواء أو المساعدة في تصوير الأورام.
وإن الخيط المشترك في كل تلك المشاريع هو تكنولوجيا النانو (التصغير). ويتوقع الباحثون أن يكون لتلك الجسيمات الدقيقة تأثير كبير على أبحاث السرطان. حيث يقول quot;رودولف جوليانوquot; العضو في مركز quot;لاينبرجرquot; لأبحاث السرطان في جامعة quot;نورث كاروليناquot; ... quot; أعتقد أننا أصبحنا قريبين أكثر مما كان يعتقد الناس منذ عامين. فعلا لقد أصبحنا قريبين جدا.quot;
ويقول quot;جو دي سيمونquot; الذي يحمل درجة الأستاذية في جامعة quot;نورث كاروليناquot; إنه يأمل في أن يبدأ في تجارب استخدام تكنولوجياته في توصيل الدواء إلى خلايا معينة خلال 14 شهرا. أما البروفيسور quot;أوتو زهوquot; أستاذ الأدوات العلمية في المركز الطبي في الولايات المتحدة الأميركية والذي يعمل في إعداد أنابيب الكربون الدقيقة فيقول إنه يعتقد أن الشركة التي شارك في تأسيسها سوف تنتج آلات مذهلة جديدة للبشر في أقل من عامين والتي سوف يكون لديها القدرة على أن تحل محل أشعة اكس التقليدية.
وإن المنتجات التي يسعى quot;زهوquot; و quot;دي سيمونquot; والعلماء الآخرون إلى إنتاجها أصبحت قريبة الظهور في الأسواق لأن هناك اتحادا أنشئ منذ ثلاثة أعوام بوساطة المعهد الوطني للسرطان. ومن أجل استغلال تكنولوجيا النانو الدقيقة في أبحاث السرطان جمع المعهد علماء الجامعات والشركات الخاصة من جميع أنحاء الدولة.
بالإضافة إلى انضمام ثمانية مراكز متخصصة في تكنولوجيا النانو إلى الإتحاد بما فيها مركز quot;لاينبرجرquot; مع وعدهم بتقديم نفقات قدرها 144 مليون دولار خلال خمس سنوات.
وسوف يتلقى مركز quot;لاينبرجرquot; معونة قدرها 3.9 ملايين دولار والتي ستساعده على أن ينفق على ستة مشاريع بما فيها البحث الذي يقوم به quot;زهوquot; و quot;دي سيمونquot;
وحيث إنه من المعروف أن هناك عددا لا يحصى من المرضى والعائلات الذين يريدون الشفاء من السرطان في الوقت الحالي, فإن أولئك المشاركين لا يقدمون وعودا. حيث إن نقل الفكرة من المعمل إلى مجال الإنتاج مازال صعبا.
بالإضافة إلى أن الدراسات أشارت إلى أن بعض المواد الدقيقة من الممكن أن تكون سامة عند استخدامها بكميات معينة. ولكن المعهد الوطني للسرطان أعلن عما ينويه من أجل هدف طموح وهو: أنه يريد أن يقضي على المعاناة والوفاة الناتجة من مرض السرطان بحلول عام 2015 . ويعتقد علماء المعهد أن وسيلة تحقيق هذا الهدف هو تكنولوجيا النانو, وهو علم شائع في الهندسة.
وقد قالت نائب مدير المعهد quot;أنا باركرquot;... quot; لقد قابلنا الكثير من العقبات من أجل تطوير عقارات جديدة وأدوية جديدة لعلاج مرض السرطان والتي يمكن التغلب عليها باستخدام تكنولوجيا النانو الموجودة حاليا. حيث إن تكنولوجيا النانو هي تكنولوجيا واعدة بشكل كبير.quot;
وإن هذا الأمل الكبير ينشأ من الطبيعة الفريدة لجسيمات النانو. ومن أجل توضيح المعني فإن النانومتر هو جزء من مليون من المتر. ويقوم الباحثون الذين يعملون في مجال جسيمات النانو الدقيقة بالتحكم في حجم المادة في شكل جزيئات أو ذرات. وبالنسبة إلى هذا الحجم فإن الخلية تعد أكبر منه, إنه شيء دقيق يمكن توجيهه وفي حالة الخلية السرطانية يمكن تحطيمه.
كما يقول علم الفيزياء أيضا إن الجسيمات في مثل هذا الحجم تعمل بشكل مختلف تماما عن الجسيمات الأكبر منها. ولقد فهم الباحثون ماذا يعني ذلك للبحث الطبي . ولقد ساعدت الأموال التي قدمها المعهد الوطني للسرطان في إعطاء الفرصة من أجل تحويل النظرية إلى منتج يمكن طرحه في الأسواق.
ويقول quot;دي سيمونquot; عالم البلمرة بالتدريب...quot; مثل كثير من العلماء الأكاديميين فإن أي رؤية من دون مصادر تعد هلوسة. لقد كان في مقدورنا أن نستفيد من تشجيع المعهد الوطني للسرطان لنا ونندفع إلى الأمام.quot; وقال quot;دي سيمونquot; إنه إذا نجحت التجارب الإكلينيكية المبكرة الخاصة بسرطان البروستاتا فإنه يأمل في أن تقوم الشركة التي ساهم في تأسيسها Liquidia Technologies بتخليق جسيمات دقيقة يمكنها أن توصل الدواء لعلاج سرطان الثدي وسرطان الرئة والورم القيتاميني.
ويأمل كل من quot;باركرquot; و جوليانوquot; في أن أي نجاح للشركات الأولى سوف يحث الكثير من أصحاب رؤوس الأموال إلى مساندة جهود الأبحاث الأخرى. وقال quot;باركرquot; إن المنح المبدئية التي أعطيت من خلال المعهد الوطني للسرطان إلى أعضاء الإتحاد قد حثت حوالى 80 مليون دولار كاستثمارات خارجية للدخول في هذا المجال.
كما أن العلماء في جميع أنحاء الدولة قد تم إخطارهم بتبرع أحد الأشخاص لمعهد ماساشوتس للتكنولوجيا بمنحة قدرها 100 مليون دولار من أجل أبحاث السرطان. وإن الأموال العامة الداخلة في المشروع وبعض الهبات الخاصة تركز على القضاء على مرض السرطان. ولكن الرأسمال المغامر الموجود في الشركات الثانوية يأتي أيضا من مستثمرين يحاولون الاستفادة من فرصة تحقيق عائد كبير.
ويقول quot;باركرquot; ... quot; إن ما أتوقعه هو أن الصناعة الدوائية سوف تتجه سريعا إلى تكنولوجيا النانو وتبدأ في بيع الشركات الصغيرة. ولأن العلم يتقدم سريعا فإنني أعتقد أن صناعة الدواء سوف تتحرك سريعا أيضا. حيث خلال خمس سنوات ستكون الشركات الكبرى فقط هي الموجودة في السباق.quot;