بعد دراسة 5 سنوات من قبل 9 جامعات
علاقة قوية بين السرطان ونوعية الغذاء


ترجمة محمد حامد ndash; إيلاف: تقرير جديد يرصد قوة العلاقة بين الإصابة بمرض السرطان من جهة وبين نوعية الغذاء والنمو من جهة أخرى، التقرير جاء كثمرة تعاون بين المعهد الأميركي لأبحاث السرطان والصندوق العالمي لأبحاث السرطان حيث ذكر خبراء شاركوا في إعداد هذا التقرير أن ما يأكله الناس، ومدى سرعة نموهم سببان رئيسان للإصابة بمرض السرطان وإن كان الكثير من الناس ما زالوا يظنون بشكل غير صحيح أن عوامل مثل وجود المبيدات الحشرية في الغذاء من أكثر أسباب الإصابة بالمرض. وكشف التقرير عن أن الرضاعة الطبيعية تقلص احتمالات الإصابة بالسرطان للأم والطفل معًا، وأن الأشخاص طوال القامة تزيد احتمالات اصابتهم بالسرطان عن القصار.

قال الدكتور وولتر ويليت خبير التغذية في كلية هارفارد للصحة العامة في ولاية ماساتشوستس في مؤتمر صحافي quot;نحتاج إلى ان نفكر بشأن السرطان كنتاج لتأثيرات كثيرة في مدى طويل وليس كمجرد شيء يحدث للتوquot;.

وهذا التقرير أتى كثمرة دراسة استمرت خمس سنوات شارك فيها تسعة فرق من العلماء. وراجع الباحثون سبعة آلاف دراسة عن الغذاء والتمرينات الرياضية والوزن والسرطان. واتفق معظم ما أوصوا به مع ما ينصح به خبراء الصحة بمن فيهم الحكومات ومنظمة الصحة العالمية منذ أمد، وهو ان الاغذية التي تعتمد على الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة والتقليل من اللحوم الحمراء ومنتجات الالبان والدهون تقي من الإصابة بمرض القلب والسرطان وداء السكري.

وتوصلوا إلى دليل على ان عوامل مثل الهرمونات التي تتسبب في نمو الجسم بسرعة قد تكون لها علاقة بالإصابة ببعض أنواع السرطان. وقال ويليت ldquo;وجدنا ان الطول قد تكون له علاقة أيضًا بالزيادة المحتملة للإصابة بسرطاني المبيض والبنكرياس، إضافة إلى سرطان الثدي في مرحلة ما قبل انقطاع الطمثrdquo;. وأكد أن طويلي القامة ليس من المحتم ان يصابوا بالسرطان لكن يتعين عليهم الانتباه للالتزام بالعادات الصحية.

وجعل الباحثون، الاحتفاظ بالوزن الصحي التوصية رقم واحد لتقليل احتمال الإصابة بالسرطان. وجاء في التقرير الصادر في 400 صفحة ldquo;كن نحيفا قدر الامكان في اطار المتوسط الطبيعي لوزن الجسمrdquo;. وأضافوا ان هذا يعني الاحتفاظ بمؤشر كتلة الجسم بين 21 و،23 ومؤشر كتلة الجسم هو محصلة للطول والوزن والمتوسط الطبيعي عادة ما يكون من 18 إلى 25 ومن يتجاوز 25 يعتبر مصابًا بزيادة في الوزن.

والتمرينات الرياضية مهمة أيضًا. وتقول التوصية الثانية من عشر توصيات والتي وضعتها لجنة خبراء ldquo;كن نشيطاً من الناحية البدنية كجزء من الحياة اليوميةrdquo;. كما تشمل التوصيات تناول طعام معظمه نباتي مثل الفاكهة والخضراوات والحبوب وتجنب الاطعمة الغنية بالسعرات الحرارية مثل المشروبات السكرية والحد من تناول اللحوم الحمراء والخمر والملح.
ونشر المعهد الأميري لأبحاث السرطان أيضا دراسة مسحية شملت ألف بالغ أميري أظهرت أن معظم الأميريين لا يفهمون هذه المخاطر. فنسبة 38 في المئة فقط من المشاركين في المسح لديهم معرفة بالعلاقة بين اللحوم المقددة والمصنعة والسرطان و49 في المئة يعرفون ان الاغذية الفقيرة في الفاكهة والخضراوات تزيد من احتمال الإصابة بالسرطان، و46 في المئة يعرفون ان البدانة احتمال مدعوم بالوثائق للإصابة بالسرطان.

ولكن 71 في المئة يظنون أن آثار المبيدات الحشرية في المنتجات أحد الاسباب، وهو أمر لم يتضح على الاطلاق، وأن 56 في المئة يعتقدون بأن الاجهاد يسبب السرطان وهو أمر لم يثبت كما أن 49 في المئة يعتقدون بأن الهرمونات في اللحوم تسبب السرطان. وقال التقرير ldquo;الأميركيون يعزون بشكل متزايد على الارجح الإصابة بالسرطان إلى عوامل ليس لهم عليها سلطان ولا توجد أدلة موثقة على وجود صلة لها بالمرض، وهذا يعكس اعتقاد quot;ان كل شيء يسبب السرطان' في تصور (الأميريين)quot;

ونددت الشركات العاملة في تصنيع اللحوم على وجه السرعة بالتقرير. وقال راندي هوفمان نائب الرئيس للشؤون العلمية في مؤسسة المعهد الأميركي للحوم ldquo;ان ما توصل اليه الصندوق العالمي لابحاث السرطان شطط وليس له أساس وخارج عن الارشادات الغذائيةrdquo;.

وينصح الباحثون السيدات بالاقتصاد في الطعام وممارسة المزيد من التمرينات الرياضية للحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. وينصح باتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات والألياف للمحافظة على الرشاقة والصحة.
وأظهر بحث أجراه علماء بمعهد الصحة العامة في كراكاو ببولندا أن النظام الغذائي والطاقة لهما علاقة بتركيز هرموني quot;الاستروجينquot; وquot;الروجيسترونquot; اللذين يقومان بدور مهمّ في الإصابة بسرطان الثدي.

وقالت جرازينا جيسينسكا في تقرير نشرته دورية ldquo;برتيش ميديكال جورنالrdquo; انه يمكن تعديل خطر الإصابة بسرطان الثدي إذا حدث تغير في نمط حياة السيدات. وأضافت أن زيادة النشاط الجسماني، والحد من تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية قد يؤديان إلى التقليل من تركيز quot;الاستروجينquot; وquot;الروجيسترونquot; مما يحد من خطر التعرض للإصابة بسرطان الثدي. وتعاني السيدات اللاتي يعشن في البلاد المتقدمة من التعرض للإصابة بهذا المرض بصورة أكبر من اللاتي يعشن في البلدان الفقيرة، وذلك بسبب توفر الغذاء.


وأجرت جيسينسكا وفريق الباحثين الدراسة على مستويات الهرمونين لدى سيدات من بوليفيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيبال وبولندا والولايات المتحدة وقارنوها بمعدلات الإصابة بسرطان الثدي في كل من هذه البلدان.
كما رصدوا مستويات الطاقة والتمرينات لدى هؤلاء السيدات، ووجدوا أن التركيز الشديد لهرمون quot;البروجيسترونquot; مرتبط بالتعرض بشكل كبير للإصابة بالمرض إلا أنه يمكن أن يعدل عن طريق نظام غذائي وممارسة التمرينات الرياضية.