اعتدال سلامه من برلين: تواجه مرضى القلب الذين تجرى لهم قثطرة مصاعب عند الانتهاء من هذه العملية البسيطة ومؤلمة في نفس الوقت وتحمل احيانا مشاكل معها. اذا يستعين الطبيب بابرة غليظة قطرها عدة ملمترات يدخلها في وريد عند المحلب ويدفع بهاللكشف عن وضع الشرايين اذا كانت تعاني من تصلب او انسداد في الاوردة او الشرايين الرئيسية للقلب، وتسبب الحقنة ثقبا واسعا يُسد بعد ذلك بوضع ضمادة ضخمة عند المحلب تضغط الممرضة بشدة عليها لمدة تصل احيانا الى الخمسين دقيقة ، وذلك حسب وضع المريض ودرجة تختر دمه . و يفضل الطبيب ابقاء بعض المرض خاصة المصابين بتختر الدم في غرفة العناية الفائقة للمراقبة 24 ساعة.
والى جانب الالم الذي يعاني منه المريض نتيجة الضغط لمدة طويلة على المحلب يكون العلاج التقليدي مكلفا جدا اذا ما اضطر لدخول غرفة العناية الفائفة كما يمنع من المشي لمدة 24 ساعة اضافة الى الثقب الذي احدثته الابرة الغليظة في الوريد.
والجانب السلبي ايضا من هذا العلاج عدم امكانية اجراء قثطرة مرة اخرى للمريض بعد فترة قصيرة اذا كان الامر اضطراريا لان الثقب سُدّ لكن الوريد لايتحمل قثطرة اخرى فيضطر الطبيب البحث عن اوردة اخرى .

ويلجأ اطباء القلب في المانيا اليوم الى جهاز تعاونت شركتي امريكية والمانية على صناعته اطلق عليه اسم vasoseal elite
ساعد مئات الالاف من المرضى في كل انحاء العالم ويستخدم منذ عدة اعوام ويلاقي اقبال الاطباء.

وشرح وكيل الشركة الالمانية في برلين الكسندر كابلان لايلاف كيفية استخدام هذه الجهاز فقال بانه يتكون من شريط رفيع طوله 54 سنتم مصنوع من مواد لا تلحق أي حساسية بالجلد او العضل وقطره يتناسب مع كل الاجسام واطلق عليه اسم Localisator أي quot;محدد الوضع quot; ويُقصد به هنا تحديد المسافة الى الثقب الذي تحدثه ابرة القثطرة ومكانه لسده بمادة الكولاجين.
وتبدء العملية بالشكل التالي: عند الانتهاء من القثطرة يدفع الطبيب عبر الحقنة التي استخدمها شريط quot;محدد الوضع quot;ويحمل في نهايته مشبكا عن شكل حرف J .وعندما يصبح الجزء الاكبر من الشريط في الداخل يسحب الطبيب حقنته ليدخل مكانها اخرى ذات قطر أوسع من اجل توسيع الانسجة لكن يظل quot;محدد الوضعquot; داخلها. بعدها يبدء بسحب الشريط الى الخارج بشكل بطيء وبعناية الىان يظهر الخط الاخضر المرسوم عليه على مستوى الجلد.
هذا الخط الاخضر هو اشارة للطبيب بان قياس المسافة الى الثقب يبدء من هنا فيتابع السحب الى ان يشعر بمقاومة بسيطة وهذا يعني ان المشبك وصل الى الثقب واشتبك به فيدفع الشريط الى الامام قليلا كي لا يجرح الانسجة لكن يظل فوق الثقب، فيحصل بذلك على قياس أكيد وثابت الى الثقب يساعده بعد ذلك.
بعد تحديد المسافة بالملمتر يحمّل الطبيب الجزء الداخلي من الحقنة المستخدمة قضيبا من الكولاجين لا يتجاوز طوله السنتمترين ووزنه 80 ملغ و يدفع به الى داخل الانسجة بالاعتماد على المسافة التي حددت قبل ذلك الى حين لمسه مقاومة وهو quot; محدد الوضعquot; فيقذف بقطعة الكولاجين التي تستقر فوق الثقب او بعيدة عنه ملمترات قليلة جدا، فتبدء بامتصاص الدم مثل الاسفنجة وخلال سبع ثواني يصبح حجمها عشرة اضعاف حجمها الاصلي فتسّد اكبر مساحة ويتوقف النزيف ، بعد ذلك يسحب شريط الطبيب محدد الوضع والحقنة من جسم المريض.
ويذوب الكولاجين في الجسم بعد اربعة اسابيع لانه مصنوعة من مواد حيوانية .
وبامكان المريض مغادرة المستشفى بعد ساعة على قدميه لكن من يشكو من تختر الدم عليه البقاء حتى الثلاثة ساعات. ويستخدم هذا الجهاز ايضا لسد ثقوب نتيجة تخطيط القلب والاوعية الدموية.
ويقول كابلان بان الجهاز يوفر للطبيب قياس المسافة بدقة الى الثقب ،فكما هو معروف يُعطى المريض قبل القثطرة مادة مخدرة سائلة تصل كميتها الى 20 ملغ احيانا تزيد من حجم طبقات الجلد يضاف اليها كمية الدم النازف وهنا يكون قياس المسافة بالوسائل القديمة صعب وغير ثابت بينما يعطي quot; محدد الوضعquot; اخر قياس وبدقة.
عدا عن ذلك فان هذه الطريق تساعد في سدّ الثقب الناتج عن القثطرة خلال ثواني قليلة ويثبت قضيب الكولاجين فوقه دون ان يتحرك بين الوريد واللحم.
ويستخدم الاطباء حاليا الكولاجين لمعالجة جروح داخلية تحدث مثلا نتيجة قثطرة (تمييل) شرايين بالقرب من القلب.