طلال سلامة من روما: قادت فرق الباحثين في جامعات كاليفورنيا بلوس أنجلس ويال يونيفرسيتي وجونز هوبكنز دراسات تمكنت من تمييز متغير جيني يلعب دوراً في تطوير مرض التوحد. بالأحرى، برز من نتائج إحدى هذه الدراسات، المسماة (A common Genetic Variant in the Neurexin-Superfamily Member CNTNAP2 Increases Familial Risk of Autism)، أن خطر الإصابة بهذا المرض يرتفع لدى الأطفال الذين يرثون هذا المتغير الجيني من الأم حصرياً، أي لا علاقة للأب في نقله الى أولاده. ان وراثة هذا المتغير الجيني لا يعني حتماً تطوير هذا المرض إنما هو يعكس درجة خطورة الإصابة به أعلى من المعدل المسجل لدى الأطفال الأصحاء الآخرين.

علاوة على ذلك، يشير الباحثون الى أن هذا المتغير الجيني quot;مشتركquot;. لذلك، ينبغي القيام بدراسات أكثر عمقاً للجزم ان كانت صلة الوصل المباشرة بين مرض التوحد ووراثة هذا المتغير الجيني من الأم موجودة بالفعل على الرغم من وجود عدة مؤشرات أولية تشير الى ذلك.

ويدعى الجين المشتبه به (CNTNAP2) أي (contactin-associated protein-like 2)، وهو يشفر للبروتين الذي يسمح لخلايا الدماغ بالتواصل في ما بينها عن طريق إشارات كيميائية. كما يبدو أن هذا الجين له دوراً بارزاً في تطور خلايا الدماغ. إذ انه يؤثر على تطوير تلك التركيبات الدماغية المشرفة على اللغة عارضاً بالتالي رابطاً إنمائياً منطقياً بين الجينات والدماغ والسلوك الفردي. في الخطوة القادمة، سيتطرق الباحثون الى اكتشاف ان كان الجين (CNTNAP2) له دور أيضاً في تطوير المهارة اللغوية لدى الأطفال غير المصابين بمرض التوحٌد.