الياس توما من براغ : توصلت دراسة تشيكية حديثة إلى أن النساء يتخلصن من التدخين بشكل أسوأ من الرجال وان محاولات الكثير منهن للتخلص من هذه العادة السيئة تنتهي بالفشل ولهذا يتحتم عليهن البحث عن المساعدة الطبية واستخدام أكثر الطرق والأدوية فاعلية في هذا المجال.
وأكدت الدراسة أن على النساء اللواتي يقررن التوقف عن التدخين التحضير بشكل جيد لهذه العملية وذلك كي لا يقعن في فخ البدانة من خلال استبدال التدخين بتناول الكثير من الطعام ولاسيما الدسم منه .
وتؤكد الباحثة التشيكية المتخصصة بالتخلص من الإدمان على التدخين في المستشفى الجامعي في براغ الدكتورة ايفا كراليكوفا بان زيادة الوزن عند النساء اللواتي يتوقفن عن التدخين لا تحدث عندما يتناولن الكثير من الخضار ويشربن المياه غير الحلوة ولاسيما تناول ثلاثة ليتر من الماء يوميًا وعندما يقدمن على ممارسة الرياضة أو الحركة التي تؤدي إلى تعرقهن .
وتشير الدراسة إلى أن مخاوف النساء من البدانة في حال تركهن التدخين مبالغ بها مؤكدة أن الأبحاث المختلفة قد أكدت أن النساء تزيد أوزانهن 4 كيلو غرامات في العام الأول بعد تركهن التدخين غير أن أوزانهن في الأعوام اللاحقة تتوقف عن الارتفاع ولاسيما في حال عدم تغيير أسلوب حياتهن مشددة على أن ارتفاع الوزن بمقدار 10 كيلو غرام يهدد واحدة من اصل كل عشرة نساء فقط .
وتعترف الدراسة بان تراجع النيكوتين من دم النساء يمكن أن يكون احد الأسباب التي تؤدي إلى زيادة الوزن بشكل خفيف لان النيكوتين يبطئ عملية تفريغ المعدة وبالتالي لا يشعر الإنسان بالجوع سريعًا كما أن النيكوتين يسّرع حركة الأمعاء أثناء عملية الهضم ويخفض عدد الحريرات التي يفقدها الجسم .
وتؤكد الدراسة أن الإشكالات التي يثيرها التوقف عن إدخال النيكوتين إلى الجسم يمكن حلها أو التخفيف منها عن طريق استخدام اللاصقات أوالعلكة أو عن طريق تناول بعض الحبوب وغيرها من الوسائل الأمر الذي يوصي به الخبراء لتخفيف وقع غياب النيكوتين .
وقد لاحظ الأطباء أن التعويض عن النيكوتين بوسائل أخرى يتم بشكل أسوأ لدى النساء منه لدى الرجال كما أن غياب النيكوتين يؤدي إلى شعور النساء بشكل اكبر بالعصبية وبعدم كفاية النوم وبازدياد الشهية للأكل وبزيادة الوزن وبعدم المقدرة على التركيز أو الراحة وتعكر المزاج .
وعلى خلاف الرجال فان النساء لا يثقن كثيرًا بنجاح العلاج للتخلص من التدخين كما أنهن يتوقعن أكثر من الرجال حدوث إشكالات في هذا المجال ويعانين من الكآبة عند تيقنهن بان محاولاتهن للتخلص من التدخين لا تتم بشكل ناجح، كما أنهن يلقين دعما اقل لدى أزواجهن أو شركائهن على خلاف الوضع عندما يتوقف الرجال عن التدخين .
وبحسب الدكتورة كراليكوفا فان النساء يتحسسن الوسط اللواتي يتواجدن فيه بشكل حساس وعاطفي أكثر من الرجال خاصة وان التدخين لديهن يكون عادة مرتبطا بطقوس وعادات وأمزجة معينة ولهذا تكون عملية عودتهن للتدخين أسهل ولاسيما في الأوضاع المتوترة أو المريحة التي يواجهنهن أو حتى لمجرد مشاهدتهم أحدًا يدخن .
وتشير الدراسة إلى أن العلماء الاميركيين في كاليفورنيا قد لاحظوا بان الرجال يأخذون السيجارة بشكل أكثر عندما يتواجدون في أوضاع غاضبة ويريدون تهدئة أنفسهم على العكس من النساء اللواتي يبادرن للتدخين عندما يتواجدن في أوضاع مريحة مثل أثناء جلوسهن مع صديقات وتناول فنجان من القهوة ولهذا فان ارتباط التدخين بالمشاعر المريحة يعمق الإدمان النفسي لهن على التدخين ويجعل العلاج أكثر تعقيدا .
ويمكن أن يعقد ترك النساء للتدخين المرحلة التي تمر بها النساء في العادة الشهرية فترك التدخين في النصف الأول من الدورة الشهرية يعتبر أسهل من التوقف عن التدخين في النصف الثاني من العادة كما أن الهرمونات تلعب دورا هاما في موضوع سرعة اختفاء النيكوتين من الدورة الدموية .
وبالنظر لهذه التعقيدات التي ترافق ترك النساء للتدخين توصي الدراسة النساء اللواتي يردن إنهاء إدمانهن على التدخين زيارة المراكز السبعة والعشرين الموجودة في تشيكيا لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين .
ونبهت الدراسة إلى أن عدد التشيكيات اللواتي يدخن في البلاد في تنامي ولذلك فان الإصابات بسرطان الرئة في تنامي أيضا .
وبحسب أحدث معطيات معهد المعلومات الصحية فان الأطفال التشيك يضعون أول سيجارة في أفواههم في سن التاسعة والنصف بالمعدل الوسطي وان 39 بالمائة من الفتيات التشيكيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 إلى 19 عاما يدخن فيما تبلغ النسبة عند الأولاد من نفس هذه الفئة العمرية 38 بالمائة أما نسبة الفتيات المدخنات اللواتي تقل أعمارهن عن 15 عاما فتبلغ 23,5 بالمائة مقابل نسبة 10 بالمائة لدى الصبيان من نفس هذه الفئة العمرية .
ويعتبر الأطباء التشيك هذه المعطيات بأنها مفجعة ليس فقط لان التخلص من التدخين لدى النساء يصبح أكثر صعوبة وإنما لان بدء التدخين مبكرا يزيد من احتمالات إصابتهن بسرطان الرئة والأمراض القلبية وغيرها من الأمراض .
ويشدد الأطباء على انه في حال بدء إدمان الناس على التدخين مبكرا فان تخلصهم من التدخين يصبح أكثر صعوبة وتعقيدا .