كامل الشيرازي من الجزائر: قال مختصون بالجزائر، إنهم يسعون خلال الفترة القليلة المقبلة إلى إيجاد حلول رقمية لسرطان الثدي، وأوضح جمال عبد القادر رئيس منتدى استعمال التكنولوجيات الجديدة الرقمية والذكاء الاصطناعي، أنّ الرهان الحالي يتركّز في ضرورة التوصل إلى الكشف المبكر عن أنواع سرطان الثدي، لذا جرى تنظيم لقاء يشهد مشاركة مكثفة لعديد المختصين الجزائريين والفرنسيين.
ويقدّر البروفيسور quot;العربي عبيدquot; أنّ تفعيل أنظمة التشخيص الذكية، سيشكّل قيمة مضافة كبيرة للمنظومة الصحية ككل من أجل تطوير مهارات تسمح بالتصدي إلى سرطان الثدي الذي يتفاقم بالجزائر تماما مثل دول أخرى، وقال الخبير الفرنسي quot;آلان ايسنارquot; إنّ للجزائر إمكانات هائلة تفي بإنجاح مختلف برامج مكافحة أنواع السرطان التي يمكنها أن تبلغ بسرعة، مستوى نجاعة البلدان المتقدمة.
ورأى خبراء أنّ وضع برنامج للكشف المبكر عن سرطان الثدي أضحى quot;حتميةquot; بالنظر إلى العدد المتزايد للحالات التي يكشف عنها سنويا بالجزائر، وفي مداخلة له حول quot;تأثير الكشف عن سرطان الثدي بالجزائرquot;، أوضح البروفيسور العربي عبيد رئيس مصلحة الجراحة الباطنية والأورام بمستشفى بولوغين، أنّ استحداث خطة عصرية توظف التكنولوجيات الجديدة، بإمكانها الكشف المبكّر ومعالجة ما يربو عن تسعة آلاف حالة جديدة سنويا.
وكانت مصادر طبية جزائرية أفادت قبل فترة، أنّ خمسة آلاف إلى سبعة آلاف حالة سرطان ثدي جديدة تسجل كل عام في الجزائر، وقال البروفيسور quot;صالح ديلامquot; أنّ سرطان الثدي يفتك بالمئات من ضحاياه، ويشير الأطباء إلى أنّ 80% من الحالات يتم اكتشافها في مستوى متقدم بشكل يجعلها ميئوسا منها ولا يمكن بالتالي علاجها، في حين أن اكتشاف المرض مبكرا في المراحل الأولى والثانية يمنح فرصا علاجية أكبر.

وتضمنت بيانات نشرها المجلس العلمي لجمعية نور الضحى المختصة بعلاج سرطان الثدي، أنّ عدد المصابات بالسرطان المذكور يشهد تزايدا ملحوظا وبصورة سريعة بالجزائر خاصة في السنوات الثلاث الأخيرة، ما جعله المرض النسوي رقم واحد، مثلما هو السبب الرئيس في الوفيات المسجلة بين النساء، وتتراوح أعمار المصابات بهذا الداء الخبيث بين 44 و55 عاما، في حين تمثل النساء اللواتي تقل أعمارهن عن 38 عاما ربع إجمالي المصابات.

وأشار الدكتور ربيع بن عقيلة إلى تفضيل كثيرات التوافد على مراكز علاجية متخصصة، مع الإشارة أنّ سرطان الثدي هو الأكثر انتشارا بين النساء في الجزائر بعد سرطان عنق الرحم، كما يستبق سرطان الثدي، سرطان الرئة الواسع الانتشار عند الرجال ويمثل من 3 إلى 4 آلاف حالة سنويا، ثمّ يأتي بعده سرطان القولون الذي تتراوح الإصابة به بين 2500 و3000 حالة، أما سرطان المثانة فتتراوح معدلاته بين 1800 و2000 إصابة، يليه سرطان البروستاتا بنسبة 1200 إلى 2000 إصابة جديدة كل سنة.

وتحصي وزارة الصحة الجزائرية أكثر من 3500 إصابة سنويا بمختلف أنواع السرطانات، بينها سرطان الثدي وعنق الرحم والأمعاء والمرارة بالنسبة للنساء، وسرطان الرئة والأمعاء والمثانة والبروستات التي يتعرض لها الرجال، مع الإشارة أنّ سرطان غدة البروستات، هو ثاني متسبب في وفيات الرجال في الجزائر بعد سرطان الرئة، ويوضح البروفيسور قادة بوعلقة، أنّ الرجال صاروا مهددين قبل أي وقت سابق بالإصابة بهذا الورم الخبيث، حيث يصاب بداء البروستات أكثر من ثلاثة آلاف رجل سنويا وهو رقم كبير جدا مقارنة بدول الجوار، ويفوق عدد المتوفين بسرطان المثانة والبروستات الألفي رجل كل عام، بيد أنّ البروفيسور كمال بوزيد يؤكد أنّ معدل حياة المصابين بالسرطان بالجزائر هو نفسه بالدول الغربية، عكس ما جاء في تحقيق عالمي حول أمد حياة المصابين بالسرطان والذي صنف الجزائر في المركز الأخير.