يعمد الطب اليوم الى استعمال الدعامة المعدنية من اجل معالجة امراض القلب غير ان لهذه الدعامة حسنات وسيئات ايضًا.

ان التوسيع بالبالون، المعروف عالمياً باسم (Angioplasty)، وتثبيت الدعامة المعدنية quot;ستينتquot; (Stent)، أثناء قسطرة شرايين القلب، هو مما يتوفر حديثاً كوسيلة لمعالجة التضيّقات التي تنشأ في شرايين القلب، والمُعيقة لجريان الدم من خلالها، لتغذية عضلة القلب نفسها. اليوم، يكفي صورة شعاعية quot;ايكوغرافيquot; لاكتشاف تكوٌن الصفائح أم لا، على جدران شرايين القلب، بسهولة تكنولوجية لا يُعلى عليها. في السابق، كانت هذه التراكمات والانسدادات تُعالج عن طريق عملية جراحية. وكان الجراح يدرس وضع المريض، مرات عدة، قبل القيام حتى بعملية لفتح انسداد شرياني ذو درجة خطورة عالية لا سيما ان لم يكن المريض يعاني من اضطرابات عصبية. اليوم، ومن دون الحاجة لأي عملية جراحية، يلجأ الطبيب الى الدعامات المعدنية التي يتم تثبيتها داخل الشرايين وتحتاج فقط الى عملية تبنيج موضعي، لا أكثر. ومن اللافت أن هذه العمليات تتفشى حول العالم أكثر فأكثر.

لكن هل نحن واثقون أن هذه الدعامات تحيطها المنافع فقط؟ في الحقيقة، أجرى الباحثون في مستشفى جنيف دراسة شملت جميع الكانتونات السويسرية أين يتم استعمال هذه الدعامات، على نحو متباين يتراوح بين الكثير والقليل. ويتفاجأ هؤلاء الباحثون بأن التكنولوجيا العلاجية الحديثة(الدعامات المعدنية) أقل فاعلية من وسائل الجراحة التقليدية القديمة، لفتح الشرايين المسدودة. ويشتبه الباحثون بضلوع هذه الدعامات في تسبيب سكتات قلبية وجلطات دماغية ووفيات أكثر لدى المرضى الذين خضعوا لزراعة هذه الدعامات في القلب.

في هذا الصدد، يقترح الباحثون السويسريون تفسيراً ممكناً لاستنتاجهم، هو سهولة زرع الدعامات المعدنية في القلب، حتى لدى أولئك الذين لا يحتاجونها فعلاً. في المقام الأول، فان ادمان الجراحين على استعمال دعامات quot;ستينتquot; المعدنية ليس دوماً صحي. ما يعني أنه من الأفضل اللجوء الى علاجات طويلة المدى(كما تعاطي الأدوية) في الحالات غير الطارئة. عموماً، ولا سيما لدى الأصحاء الذين لا يعانون ظاهرياً من أي اضطراب مرضي، ينبغي على الجراح التأكد من أن منافع القيام بعملية جراحية محدودة، لزرع الquot;ستنيتquot; بالشريان له منافع أعلى من المخاطر التي سيواجهها المريض لاحقاً.