ايلاف تتحدث الى خبير حصل على جائزة نوبل
فقاعة أنفلونزا المكسيك قد تختفي سريعًا

طلال سلامة من روما: ولد البروفيسور الإيطالي الأميركي روبرت غاللو (Robert Gallo) قبل 72 عاماً، من مهاجرين إيطاليين هاجروا الى أميركا في ثلاثينات القرن الماضي، وهو العالم الذي اكتشف فيروس نقص المناعة المكتسبة اتش آي في من النوع واحد بالتعاون مع العالم quot;لوك مونتانييquot; (Luc Montagnier) ليحصل على جائزة نوبل. في حوار أجرته معه ايلاف، يشير البروفيسور غاللو، مدير معهد العلوم الفيروسية البشرية quot;انستيتيوت أوف هيومان فايرولوجي في جامعة quot;مريلاند، الى أن الحل الوحيد مستقبلاً، لتفادي تفشي أوبئة قد تكون أخطر من أنفلونزا الطيور والمكسيك، قد يكمن في أن نتحول جميعاً الى نباتيين نتجنب أكل أي نوع من اللحوم! فانتقال الفيروسات، من الحيوانات الى البشر، بدأ عندما أقدم الإنسان على تربية الحيوانات أم قتلها قبل أكلها. هنا، يعطي البروفيسور غاللو مثل سكان أميركا الأصليين، الذين لم يعانوا أمراضا معدية لأن تربية الحيوانات لديهم كانت عادة غير مألوفة. وفي ما يلي نص الحوار الذي أجرته معه quot;ايلافquot; :

* ما مدى خطورة أنفلونزا المكسيك؟
- لا أحد للآن قادر على معرفتها، للأسف الشديد. قبل خمس سنوات، تنبأ عالم أميركي بحصول وباء عالمي خطر مصدره الطيور. لكنه أخطأ. كما يخطئ كل من يقول اليوم إننا أمام كارثة صحية عالمية.

* هل تم المبالغة إذن بخطر أنفلونزا المكسيك؟
- أنا لا أقول ذلك لأن فيروس أنفلونزا المكسيك مؤهل ليتغير جينياً ما يجعله أخطر على صحة الإنسان. إنها مجرد نظرية. في الوقت ذاته، أنا لا أستبعد نظرية أخرى تقول ان حالة الطوارئ الصحية العالمية قد تزول قريباً.

* ماذا يحصل في حال تمكن الفيروس من التحور جينياً؟
- في هذه الحالة، قد يضحي الفيروس معدياً أكثر. ما يعني أن مفعوله الميكروبي يضحي أكثر فتكاً بصحة الإنسان لغاية الموت منه. يسجل هذا الخطر لدى جميع الفيروسات التي تدخل الجسم البشري عن طريق الممرات الهوائية. ما يجعلها تستهدف فوراً أنسجة أعضاء الجسم. لذلك، فان تداعياتها قد تكون مميتة.

* ما هو الخطر الذي تسير ايطاليا نحوه؟
- ان موجة الذعر المسجلة لديكم أم في أميركا لا تزال غير مبررة بعد. حول العالم، نجد حالات طوارئ صحية أخطر بكثير من أنفلونزا المكسيك. أنا أذكر فيروس الإيدز وفيروس التهاب الكبد من نوع quot;سيquot; ومرض السل المقاوم للأدوية والملاريا.

* هل ثمة خط مواز بين أنفلونزا الطيور وأنفلونزا المكسيك؟
- كلاهما يحمل ورائه فيروس انتقل من الحيوان الى الإنسان ومن ثم من الإنسان الى آخر. ان فيروسات أنفلونزا الطيور والمكسيك تهدد الفئة الشبابية خاصة نظراً لرد الفعل المفرط من جانب جهاز المناعة المكتسبة السليم. وتبقى أنفلونزا الطيور أخطر من أنفلونزا المكسيك من جراء نوع الجينوم الذي يحويه فيروس أنفلونزا الطيور. ان هذا النوع من الجينوم قادر على تسبيب وباء عالمي لا مثيل له في تاريخ البشرية. للأسف، لم ينجح العالم في احتواء خطر أنفلونزا الطيور التي قد تعاود الظهور مجدداً مسببة بالتالي كوارث صحية مدمرة.

* هل يمكن معالجة أنفلونزا المكسيك دوماً؟
- لا أعتقد. ثمة بعض الأدوية الفاعلة لكننا لا نضمن أن يخضع جميع المصابين بها للعلاج المواتي. ان تطور هذا الفيروس وحده قادر على رسم الاستراتيجية العلاجية، بغض النظر عن إذا ما كانت أدوية أم لقاحات. مما لا شك فيه أن تبني هذه الاستراتيجية، في ضوء تطور تركيبة الفيروس، مهم للغاية لا سيما ان بدأ الفيروس التحور، لغاية موسم الشتاء القادم، ليصبح أكثر شراسة.

* كيف بإمكاننا استباق خطر فيروسات جديدة؟
- ينبغي علينا، في العالم المتحضر، تأسيس شبكة مؤلفة من 12 مركزاً للبحوث(على الأقل) مختص في دراسة الفيروسات القديمة والجديدة والمستقبلية. في عصر العولمة، علينا كذلك عولمة الحرب ضد الفيروسات.

* ماذا لو انفجرت أنفلونزا المكسيك، على شكل وباء، في دول العالم الثالث؟
- ينبغي على مراكز البحوث الدولية مباشرة التعاون مع هذه الدول لتأسيس شبكة من المراقبة الفعالة. حالياً، يعاني الكثير من هذه الدول من عدم وجود حتى أبسط الآليات البدائية لمراقبة الأوضاع الصحية على أراضيها.