تستعد وزارة الصحة المغربية لتخفيض أسعار الأدوية، بنسبة 7 في المائة، بعد الشروع في تنفيذ الإصلاح الذي يروم اعتماد الأدوية الجنيسة عوض الأصلية، التي تمثل ثلاثة أرباع سوق الدواء بالمغرب.
____________________________________________________________________________________

تأتيخطوة وزارة الصحة المغربية تخفيض أسعار الأدوية، بعد أن سبقت لوزيرة الصحة، ياسمينة بادو، أن أكدت، في البرلمان، أن أدوية استفادت من تخفيضات تتراوح نسبتها ما بين 10 و55 بالمائة، مبرزة أن اللائحة الأولية شملت 150 مستحضرا صيدليا.
وطبقا لمقتضيات قانون المالية لسنة 2009، أشارت المسؤولة الحكومية، إلى أنه سيجري التخفيض ليس فقط من قيمة بعض الرسوم الجمركية للأدوية وتشجيع المواطنين على استعمال الدواء الجنيس، بل تخفيض الضريبة القيمة المضافة على أدوية التهابات الكبد الفيروسية من نوع quot;باءquot; وquot;سينquot;، وأدوية السرطان.

وقال أنوار فنيش، خبير في المجال الصيدلاني، إن quot;خطة وزارة الصحة التي جاءت عبر مكتب دراسات أميركي لا تلائم واقع السياسة الصيدلانية في المغربquot;، مشيرا إلى أن quot;تجربة دراسة الهوامش المختلفة على حسب دواء بينت فشلها في عدد من الدول، التي تناقش حاليا مراجعتهاquot;. وأوضح أنوار فنيش، الذي كان يشغل سابقا منصب رئيس الفدرالية الوطنية لنقابات الصيادلة، أن quot;أي اختلالات في نظام الأسعار يجب أن يطرح دون مجازفة أو مغامرة بوضع نظام لا يعتمد على نظرة بعيدة المدى، ولديه انعكاسات على القطاعquot;.

وأضاف الخبير الصيدلاني quot;يجب أن يكون الهاجس الأول لوزيرة الصحة هو المحافظة على المنظومة، كما يجب أن يكون الفاعلين في المهنة شركاء قي اتخاذ القرار، ولا يجري فرض حلول لمكاتب دراسات من الخارجquot;.

وكانت هيئة استطلاعية للجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب أشارت، في تقرير لها، إلى أن ثمن الأدوية في المغرب مرتفع بشكل غير عادي.
ووفق مقارنات قامت بها الهيئة، فإن ثمن الأدوية بالمملكة أعلى من مثيلاتها في دول أخرى بنسب تتراوح مابين 30 و189 في المائة بالنسبة لتونس مثلا، وما بين 20 إلى 70 في المائة مقارنة مع فرنسا بالنسبة للأدوية الأصلية.

سحب أدوية

قررت وزارة الصحة، أخيرا، سحب الأدوية، التي تضم تركيبة quot;ديكستروبروبوكسيفينquot;، المعروفة اختصارا في الوسط الطبي والعلمي باسم quot;دي. إكس. بيquot;، مثل دواء quot;دي- أنطالفيكquot;، الذي يعالج الآلام المتوسطة، قبل نهاية الشهر الجاري. كما قررت السحب الفوري للترخيص ببيع دواء quot;ميدياتورquot;، وجميع الكميات الموجودة في السوق.

وجاء القرار بعد التشاور مع اللجنة الاستشارية الوطنية لليقظة الدوائية وسلامة المعدات الطبية ومحاربة التسممات، وبعد التبليغ دوليا بمخاطر الإصابة بأمراض القلب من صنف أمراض صمامات القلب، التي جرى التبليغ عنها لدى الأشخاص الذين يخضعون لهذا النوع من العلاج.

وفي تعليق على هذا الإجراء، قال أنوار فنيش إن الأدوية، المصنفة في خانة المسكنات، كـ quot;دي- أنطالفيكquot;، سحبت لأن مجموعة من الناس في أوروبا يستعملونها بطريقة غير سليمة، وهناك من يتناولها بكثرة بهدف الانتحار، مبرزا أنه quot;في المملكة لا يسجل مثل هذا السلوكquot;. وذكر أن جميع الأدوية بجميع أصنافها لديها أعراض جانبية، مضيفا أن quot;الجانب السلبي في هذا الدواء، لم تكن له انعكاسات كبيرة على المرضى في المغرب، بينما لديه إيجابيات، وهو يصنف في خانة المسكنات البسيطة، أما القوية جدا، فلا تستعمل كثيرا في المملكة. وهو كان حل لمجموعة من المرضى الذي يعانون من الألم. وبالنسبة لي سحب هذا الدواء خطأquot;.

أما بخصوص دواء quot;ميدياتورquot;، فأشار فنيش إلى أنه quot;لديه مجموعة من الانعكاسات على صحة المواطنين في العالم بأسره، كما أن إيجابياته، كدواء خاص بالسمنة، قليلة، لهذا فإن قرار سحبه سليمquot;.