لأنّ الفترة الماضية شهدت ارتفاعًا في معدلات الإصابة بأمراض quot;الليشمانياquot; في الجزائر إلى حدود الضعف، تهتم مراجع طبية محلية بالعلاج الكيميائي لهذه الأمراض المعدية التي تحدث تشوهات جسدية خطيرة وتمتد لمستوى فقدان المصابين لأبصارهم.
___________________________________________________________________________________

جرثومة الليشمانيافي تصريحات خاصة بـquot;إيلافquot;، يؤكد مختصون على أنّ استخدام المعالجة الكيمائية ضدّ عديد حالات الليشمانيا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، أثبتت أنّ هذا الأسلوب يمثل حلا مناسبا لمحاربة وباء خطير يترك آثارًا سلبية في الجسم بعدما يتنقل عن طريق لسعات الحشرات وما تسببه حركة جرذان الحقول والرمال على حد سواء.

ويشير محمد حاتم إلى توظيف نوعين من الأدوية الفعّالة في العلاج الكيميائي لمرضى الليشمانيا، ويتعلق الأمر بكل من quot;كاووترينquot; وquot;راكومانquot;، فضلا عما يتم تصنيعه من مركبات وتقنيات حديثة لمكافحة نواقل الوباء، ما يؤشر بحسب quot;عبد الرحمان سلميquot; على إمكانية تحقيق مزيد من التراجعات في الإصابة بأمراض طفيلية طالت ثمانية آلاف شخص في العام الأخير، بعد كان يربو عن الثلاثين ألف إصابة قبل ست سنوات.

من جهته، يؤيد quot;ميشال كاستينيquot; الخبير الفرنسي في علم الحشرات الذي زار الجزائر مؤخرا، الاتجاه إلى العلاج الكيميائي بدلا عن الجراحات المعقدة والبالغة الدقة، مستدلا بفعاليته ضد نواقل الوباء في العديد من البلدان، ما يسمح بتكفل أحسن بالمرضى على الصعيدين التشخيصي والعلاجي، خصوصا مع حساسية الليشمانيا على منوال الأمراض الفطرية في إتلاف الجلد وجلد الشعر والأظافر والأغشية الهضمية والتناسلية.

كما يبرز حسان عيشاوي أنّ العلاج الكيميائي لا يقتصر على مداواة الأشخاص فحسب، بل يتعدى إلى المبيدات المضادة للحشرات وجرذان الحقول التي تعتبر من المسببات الرئيسة في انتشار quot;الليشمانياquot;، مع الإشارة إلى أنّ الأخيرة التي تتجلى في أشكال متعلقة بالأحشاء وأخرى جلدية، تنتقل إلى الإنسان عن طريق وخز من الحشرات اعتبارا من الخزان الرئيسي المتمثل في القوارض الوحشية، علما أنّ الليشمانيا الكثيرة الانتشار على مستوى البحر الأبيض المتوسط، تصيب أيضا الكلاب التي تشكل من جهتها بمعية حيوانات أخرى فقاريات خزانا للعدوى.

وفي التقييم السنوي لبرنامج الجزائر لمكافحة الليشمانيا، أقرّ خبراء الصحة بصعوبة مراقبة خصوصيتها الوبائية، وتتسم عملية التتّبع بطولها إذ تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات، ما يقتضي تنسيقا وطول نفس للحيلولة دون انتقال عدوى أمراض جلدية حيوانية. ويسجل أطباء وجود عدوى أقل انتشارا على غرار العدوى الوراثية (من الأمهات إلى أبنائهنّ) وحقن الدم، ناهيك عن المحقن المستعمل من طرف المدمنين والغرز خلال عمليات زرع الأعضاء، بينما تركّز quot;جميلة رحوquot; على ارتفاع حالات الإصابة بالليشمانيا الجلدية في بلدة عين السخونة التابعة لمحافظة سعيدة (437 كلم غرب الجزائر) وضاحية ذراع الميزان التابعة لمحافظة تيزي وزو (110 كلم شرق) خلال السنوات الأخيرة، واشتكى غالبية المرضى من أعراض جلدية وأحشائية.

ويرجع مختصون الأسباب التي تقف وراء هذا التزايد المقلق للوباء إلى غياب النظافة في المحيط وخاصة في المناطق الريفية، وكذلك تذبذب حملات الرش إلى جانب عدم الاستقرار الجغرافي، ويقول دكاترة إنّ quot;الليشمانياquot; وجدت بالجزائر الظروف المواتية للانتشار في السنوات الأخيرة، حيث لم يقتصر الأمر على مناطق بعينها، ولكن امتد إلى مناطق نائية وسط مخاوف من اتساعه ليشمل مدنا ساحلية.

وفي خطوة منها لمحاصرة ظاهرة quot;الليشمانياquot;، أقدمت السلطات الجزائرية على معالجة ما لا يقل مئات الآلاف من الهكتارات من المساحات الزراعية التي تتواجد بها جرذان الحقول التي تسهّل انتقال العدوى إلى السكان المحليين.