ظاهرة زواج كبار السن بفتيات صغيرات، هو أمر شائع في كل دول العالم، وهو كذلك أمر يلعب فيه الثراء والشهرة دور مؤثر.


كثير من مشاهير العالم الذين يتمتعون بالثراء والشهرة يعودون للزواج من فتيات يصغرهن بأعوام كثيرة بل وإنجاب الأطفال في سن متأخرة. هذا الإقتران الغير متكافئ ، ليس هناك مبررر له، لكن الرغبة فيه موجودة عند كبار السن من الرجال ، فقد عُرف عن رئيس الوزراء الإيطالي السابق بيرلسكوني شغفه بفتيات صغيرات السن ،أما في العالم العربي فقد إشتهر أيضاً زواج الكهول الأثرياء بفتيات صغيرات من دول عربية فقيرة نظير المال.

هناك أمثلة كثيرة للمشاهير الذين تزوجوا في سن كبيرة آخرهم هو فنان الشعب الشهير quot;محمد عبدهquot; الذي ينتظر مولود جديد من زوجته الفرنسية ذات الجذور الجزائرية التي إرتبط بها مؤخراً ، هناك أيضا لاعب كرة القدم الألماني الشهير quot;فرانس بيكنباورquot; كذلك الرسام العالمي الراحل quot; بابلو بيكاسوquot; و الفنان العالمي الراحل quot;انطوني كوينquot; وكذلك وزير التجارة الألماني الأسبق quot;ثيوفايجلquot; وكلهم على سبيل المثال جمعهم شيء واحد وهو إنجاب أطفال رغم كبر سنهم .

من جهته يرى رجل الدين الألماني quot;شيلش تنجquot; الذي هو نفسه تزوج في سن الستين من فتاة في العشرينات من العمر .. أن نصف العمر الثاني لبعض الرجال وخاصة هؤلاء الذين تزوجوا من قبل وأنجبوا أطفالاً يجعلهم يعتبرون أن الزواج مرة ثانية من فتيات صغيرات ، يعد بالنسبة لهم بمثابة العودة الي حياة الشباب وسنوات العمر الجميل ، وليس للإستسلام للتقاعد والعزلة وانتظار الموت ، بل هو إبتعاد عن الإكتئاب بالعودة الي ممارسة حياة الشباب من جديد ، وربما يفسر هذا أيضاً الرغبة المتزايدة لدى كبار السن في العودة مرة أخرى لمقاعد الدراسة في الجامعات الأوروبية من جديد ،من أجل تعلم أشياء جديدة تنشط الدماغ وتؤكد رغبتهم في التمسك بواقع حياة الشباب .

يرى كثير من أبناء كبار السن أنه لاتوجد مشكلة حقيقية في فارق السن الكبير بين الأباء والأبناء ، بل على العكس فانه عندما يكون عمر الوالد في عمر الجد فان ذلك في رأيهم أمرممكن وجيد .
غير ان رأي الآباء قد يشوبه بعض الحرج من سماع بعض التعليقات التي تتعلق بفارق السن الكبير لكن رجل الدين القسquot; شيش تنجquot; يقول أنني لا أكترث بذلك ، بل ويمكنني بكل سهولة التغاضي عن الإستماع الي التعليقات او الأسئلة المحرجة الآتية من بعض المتطفلين ، فالأمر خاص بي وحدي وأنا مقتنع به ، بل وسعيد .حتى من الناحية الدينية فليس عليه أي إعتراض ففي التوارة مثلاً تزوج سيدنا إبراهيم من سارة وانجبا إسحاق وهما في سن متقدمة ، اذا لدينا هنا رسالة دينية من السماء مفادها أن الأمر مقبول دينيا ً.

في الدول الصناعية يرى المختصين بأمور الأسرة أن ارتفاع سن الآباء فوق الأربعين أصبح ظاهرة واضحة تستلزم إعادة النظر في شكل العلاقات الزوجية بما يسمح بالزواج في سن مبكرة .

تقول دراسة إهتمت بنشرها الصحف الألمانية ان فريقا من باحثيين أميركيين وإستراليين قاموا بجمع بيانات أطفال مولودين في الفترة من سنة 1959 الي سنة 1965 وعددهم 33 ألف طفل وُلدوا لآباء يترواح عمرهم بين 15 سنة الي 65 سنة ، ومن ثم قاموا بفحص ملفاتهم من الناحية الطبية وإجراء المقارنات بين أعمار الآباء.عندئذ توصلوا الى نتائج هامة فالأطفال من نسل الآباء المسنين سجلوا درجات متدنية في اختبارات الذكاء في عدة اعمار بدأت من عمر 8 شهور ثم 4 سنوات وحتى 7 سنوات وذلك بمقارنتهم بأطفال من نفس الشريحة العمرية لكن من آباء شبان .
وخلصت تلك الدراسة الى ان العلماء يرون أن الجانب السلبي في العمر المتأخر للآباء ربما يرجع في عامله الأول الى رعاية الأبناء في هذه السن ـ إذ تصبح قدرتهم على خدمة أبنائهم غير فاعلة ، في نفس الوقت الذي ترى فيه الدراسة أن القدرة على الإنجاب المتأخر ليس فيه مشكلة ، ذلك أن إنقسام الحيوانات المنوية في سن العشرين تكون أقل من مثيلتها في سن الخمسين ففي العشرين يحدث الإنقسام بمعدل خمسين مرة أما في الخمسين فيصل الى ما فوق ال 840 مرة.