أظهرت دراسة جديدة ان المرأة تفضل البنات والرجل يفضل الصبيان.


فاجأت نتائج بحث حتى الباحثين أنفسهم من جامعة كوينز الكندية في اونتاريو الذين أجروا استطلاعا شمل أكثر من 2000 شخص في الجامعة بينهم طلاب وموظفون وأكاديميون من الجنسين سُئلوا عن جنس الطفل الذي يودون انجابه، فتبين أن الأمهات يفضلن إنجاب البنات فيما يفضل الآباء الصبيان. وافترض العلماء ان المشاركين سيبدون قدرا ضئيلا من التفضيل أو لن يفاضلوا بين الجنسين ولكنهم وجدوا ان هناك تفضيلا لجنس الذرية على أساس جنس أحد الوالدين مهما كانت الصيغة التي طرحوا بها السؤال.

وقال العلماء الذين أجروا البحث ان تفضيل أحد الوالدين لجنس الطفل الذين يريدان انجابه يتعارض مع الجهود الاجتماعية والسياسية الرامية الى الغاء كل أشكال التمييز على أساس الجنس وخاصة في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية.

ويُفسَّر تفضيل الرجل للصبي بمفردات النشوء والارتقاء. فان فرصة الرجل في الحفاظ على جينات العائلة تكون أكبر بانجاب أطفال أكثر مما تستطيع امرأة ان تحبل بهم. ولكن تفضيل المرأة للبنت ينطوي على عوامل أكثر تعقيدا ، لعل منها رغبة الأمومة في تقاسم خبرة الحمل مع ابنتها أو نظرة المرأة الى الأواصر العاطفية الحميمة بين الأم والبنت. ويرى الباحثون الذين أجروا الدراسة ان هذا عائد الى quot;دافع التركةquot; حيث المرأة الفخورة بما حققته من مكانة إجتماعية واستقلال اقتصادي تريد ان تشاطر بناتها هذه الحياة الكريمة. وكتب الباحثون ان هناك في الوقت الحاضر ميلا في المجتمع الأميركي الشمالي للتشديد على أهمية نجاح الفرد من خلال نجاح ذريته. وتشير البيانات المتوفرة حاليا الى ان الرجال عموما يرون فرصة توريث هذه التركة في الأبناء ولكن النساء عموما يرين فرصة توريثها في البنات.

ولم تتناول الدراسة مسائل شائكة مثل تمسك كل من الوالدين بانجاب طفل من جنسه أو جنسها بحيث يمارسان الانتقاء الجنسي لتحقيق حلمهما. ولكن مجلة الجمعية الطبية الكندية كتبت افتتاحية قالت فيها ان الوالدين يجب ألا يعرفا جنس الجنين إلا بعد 30 اسبوعا من الحمل عندما لا يعود الاجهاض جائزا. وليس من النادر ان يُجهض الحمل إذا كان الجنين بنتا في بلدان مثل الهند والصين ولكن يبدو انه يحدث بين جماعات عرقية في كندا والولايات المتحدة ايضا.

ونقلت مجلة تايم عن رئيس تحرير مجلة الجمعية الطبية الكندية الدكتور راجندرا كالي quot;ان هذا الشر يحط من قيمة المرأةquot; داعيا الى مكافحته بتأجيل الكشف عن المعلومات التي ليس لها أهمية طبية بالنسبة لصحة الأم الى ما بعد مرور 30 اسبوعا على الحمل. وقال كالي ان ابلاغ الحامل بجنس الجنين بعد الفحص بجهاز السونار عندما يكون الاجهاض ممكنا هو نقطة البداية في جريمة قتل الأنثى من وجهة النظر الطبية. واضاف ان للمرأة حقا في الاطلاع على معلومات تتعلق بصحتها والعناية الطبية بها ولكن جنس الجنين معلومة ليس لها اهمية طبية (إلا في حالة الأمراض النادرة ذات العلاقة بجنس المصاب) وهي لا تؤثر في مستوى العناية الطبية.

ونشرت مجلة الجمعية الطبية الأميركية في آب(أغسطس) تقريرا عن فحص للدم يحلل الحمض النووي للجنين بهدف معرفه جنسه بعد سبعة اسابيع فقط من الحمل. ويتوفر الفحص على نطاق واسع في أوروبا ولكنه أقل انتشارا بكثير في الولايات المتحدة.