: ابتكر الإيطاليون برمجة لتحسين الدقة في عمليات معالجة السُدٌ(إعتام عدسة العين)، أو (Cataract)، وهو مرض يصيب 25 في المئة من أولئك الذين يتجاوزون عمر الستين عام، حول العالم. ويسبب هذا المرض تعتيم العدسة البلورية، أي عدسة العين في الفقاريات، المسؤولة عن التعديل البؤريٌ من أجل الحصول على رؤية واضحة للصور.

وعولج هذا المرض قبيل عدة سنوات في مراحله المتقدمة، إنما يستطيع الجراحون اليوم التدخل بصورة استباقية ودقيقة. فالبحوث العصرية مالت أكثر فأكثر الى تمييز كل تدخل جراحي على حدا والتعامل مع حالة كل مريض بشكل منفصل. هكذا، تم ابتكار برمجة جديدة يتمكن الجراح من خلالها في احتساب مزايا العدسة الاصطناعية التي ستحل محل العدسة الطبيعية البلورية، بدقة مدهشة. ويقف وراء هذا الابتكار شركة (Cso)، وتتخذ من مدينة quot;فلورانسquot; شمال ايطاليا مقراً رئيسياً لها، بالتعاون مع معهد (Humanitas) أين يجري تجربة هذه البرمجة العصرية.

ويُلقٌم النظام الحسابي للبرمجة، المتمثل في واجهة استخدام، بالعديد من البارامترات (Parameters)، كما طول المحور البصري، وقطر القرنية وسمكها، والمسافة بين قرنية وقزحية العين. ثم تنقل جميع هذه المعطيات الى آلة قد تطلب من الطبيب أو الجراح، حسب المعلومات التي تستلمها، تفاصيل إضافية حول العين لتختار العدسة الأنسب لعين المريض. ثم تظهر المعلومات بأكملها على شاشة واحدة يمكن للجراح طباعة محتواها مستغنياً عن عشرات الصفحات الورقية الموجودة داخل ملف المريض. هذا ويحسن النظام الحسابي للبرمجة دقة التدخل الجراحي، ويسمح تعريف ميزات العدسة الاصطناعية التي ستُزرع في العين، بدقة، قبل بدء العملية.

والى اليوم، اختبر المراقبون البرمجة على ثلاثة آلاف مريض، منهم من أُخضع سابقاً الى عملية جراحية ومنهم من أُصيب بأمراض حساسة في قرنية العين. وكانت نتائج الاختبار جيدة. وتلجأ العمليات الجراحية الحديثة، لمعالجة إعتام عدسة العين، لزرع عدسات متعددة البؤر (Multifocal Lenses) تسمح أيضاً معالجة طول مرمى البصر (Presbyopia) في الوقت ذاته.

وفي الوقت الراهن، تكمن الصعوبة في نوع العملية الجراحية الذي يجب اتباعه. فلتصليح الحَسَر(قِصر البصر) يكفي تغيير سطح القرنية. فيما تفرض الجراحة الانكسارية (Refractive Surgery) لمعالجة مرض مد أو قصو البصر (Presbyopia) تمييز نظام ديناميكي للحصول على رؤية واضحة للصور من قرب. وتغير العدسة البلورية الطبيعية شكلها في العين اعتماداً على ما ينبغي عليها أن تراه، من بعد أو من قرب. لذا، يهندس الباحثون طريقة لتغيير شكل العدسات الاصطناعية القاسية. هنا، تلعب العدسات متعددة البؤر(لتعديل المساحة الممكن رؤيتها بوضوح) دوراً هاماً برغم أن الرؤية من قرب ليست مثالية بعد. وخمسين في المئة ممن خضع لعملية معالجة السُدٌ لم يتخل بعد عن لبس النظارات.

ويُلزٌم الأطباء الجراحون الى الأبحاث المستقبلية تطوير عدسات يتم زرعها بصورة دائمة في العين وتتخذ شكلاً معيناً داخلها بمساعدة أشعة الليزر. إلا أن ترويج هذا النوع من العدسات سيستغرق تنفيذ دراسات واختبارات تدوم عشر سنوات على الأقل