اتهمت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان الحكومة اليمنية بالتدخل في خصوصيات مواطنيها من خلال الرقابة المسبقة على شبكة الانترنت التي تنفرد بتقديمها والتجسس على رسائل مستخدميه عن طريق سلطات الأمن السياسي quot;الاستخباراتquot; التي قالت أنها تقرأ الرسائل الالكترونية الخاصة بالأفراد وحجب مواقع إخبارية وفلترة quot;رقابة مسبقةquot; وحجب مواقع أخرى بذريعة أنها مواقع إباحية ، مورداً أسماء عدد من المواقع التي تعرضت للحجب كمنتديات المستقلة وموقع مؤسسة quot;ناس برسquot; ، وموقع المجلس اليمنى وموقع صوت اليمن التي كانت تعمل في اطار التنسيق لمرشح المعارضة في الانتخابات الرئاسية التي جرت أواخر أيلول quot;سبتمبرquot; الماضي.
وحمل التقرير الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات أسباب تدني خدمة الانترنت ومحدودية استخدامها نظراً لارتفاع تكاليفها ، مشيراً إلى أن الحكومة اليمنية استعاضت عن الرقابة المباشرة والعامة لاستخدام شبكة المعلومات العالمية quot;الانترنتquot; بتقييد الاستخدام وذلك بصورة غير مباشرة عن طريق احتكار تقديم الخدمة بوزارة الاتصالات quot;تيليمن ويمن نتquot; فقط ولا يسمح لأي شركة أخرى بتقديم خدمة الانترنت ، والإبقاء على أسعارها مرتفعة للغاية لدرجة يعجز الكثيرين من المواطنين عن استخدامها أصلا مما يجعل اليمنيين من أواخر الشعوب العربية استخداماً للانترنت quot;حسب التقريرquot;.
وقال التقرير الذي صدر أواخر العام الماضي بعنوان الانترنت في العالم العربي .. مساحة جديدة من القمع ، وتحت عنوان فرعي خاص quot;اليمن كل الطرق .. تؤدي للخلفquot; أن الأوضاع الاقتصادية للمواطن اليمني تجعل الاتصال بشبكة الانترنت بما يحتاجه من أجهزة كمبيوتر ومصاريف للاشتراك مسألة محدودة للغاية ، مشيرا إلى أن عدد مستخدمي شبكة الانترنت في اليمن بمن فيهم الشركات التجارية والبنوك ومحلات الانترنت quot;المقاهيquot; تجاوز 300 ألف مستخدم بينما لم تبلغ مواقع الانترنت المستضافة لدى المزودين المحليين خلال نفس الفترة أكثر من 286 موقعا.
وأوضح التقرير أن الدولة رفعت في تشرين الأول quot;أكتوبرquot; 2005 أسعار تعرفة الهاتف الثابت وخدمة الانترنت بشكل مفاجئ وذلك بمقدار 50% من السعر السابق , وهذه الزيادة غير المبررة تتناقض مع التصريحات الحكومية الرسمية بالترويج لوسائل الاتصالات الحديثة ونشرها على أوسع نطاق لصالح نمو الاقتصاد اليمنى ، معتبرا أن مثل هذه القرارات تساهم في زيادة ابتعاد المواطن البسيط عن الدخول إلى عصر الانترنت ويؤثر سلبا على اجتذاب مشتركين جدد.