حاوره نصر جميل شعث: هو من مواليد صيدا لبنان 1945. درس الفلسفة ودرّسها في معاهد لبنان وجامعاته حتى هجره إلى المكسيك عام 1982. أسّس مع صديقه محمود شريح مجلة الحركة الشعرية في العام 1992، وهي المجلة الوحيدة التي تعنى بالشعر العربي المعاصر، وتستقبل المجلة النصوص من شتى البلدان العربية والمنافي، ويتم إرسالها مجاناً إلى المشاركين بالنشر فيها. هذا هي بصمة فريدة من بصمات الشاعر قيصر غفيف في إطار خدمة الشعر. وأما عن بصماته الشعرية : فقد صدر له العديد من المجموعات الشعرية التي نشرها في بيروت، وفي بعض العواصم العربية والأوربية، وهي :rdquo;والكلمة صارت شعراًrdquo;،rdquo;ثلاثية المنفىrdquo;،rdquo;كتابة على الحيطانrdquo;ldquo;للشعراء فقطrdquo;، وrdquo;اللغة والمدينةrdquo;. لديه أيضاً مقالات متعددة في الفلسفة والروحانيات، بالإضافة إلى عدد من الترجمات عن الإسبانية والإنكليزية ؛ فكان نقل إلى العربية الكثير من الأعمال الشعرية لأوكتافيو باث ودواوين شعرية لأهم شعراء المكسيك وإسبانيا. وبعض شعراء الهايكو الياباني.. أصدر أحد الدواوين الشعرية للشاعر عمر باوند، وهو ابن الشاعر العالمي المعروف عزرا باوند، وهناك إصدار أنيق صدر عنrdquo;دار نلسrdquo;في السويد وبالتعاون مع مجلة الحركة الشعرية ؛ يتضمن قصائد مختارة للشاعر المكسيكي، اللبناني الأصل، خايمي سابينس، قام بترجمتها إلى العربية الشاعر قيصر عفيف.

قيصر عفيف
وهكذا ارتبط اسم الشاعر بمجلته، على أساس انتمائه المخلص للـrdquo;شعرrdquo;الأكثر انفتاحاً على عالمية الكلمة. لقد درجت العادة الصحفية عند طرح الأسئلة حول الشعر، أن يتمنّى الصحفي على الضيف الإدلاء بإجابات كبيرة، طبعاً من حيث الحجم، ربما لملء فراغ الصفحات الثقافية الثرثارة ؛ إلا أن الحال هنا مختلفة، فالإجابة الكبيرة لدى ضيفنا، ليست، حتماً، ما تؤخذ بكبرها وكمية التكلّم حول السؤال ؛ هذا ما نجده لدى الشاعر قيصر عفيف في إيجازه الكبير عبر إعطائه إجابات محددة ودقيقة ويقظة. له آراؤه الخاصة. في إجاباته روح وشجاعة نقدية، مبنية على التفكير. لا ينساق مع الطرح التجريدي، ولا يعطي أحكاماً عامة ومطلقة ؛ فهو لا يحب أن يتعاطى مع مقولات جاهزة أو أن يبني آراءه على أحكام مسبقة.

حتى في أشد القضايا الثقافية والسياسية إشكالية له جانب من الخصوصية، وعدم الانسياق مع سياقات الرأي العام، وأساليب التهليل والردح الشعبي. يقول في قصيدتهrdquo;جيل الوداعrdquo;: ( كلـهم يمـرّون أمامي : الجالسون على قارعة التاريخ / يعيشون الكذبة الصفراء والضجر / ثعالب الحرية بنظراتهم المراوغة /عهّروا الشرائع / جـوّزوا شريعة الـمغانم / محترفو العنف تشدهم أساطير السيطرة / سارقو الهيكل/ مدنسو التعاليم / ليسوا الضيوف كما يدَّعون / وإنّما اللصوص المغضوب عليهم / يختبئون تحت بساط اللغة/ويـبسطون للناس وليمة الموت والقهر / هؤلاء هم الجبابرة الضعفاء / تفوح منهم الفواجع. * * * ويـمرُّ أمامي الضعفاء الجبابرة / أصحاب الدار بمشيتهم الحزينة / وأجسادهم النحيلة / بأصواتهم الباهتة / وصدور أطفالهم العارية إلاّ من الرصاص / متـعبون، يتمايلون بخطواتهم المترددة / ورؤوسهم المرهقة / الخرافة طريقهم /يتخفون في أكاذيبها، يتعثَّرون /وينجرفون في مذاهب شتّى /بعضهم باع الوطن بفضة المناصب /وبعضهم صامد أمام الجنون /صامت أمام الجوع /يتحدّى مخالب التـنين. / * * *الذين زرعوا الرعب / حصدوا الحرب / والذين زرعوا الحرب /حصدوا الموت / كلّهم يقتحمون المكان الراكد / يزحطون إلى كهوف الهلاك / ويستـنقعون في غيبوبة الفراغ./ رائحـة الزمان ثقيلة عليّ / يا حسرتي / فهؤلاء وأولئك أبناء جيل الوداع / يرتعون في العتمة الواحدة / أتصلح القصيدة مصباحا؟ ).

توجهنا باسمrdquo;إيلافrdquo;للشاعر بالأسئلة التالية، فحصلنا منه على هذه الإجابات :
-كونك ترعى إصدار مجلةrdquo;الحركة الشعريةrdquo;في المكسيك، ما هي ملامح الكتابات الشابة، هل هي هُوية ملتبسة ومعلقة في هوّة بين الالتزام والنزوة. أم أنها أصوات متجاوزة تجهر بالقطيعة والتمرد والاختلاف؟

تسألني عن ملامح الكتابات الشابة. يصعب علي أن أعطي أحكاماً عامة تنطبق على الشعر المعاصر كله. تقع هذه الكتابات ضمن موشور واسع فيه الهوية الملتبسة وفيه الالتزام لقضية أو شكل، وفيه الأصوات التي تصرخ متمردة على الشكل وكل المحرمات. ولهذا تجد أن الشاعر العربي المعاصر لا يختلف كثيرا عن شعراء جيله من الأجانب. تراه مثلهم في عملية بحث دائم عن هُويته ومركزه في الوجود. وهو مثلهم تؤرقه قضايا العصر السياسية والاجتماعية والبيئية. وهو مثلهم معلّق بين تراث من الماضي قطع معه وبين تراث عـالمي استقى تجربته من إتقانه للغات حضارات أخرى. لكنني ألاحظ أن الشاعر العربي المعاصر ربما يكون أكثر هجرة من دياره. شدته المغامرة أو دفعته سياسة الأوطان إلى الرحيل فاستقرّ في الجهات. ولكنني قليلاً ما أجد أثر المكان الجديد في اختراع الصورة ؛ فكثيراً ما تصلني قصائد كتبت في شمالي أوربا أو كندا واستراليا تستمد صورها من بغداد ودمشق وبيروت. وهذا ليس عيباً، ولكن ما أريد أن أقوله أن الاختلاف كبير، ولا نستطيع حصر الموضوع بكلام عام.

-يشترط لصمود واستمرارية الموهبة الحقيقية أن يكون صاحبها واعياً ومقدّراً لها ؛ هذا الشرط أساساً تكفله الموهبة.. ويأتي دور الشعراء والنقاد لكشف وتصقيل وتثقيف الموهبة وإكساب الموهوب المزيد من الضوء. في ضوء الموهبة و- الحضّ المفترض - على إذكائها.. كيف تقيّم، الآن، دور النقاد؟ وهل تتمتع حركة النقد بفضيلة الحياد، وهي تقول النقد؟ أم مع جري الصحافة هناك ضرورة للتآمر والتواطؤ؟

تسـألني عن الحركة النقدية. هذا السؤال يؤلمني لأني لا أعرف لها وجوداً جدياً في الثقافة المعاصرة. ربما يعود السبب إلى الانحطاط العام في جميع سبل الحياة عندنا، نحن العرب. وكما الثقافة تعكس الحياة كذلك النقد يعكس الإبداع. لا أحب أن أتعاطى مع الموضوع من خلال مقولات التآمر والتواطؤ. ولا أريد أن أصدر أحكاماً عامة على نقد الشعر المعاصر. لكني أتمنى أن أشير إلى بعض الملاحظات التي كوّنتها من قراءة المقالات النقدية في المجلات الأدبية التي تصدر في بعض البلدان العربية ؛ فمعظم هذه المقالات تشير إلى مكامن الجمال في النص الشعري وإلى المعنى الذي قصده الشاعر. وأحيانا قليلة جدا أقرأ هجوما على النص، ربما يكون صاحبه على خلاف مع الشاعر لأنه في رأيي المتواضع إذا قرأت كتاباً ولم يعجبك لا ضرورة للكلام السلبي عليه يكفي أن تهمله. ولكني لا أجد الناقد الذي يوجِّه الشاعر الشاب. الشاعر العربي مسكين يتخبط وحيداً بين المدارس والأساليب، بين الجديد والقديم، ويقف باكراً على قدميه دون توجيه لا في كتابة النص، ولا في اختيار الشكل، ولا في أي أمر آخر. لهذا تراه يتخبّط في الفوضى حتى يتسنى لهrdquo;معلمrdquo;أو حتى يحصل على ثقافة يتأصل فيها وتكون سبيل نجاته.

-تقوم الفلسفة على ثلاث مرتكزات أساسية (الحق، الخير، الجمال )، أما الشعر، كما عهدنا أن نعرّفه، فهو فنّ القول الجميل. ولكنه ينحاز، بشكل من الأشكال، للمعرفة والبحث عن الحقيقة. سؤالي هو : هل بإمكاننا، إضافةً لما سبق، ترجمة الشعر إلى سلوك. وفي حال اعتبرنا الشعر سلوكاً، لماذا، إذاً، الانفصام بين الشاعر وسلوكه. لماذا لم يغيّر الشعر من سلوك قائله، قبل أن نطالبه بتقويم سلوك الجماعة؟

قد لا أشاركك اختصار مرتكزات الفلسفة على هذا الشكل. كما لا أشاركك الرأي تماماً بأن الشعر هو فن القول الجميل، لأن النثر أيضاً فن القول الجميل، وإن غاب الجمال عن نثرنا العربي المعاصر فبفضل الصحافة والكتابة السريعة. ثم إن الفلسفة هي التي تبحث عن الحقيقة لا الشعر. وربما يتسنى لنا في المستقبل مَن يكتب كتاباً يتناول فيه الشعر والفلسفة ومدى اختلافهما وتطابقهما في التجربة الإنسانية الشاملة.
أما عن تساؤلك عنrdquo;الانفصامrdquo;بين الشاعر وسلوكه و لماذا لا يغيّر الشعر سلوك صاحبه فأمر مستغرب لديّ. لماذا تطلب من الشعر أن يكون له دور في تجاوز هذا الانفصام وتقويم سلوك الجماعة. الشاعر هويته حريته الكاملة في التصرف الفردي، في طرق التعبير، وفي السلوك الاجتماعي. والشعراء لا يأبهون عادة بمن يراقب سلوكهم. ما تطلبه من الشاعر هو من جوهر دور رجال الدين. هم الذين يعيشون حالة الانفصام هذه على أفضل ما تكون. يقولون ما لا يفعلون. بين سلوكهم وكلماتهم طلاق أبدي إلا في حالات نادرة. أعطِ الشاعر الحرية ولا تطلب منه شيئاً. دوره أن يقول ما توشوش له الحياة. ألا يكفينا منه هذا.

-ربما أن حيرة الشعراء والنقاد أمام تعريف ماهية قصيدة النثر، فاقت من حيث الكم والمساحة حيرتهم أمام تعريف الشعر.. إلى أي حد يشغلك غياب التعريف؟ أم انتهى بك الأمر إلى الحكم بالذوق، لا بالشروط، على ما يكتب؟

الحقيقة لا يشغلني أبداً غياب تعريف عن ماهية الشعر أو ماهية قصيدة النثر، وأعجب من الذين يحتارون أمام هذه الأمور. قد تكون هذه لعبة مسلية للفلاسفة الذين يهتمون في علم الجمال أيrdquo;الإستطيقquot;. أنا شخصياً حسمت الأمر منذ فترة. لا أميز بين قصيدة النثر والشعر أبدا. التمييز الوحيد الذي أقول به دائما هو بين الشعر والنثر. النثر هو النص الذي لا يقبل أكثر من تفسير واحد واضح المعنى. إن ازدادت معانيه خان حقيقته. أما الشعر فحمّال معان وتفاسير. إن اكتفى بمعنى واحد قارب النثر، ولو كانت موسيقاه صادحة وبلاغته أخَّاذة.

-يقول صموئيل بيكيت على لسان بوزو في مسرحيته الشهيرةrdquo;في انتظار غودوrdquo;:rdquo;العُمي ليس لديهم فكرة عن الزمنrdquo;.. بالنظر في حالة عماء العقل العربي، هل ثمة أمل في مجيء عصر الأنوار؟ أو قدرنا أن نظل في انتظار ما لا يجيء؟

أنا لا أؤمن بالقدر إلا من حيث أن الله تعالى هو القدر. أؤمن أننا نحن، جماعات وأفراد، نخلق أقدارنا. ما تسميه عماء العقل العربي فيه إجحاف كثير لعقول عربية كثيرة أرادت واستطاعت أن تتجاوز زمن الانحطاط الذي تراه حولك. العقل العربي، ما عدا السياسي منه، بألف خير. المصيبة في السياسيين الرسميين وغير الرسميين الذين يريدونك أن تفكر كما يفكرون، أن تقبل ما يقبلون، أن ترفض ما يرفضون سياسية كان الموضوع أم دينا. يقبضون على حريتك ويأسرون أفكارك بسلاسل أوهامهم، يتركونك في الحلكة ويطلبون منك أن تبد ع عصر أنوار.

-في إطار كتاب مشترك يتناول العلاقة بين الرواية والتاريخ يرى الروائي الجزائري واسيني الأعرج أن :rdquo;ما يحدث اليوم في العراق من مجازر يومية لا يربك التاريخ وحده، ولكن المتخيل كذلك؟rdquo;ما الذي يمكن قوله عطفاً على ما تقدّم؟

ليس من كلمة تختصر الوضع في العراق. لا يربك التاريخ ولا المتخيل بل الكرامة الإنسانية بكل ما في الكرامة من معنى. أمام ما يحدث تخجل من أن تكون إنساناً. لم يبق للعراقي حق من الحقوق الطبيعية التي نصّت عليها شرائع الأمم. بعد العراق حقوق الأمم عار عليها وعلى أبنائها. المأساة الأخرى أنناrdquo;تعوّدناrdquo;على ما يحصل، تحجرت قلوبنا وجرَّتنا جرائم العراق إلى الاستكانة بدل التمرد، إلى التسليم بالأمر الواقع بدل الاعتراض المستمر عليه.

- ماذا عن طهرانية المثقف؟

لا أعرف تماماً ما المقصود بالطهرانية. إذا كان المقصود الإخلاص للقضية فهذا ليس مقصوراً على المثقف. على كل إنسان أن يكون مخلصاً لما يعمل. إذا كان المقصود أن يكون المثقف غير ملوث بشيء فمن منا، نحن البشر، خال من العيوب. المثقف إنسان وما يميّزه عن غيره سعة أفقه واتساع رؤيته وبـُعد نظرته.


- ماذا عن الظرف السياسي في لبنان؟
السياسة في لبنان لا شبيه لها في أي بلد آخر. المؤسف في الوضع اللبناني أنك على يقين إنه في نهاية الأمر ستتم المصالحة بتقبيل اللحى والذقون، وعفا الله عما مضى ورحم الأموات وساعد المنكوب.. ولنبدأ من جديد. كلما سمعت سياسيا لبنانياً يدافع عن وجهة نظره تذكرت قصة تروى عن جحا. نُصّب قاضي قضاة المدينة وجلس على قوس المحكمة. دخل المدعي وعرض قضيته عليه، استمع جحا بانتباه تام، وحين أنهي المدّعي كلامه قال له :rdquo;أنت على حقquot;. اعترض المدعي عليه وطلب من القاضي جحا أن يصغي إلى روايته. وافق القاضي وبدأ المدعي عليه يسرد وقائع القضية. ولما انتهى نظر إليه جحا قائلا :rdquo;وأنت أيضاً على حقrdquo;ولما اعترض مستشاره قائلا :rdquo;يا حضرة القاضي من المستحيل أن يكون المدعي والمدعى كلاهما على حق.rdquo;ابتسم جحا وقال لمستشاره : وأنت أيضا يا عزيزي على حق !

- يقول أوكتافيو باث في كتابهrdquo;القوس والقيثارةrdquo;: (ldquo;غالباً ما ننسى أن الإمبراطوريات والدول شأنها شأن كل الإبداعات البشرية الأخرى مُشيّدة من الكلمات، أي أنها أحداث كلامية. ومن كتابrdquo;الحولياتrdquo;لكونفوشيوس يذكر باث سؤال الحكيم الصيني لـ تسولا : ما الإجراء الأول الذي ستتخذه إذا ما دعاك دوق لإدارة شؤون بلاده؟ أجاب :rdquo;إصلاح اللغةrdquo;.. يعلق باث : نحن لا نعرف أين يبتدئ الشر، أفي الكلمات أم في الأشياء؟ ولكن عند ما يفسد الكلمات وتفقد الكلمات صوابها، فإن معنى سلوكنا وتصرفاتنا سيتسم أيضا بعدم اليقين؟ ) في ضوء ما سبق ماذا تقول عن شخصيات، كإدوارد سعيد وهشام شرابي، اقتربت مِن تعريف المثقف المفكر صاحب القدرات المبذولة فيrdquo;تصحيح اللغةrdquo;وتقويض خطابات الغرب والأنظمة الكلامية من ديمقراطية، وعولمة، ومحاربة إرهاب؟!

لا استطيع أن أعطي أحكاما عامة على مفكرين من وزن ادوارد سعيد وهشام شرابي رحمهما الله لم يتسنَّ لي أن أعرف الأول معرفة شخصية، أما الثاني فكانت تجمعني به صداقة وكثيراً ما كنت أجتمع به عندما أزور بيروت في كل صيف. لم يعمل الأول ولا الثاني على تقويض لغة الغرب، وإنما عملا، كل واحد من زاويته الخاصة، على تصحيح الرؤية العوجاء التي أراد الغرب أن يرى من خلالها القضايا العربية. والرؤيا العوجاء تخترع كلمات تزيف الواقع كما هي الحال في ما نعتبرهrdquo;مقاومة وطنيةrdquo;وما يسميه الغربrdquo;إرهاباrdquo;. إلا أن المؤسف أحياناً كيف يردد إعلامنا وصحافتنا كلمات أراد بها الغرب السوء. أتذكر كيف راحوا يرددون في الأسابيع الأولى لاحتلال بغداد ما سموهrdquo;المثلثrdquo;السني وراحت صحافتنا كالببغاوات تردده، وكان مؤشراً لما نراه الآن. من الضروري جدا أن نقوم بعملية مستمرة لتصحيح الكلمات في اللغة، خصوصاً الكلمات الجديدة المستمدة من قاموس الغرب الثقافي مثلrdquo;العولمةrdquo;وrdquo;اقتصاد السوقrdquo;وquot;نهاية التاريخrdquo;وفكرةrdquo;التدمير البناءrdquo;التي طرحها في التداول الثقافي الأمريكيrdquo;مفكرونrdquo;من المحافظين الجدد.

- وأخيراً، تعال نهرب من فصول الديمقراطية والعولمة والإرهاب، إلى فصول المرأة، بهذا السؤال الرومانسي : ربّ امرأة بابتسامتها أوجدت في قلب الإنسانrdquo;نيسانَrdquo;لا يؤمن بتراتب عودة الفصول.. المرأة في حياتك هل هي ربيع أم شتاء؟

المرأة عندي هي كل الفصول : ربيع وصيف، خريف وشتاء. ولكن ماذا يعني هذا الكلام؟ لا شيء على الإطلاق لأن السؤال مبني على التجريد، وفي الواقع لا أتعاطى في حياتي معrdquo;المرأةrdquo;، لأن لا وجود لها. لو سألتني عن ليلى أو سلمى، عن هيفاء أو سناء.. لربما كان بالإمكان أن أقول شيئاً له معنى.