مروة كريدية ndash; دبي: شدد معدو تقرير المعرفة العربي 2009 على أن الشعوب العربية شعوب فتية مما يوفر لها فرصة تاريخية إذا ما تم الاستثمار في الأجيال الناشئة وخاصة الشباب، وقد جاء تقرير quot;المعرفة العربي للعام 2009: نحو تواصل معرفي منتجquot; كنتاج للتعاون المشترك بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي/المكتب الإقليمي للدول العربية. وقد تم إطلاق التقرير خلال فعاليات المنتدى الاستراتيجي العربي. الذي انعقد مؤخرًا .
ويأتي التقرير ضمن المبادرة التنموية الأكبر من نوعها على مستوى المنطقة بهدف تطوير وإقامة قاعدة معرفية وشاملة عن طريق بناء جيل من قادة المستقبل في القطاعين العام والخاص ممن يمسكون بناصية المعرفة ويوظفونها لمواجهة تحديات التنمية في مجتمعاتهم ، والارتقاء بمستوى البحث العلمي والتطوير وتحفيز الريادة في الاعمال ..

التقرير يركز على العلاقة العضوية بين ثلاثية المعرفة والمجتمع والتنمية بناء على ما جاء في تقرير التنمية الإنسانية العربية 2003 بأن المعرفة أحد أهم التحديات التي تواجه المنطقة العربية إلى جوار ( حماية الحريات و تمكين المرأة).

التقرير انتقد ايضًا ضعف الاستثمار في مجال المعرفة في المنطقة العربية وقد أكد مدير التقرير بصندوق الأمم المتحدة الإنمائي الدكتور غيث فريز على أن الشعوب العربية هي فتية حيث يشكل الشباب 30% من مجموع السكان فيما تبلغ نسبة السكان الذين تقل اعمارهم عن ثمانية عشر عاما 48%

وأضاف:quot;أعتقد أن أمامنا تحد ولكنه أيضا فرصة من خلال أجيال الشباب والأطفال والناشئة الذين سيلجون إلى أسواق العمل ودوائر الانتاج خلال السنوات القادمةquot;.
التقريريحدد المطلوب لأن تكون هذه الفتوة السكانية فرصة وليس عبئا على المجتمعات العربية وذلك إذا تم إعداد هذه الأجيال وتوجيهها نحو الاختصاصات الصحيحة ومن ثم تأهيلها وتزويدها بالمعارف المطلوبة في القرن الحادي والعشرين والتي تمكنهم من التواصل مع الداخل والخارج والتفاعل مع التقدم الثقافي والمعرفي التي تتيح التعامل الإيجابي فيما يتعلق بالعلوم الإنسانية.

وأشار التقرير إلى أن المنطقة العربية حققت تقدما في العقود الماضية في مجالات المعرفة وخاصة التعليم حيث انخفضت نسبة الأمية بين الكبار لتصل حاليا 28% تقريبا وزاد عدد الملتحقين بالمدارس من الجنسين ولكن الاستثمار في التعليم والمعرفة لا يتعلق فقط ببناء المدارس والجامعات والمراكز العلمية والثقافية

التقرير أيضا يركز على ضرورة تطوير نوعية المدارس ونوعية التدريب وماذا نعلم هو ندرس الفكر النقدي والتعامل النقدي مع الأمور أم التعليم عملية تلقين وتحفيظ، وأيضا التجاوب مع احتياجات السوق من جهة والتجاوب مع التغيرات التي حصلت وتحصل في عملية التفكير بطرق الاقتراب والتعامل مع حل المشاكل وكذلك ما هي الاختصاصات التي يتعلمها أبناؤنا. والتقرير كذلك يشير إلى أن أداء التلاميذ العرب هو أقل من اداء التلاميذ في كثير من مناطق العالم الأخرى.

التقرير تمحور حول نقاط عدة وأظهر امور أهمها :

أظهر التشخيص بعض التقدم في مظاهر مجتمع المعرفة العربي

- أبرز أيضا العديد من الفجوات التي ينبغي لها التصدي بجدية وحزم إن أردنا إقامة مجتمع منتج للمعرفة .

- رصد أحوال أهم مرتكزات مجتمع المعرفة المأمول ووضع القواعد اللازمة له .

- اعتنى أحد فصول التقرير بالتحديات التي تواجه المحتوى الرقمي العربي متوقفا أمام ضحالة هذا المحتوى مقارنة مع المحتوى الرقمي العالمي ..

- اهتم بموضوع تطوير اللغة العربية من أجل أن تصبح قادرة على أن تكون الوعاء والوسيلة القادرة على إنتاج المعارف الملائمة لمتطلبات الواقع العربي كما أشار إلى فقر اللغة العربية التقني مقارنة مع اللغات التي تمتلك ناصية المجال التقني المعلوماتي وإلى أنه يجب تطويرها لتصبح قادرة على تركيب المحتوى الرقمي بما يوسع مكاسب العرب في هذا المجال .

- تطرق لموضوع الإبداع في المعرفة العربية و وسع من نطاقه ليشمل الإبداع في كافة الأمور الإنسانية والاجتماعية والإبداع الفني ..

- تطرق لمشكلة تراجع الحريات في المنطقة العربية وغيابها عن أغلب المستويات (فكريا ، اقتصاديا ، ثقافيا ، اجتماعيا ) ونوّه بأن الحرية قاطرة للمعرفة ..

- بنى التقرير في نهايته رؤية وخطة عمل (متدرجة) من أجل التصدي للفجوات المعرفية التي كشفت عنها ملامح فصول التقرير ومن أجل تخطي الانغلاق والفقر المعرفييّن في المنطقة