إيلاف:نظمت دار العين للنشر في القاهرة ندوة بمناسبة مرور ثمانين عاما على ميلاد شاعر العامية المصرية صلاح جاهين، وأكدت د.فاطمة البودي رئيس دار العين للنشر أن جاهين شاعر غير تقليدي سبق عصره، وسيظل في ذاكرة المصريين إلى الأبد، وهو يعيش بيننا بأشعاره لأنه ترك بصمة لا تمحى في وجداننا.
قال الشاعر بهاء جاهين إن الفن كان مزاج جاهين وملعبه، فقد آمن بأن الفن نوع من اللعب مهما احتوى أفكاراً ومشاعر ومواقف سياسية أو اجتماعية أو فلسفية، وكان يرى أن الفن لو كان مجرد تعبير لكان المقال هو الوعاء الأمثل لتلك المهمة، وإلا لماذا يجتهد الشاعر في البحث عن قوافٍ في نهاية كل سطر، ويحرص على انضباط الإيقاع إن لم يكن كل هذا نوعاً من اللعب اللذيذ الممتع للاعبه ولمتفرجه، أي للقارئ.
وتحدث الكاتب الصحافي محمد توفيق صاحب كتاب ldquo;أيام صلاح جاهينrdquo; فقال لا يمكن اختزال صلاح جاهين بقدراته الهائلة ومواهبه المتعددة في كونه مجرد شاعر أو رسام كاريكاتير أو مؤلف أغانٍ حتى لو نصبته مكانا متوجا على كل هذه الفنون، لأنه يحمل روح فيلسوف كبير تختلف نظرته وتتعمق باتساع مواهبه.
أما الروائي يوسف القعيد فقال إن شخصية صلاح جاهين تكمل إبداعه، فهو يكمل مسيرة الإبداع المصرية بفكرة حضوره الشخصي، ورغم كل الصخب والضجيج إلا أنه كان في منطقة حزينة حقيقية تنطبق عليه المقولة الشهيرة ldquo;الإنسان يضحك الناس ويشيل الهم لنفسهrdquo;، وقال عنه نجيب محفوظ بعد عودة صلاح جاهين من موسكو عام 1957 ورآه نحيفاً ونقص وزنه، لقد نقص صلاح النصف الحلو وكانت رباعياته مجموعة من الحكم المقطرة ناتجة عن شخص بداخله قدر حقيقي من الاكتئاب.
أما الشاعر شعبان يوسف فقال، إن صلاح جاهين مازال مجهولاً وقد نشر أول مناشدة بعنوان ldquo;مطلع يوم جديدrdquo; وكان عمره عشرين عاماً في جريدة الملايين. وكان أول من كتب قصيدة نثر بعنوان ldquo;الدهبrdquo; عام 1953 ونشرها في مجلة ldquo;بنت النيلrdquo;، وكانت قصيدة نثر بالفصحى سبق بها محمد الماغوط وقد ظلم تراث صلاح جاهين حيث تم تقطيعه إلى رباعيات وأغانٍ شعبية وأوبريتات ما أدى إلى تمزيق شعره.