quot; الوزراء والكتاب quot; كتاب جديد لمصنفه أبي عبدالله محمد بن عبدوس الجهشياري المتوفى سنة 331 هـ. والكتاب من أهم ما كتب في رسوم دار الخلافة في العصر العباسي، وقد أعاد بناءه وعني بتحقيقه الأستاذ إبراهيم صالح، الذي أخرجه وحققه تحقيقاً علمياً، للمرة الأولى، كضرورة ملحة للمكتبة العربية، خاصة وأن للكتاب نسخة خطية واحدة مختصرة وناقصة.

ويصدر الكتاب في إطار الاحتفاء بالذكرى المئوية لوفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد الأول اعتزازاً بمسيرة البناء التي يتابعها اليوم أحفاده الكرام، وهي الاحتفالية التي أطلقتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في مايو 2009.

والكتاب يسرد أسماء كتاب ديوان الإنشاء والذين صاروا يسمون فيما بعد وزراء، لدى كل خليفة من خلفاء المسلمين، بدءاً بكتاب الرسول صلى الله عليه وسلم ثم الخلفاء الراشدين من بعده، وبعد ذلك خلفاء بني أمية والخلفاء العباسيين، حتى زمن الخليفة العباسي المعتضد بالله، ويورد مجموعة من أخبار الخلفاء فيما له صلة بكتابة الإنشاء أو بكاتب من كتاب الإنشاء في عصر هذا الخليفة أو ذاك.

وجاء في مقدمة التحقيق للكتاب quot; إنه من أهم المصادر التاريخية التي تبحث في الحياة السياسية للعصور الإسلامية، على امتداد خارطة العالم الإسلامي آنذاك، والتي تبحث في تطور النظم الإدارية في كل عصر، حسب ما تفرضه احتياجات العصر، واتساع رقعة الدولة.

ولقد تعرض الكتاب إلى محنتين قاسيتين، هما الاختصار والبتر، كما أن للكتاب نسخة خطية وحيدة، تحتفظ بها مكتبة دار الكتب الوطنية بفيينا، تحت رقم 916، وتقع في 204 ورقةquot;.

وعن هذه النسخة أصدر المستشرق هانز مزيك طبعته المصورة عام 1926م، فأسدى بذلك إلى العلماء والباحثين يداً بيضاء لا تنسى، وقد رمز لنسخته الأصل بحرف quot;صquot;، وقد كتبت بخط نسخي جميل، مضبوط، يوحي ضبطه للوهلة الأولى، بأن الناسخ من أهل العلم، ولكن ذلك لا يستمر طويلاً، إذ سرعان ما يكتشف الباحث زيف هذا الضبط، وعدم الدقة في أسماء الأعلام، ولا سيما أسماء الكتاب والوزراء الذين هم مادة الكتاب الرئيسة، وعن هذه النسخة الوحيدة صدرت للكتاب طبعتان في القاهرة في عام واحد 1938مquot;.

وختم إبراهيم صالح مقدمة تحقيقه بالقول quot;لقد كابدت مشقة كبيرة في سبيل إظهار هذا الكتاب سليماً معافى من العيوب ونسخة كاملة، فهذه أول طبعة علمية يصدر بها هذا الكتاب الجليلquot;.