النتائج محسومة قبل تشكيل اللوائح في بعلبك الهرمل
المعركة لتقليل أصوات مرشحي quot;حزب اللهquot; وليس إسقاطهم

ركان الفقيه من بعلبك ( لبنان) :
تزداد حمأة المعركة الانتخابية في لبنان كلما اقترب موعد اجرائها في السابع من حزيران المقبل، في مجمل الدوائر الانتخابية بشكل متفاوت، وذلك تبعا لمستوى المنافسة الذي يحكم تلك العملية في كل دائرة، خصوصا ان العديد منها قد تم تحديد نتائجه سلفا من خلال الطابع المذهبي والطائفي للاكثرية الساحقة في كل دائرة، حيث ستحسم quot;اكثرياتهاquot; اسماء ممثليها في الندوة البرلمانية عبر تسميتهم من قبل الزعامة السياسة للطائفة المعنية .

وتدخل دائرة بعلبك- الهرمل التي تشكل الغالبية الشيعية العدد الاكبر من سكانها، اي ما يقارب الخمسة والستين في المئة في عداد الدوائر التي بات ابناؤها يعرفون منذ الآن اسماء ممثليهم في الندوة البرلمانية المقبلة، وهم النواب السابقون أنفسهم باستثناء النائب جمال الطقش الذي استبدل بالمسؤول عن العمل البلدي في quot;حزب اللهquot; حسين الموسوي (ابو هشام) والنائب عن المقعد السني اسماعيل سكرية بشقيقه العميد المتقاعد في الجيش الوليد محمد سكرية، وبقاء المقعد الشيعي السادس قيد quot;بورصةquot; التداول، وان كانت الأمور خلال اليومين الماضيين قد دلت على ميل واضح إلى استبعاد رئيس المجلس النيابي السابق حسين الحسيني الذي بداوكانه يسلم بالأمر من خلال بيان صدر عن مكتبه، يظهر فيه طابع اعتذاري عن الاستمرار في المعركة الانتخابية اكثر من التصميم على خوضها. وتعود خلفية موقف الرئيس الحسيني الى غياب مرشحين اقوياء في المنطقة يمكنهم تشكيل نواة لائحة تستطيع تأمين منافسة جدية في مواجهة لائحة حزب الله، خصوصا بعد عزوف النائب والوزير السابق البير منصور عن الترشح بعد تداول اسمه بشكل جدي كمرشح على لائحة quot;حزب اللهquot; نفسها عن المقعد الكاثوليكي الذي حسم اخيرا لمصلحة النائب القومي السوري مروان فارس ، كما حسم المقعد الماروني لإميل رحمة القريب من الجنرال ميشال عون حليف quot;حزب اللهquot;، بدلاً من النائب الحالي نادر سكر الذي ترك حزب الكتائب بعدما غادره رئيسه السابق كريم بقرادوني وحلّ محله الرئيس أمين الجميّل.

يمكن التاكيد ان التكتيك الانتخابي الذي اتبعه quot;حزب اللهquot; في منطقة بعلبك- الهرمل، قد ادى الى تشتيت القوى المنافسة له التي كان في امكانها ان تؤلف لائحة قوية في مواجهته، عبر الايحاء لكل من الرئيس الحسيني والوزير منصور بحجز مقعدين لهما على لائحته حتى اللحظة الاخيرة، مما جعلهما في موقف انتظاري اربكهما وشل قدرتهما على الاعداد المسبق لمعركة ناجحة، تبدا بوضع اسس التحالف بينهما باكرا .

واذا كانت المنطقة تبدو ذاهبة الى تشكيل اكثر من لائحة منافسة للائحة quot;حزب اللهquot; قوامها بعض الزعامات العشائرية او الشخصيات المستقلة والمدعومة من quot;تيار المستقبلquot; او quot;تيار الانتماء اللبنانيquot; (احمد الاسعد) فان حظوظ هذه اللوائح بالفوز، او اختراق احد اعضائها للائحة quot;حزب اللهquot; يبدو احتمالا ضئيلا جدا، اذا لم يكن شبه مستحيل في ظل انكفاء المرشحين الاقوياء، واقتصار الترشيح على عدد من الاسماء المدعومة من quot;تيار الانتماء اللبنانيquot; في الوسط الشيعي، وquot;تيار المستقبلquot; الذي تبقى قاعدته محدودة في المنطقة، نظرا إلى النسبة التي لا تتجاوز العشرين في المئة للكتلة السنية، من أصل العدد الاجمالي لسكان المنطقة. وجل ما تتطمح اليه اللوائح المذكورة، يتمثل بالتقليل من نسبة الاصوات التي ينالها مرشحو quot;حزب اللهquot;.
يبلغ عدد الناخبين في بعلبك - الهرمل للعام 2009 بنحو 253974 شخصاً، أما عدد المقترعين فقد يصل الى نحو 135312، يشكل الشيعة نحو 77 في المئة منهم.