إبراهيم عوض من بيروت: بعد مرور عشرة أيام على الإنفجار الكبير الذي وقع في مستودع للذخيرة على تخوم بلدة خربة سلم في جنوب لبنان مازال الغموض يكتنف حقيقته والأسباب التي أدت الى حصوله ونوعية الأسلحة والذخائر التي طالها التفجير. إلا أن مصدراً مطلعاً ومتابعاً للتحقيقات الجارية بهذا الشأن كشف لـquot; إيلاف quot; بعض الجوانب المتعلقة بهذا الحادث الذي أدى الى تراجع الإهتمام بموضوع تشكيل الحكومة وأعاد الوضع في الجنوب الى دائرة الضوء، خصوصاً بعد أن شهدت المنطقة واقعتين لافتتين أعقبتا الإنفجار الغامض. الأولى قيام مجموعة من أبناء بلدة كفرشوبا الحدودية بإزالة نقطة مراقبة أقامها الجيش الإسرائيلي داخل بقعة جغرافية متنازع عليها من الجانب اللبناني إثر وضع الخط الأزرق في العام 2000.

والثانية إقدام أهالي بلدة خربة سلم على التصدي لكتيبة فرنسية حاولت دهم أحد المنازل لتفتيشه على خلفية حادث الإنفجار المذكور، وإضطرار هذه الكتيبة إلى الإنسحاب بعد أن أصيب عدد من أفرادها بجروح طفيفة نتيجة رميهم بالحجارة. وقد سارعت إسرائيل، بعد هذه الحوادث الثلاث الى توجيه ثلاث رسائل متتالية الى مجلس الأمن تشكو فيها الحكومة اللبنانية وحزب الله تحديداً وتتهمها بخرق القرار 1701 وتهديد الإستقرار على الحدود وفي المنطقة.

ويروي المصدر المتابع لحادث الإنفجار الذي وقع يوم الثلاثاء في الرابع عشر من الشهر الجاري أنه عملاً بالمعايير العسكرية الدولية التي تقتضي عدم الدخول الى مكان الإنفجار قبل مرور 48 ساعة على حصوله حرصاً على سلامة العسكريين ومخافة وجود ذخائر قابلة للإنفجار في أي لحظة، قامت وحدة من الجيش اللبناني وعناصر من قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) بعد إنقضاء المدة المذكورة بدخول المكان الذي هو كناية عن منزل مهجور من طابقين الأول أرضي والثاني غير مكتمل البناء محاط بساتر ترابي يتولى حراسته عنصران من المقاومة الإسلامية، تبين أنهما خرجا سالمين فور إنطلاق الشرارة الأولى للإنفجار على ما يبدو.

ولفت المصدر الى أن النظرة الأولية على الآثار التي خلفها التفجير أظهرت أن الأسلحة والذخائر المودعة داخل البيت إسرائيلية الصنع وهي من مخلفات حرب التحرير العام 2000، التي غنمتها المقاومة ولا تعود الى حرب تموز ndash; يوليو 2006. كما أن معظمها لا يتلاءم مع نوع السلاح الذي تستخدمه المقاومة في قتالها مع الإسرائيليين، موضحاً في هذا الإطار الى بقايا أكثر من 100 قذيفة مدفع خاصة بالدبابات التي لا تملك المقاومة أياً منها.

وعن سبب وقوع الإنفجار رأى المصدر المتابع لسير التحقيقات الجارية بهذا الخصوص أن هناك أكثر من فرضية يجري التدقيق فيها. واحدة تشير الى إمكانية حصول إحتكاك كهربائي، وأخرى تفيد بتنبه الحارسين لاحتمال انفجار قارورة غاز أثناء قيامهما بإعداد الطعام أو وصول النار المنبعثة من الفرن الى صاعق إحدى القنابل أو لأي مادة أخرى قابلة للإشتعال.

وتطرق المصدر المطلع الى المواجهة التي شهدتها بلدة خربة سلم بين الأهالي والكتيبة الفرنسية فكشف عن معلومات جديدة أيضاً تبين أن ما قامت به هذه الكتيبة من محاولة لدهم أحد المنازل بحثاً عن السلاح، تزامن قيام دورية مشتركة من الجيش اللبناني والقوات الإيطالية ومجموعة الإرتباط بالتفتيش في أحد الأمكنة القريبة من البلدة بعد ورود معلومات عن نقل الأسلحة التي لم يطلها الإنفجار الكبير في المنزل المهجور داخله.

وقال المصدر إن قائد الكتيبة الفرنسية أصر على دخول المنزل quot;المشتبه بهquot; في خربة سلم رغم وجود النسوة، الأمر الذي أثار حفيظة الأهالي وغضبهم فعمدوا الى التصدي لأفراد الكتيبة الفرنسية وإرغامهم على الخروج من البلدة.

وفيما أكد المصدر أن قيادة quot;اليونيفيلquot; إعترفت بخطئها الذي إرتكبته في بلدة خربة سلم لفت الى أن هذا الإعتراف تبلغته قيادة الجيش اللبناني ولم يخرج الى العلن، وتساءل عن سبب تجاهل قائد الكتيبة الفرنسية لقواعد الإشتباك الواردة في القرار 1701 التي تحظر قيام قوات الطوارئ الدولية بمهمات، منها البحث عن السلاح، من دون مرافقة ومواكبة الجيش اللبناني لها. من جهةٍ أخرى قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حديث صحفي إن ما حصل في بلدة خربة سلم من إنفجار هو حادثٌ طبيعيٌ له علاقة ببعض مخلفات القذائف التي جمعت في هذا المكان أثناء وبعد خروج إسرائيل، وهذا أمر جزئي وبسيط تمت معالجته بالتنسيق مع الجيش اللبناني ولا يوجد أي إنتهاك للقرار 1701.