تمكن علماء من تخليق قنديل بحر اصطناعي باستخدام خلايا جرذ وسليكون.

تحاكي الآلة التي صُممت بتكنولوجيا الهندسة الحياتية طريقة قنديل بحر صغير في السباحة بتقليص جسمها الاصطناعي ليتخذ شكل جرس يولد قوة دفع الى الامام.
وصمم الباحثون في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا وجامعة هارفرد الآلة التي سموها quot;ميدوسويدquot; من ميدوسا ، اسم قنديل البحر التاريخي ، لتكون خطوة اولى نحو هدف أكبر بكثير هو بناء قلوب تحل محل القلوب التي يتلفها المرض.
وبدلا من الجسم الذي يتخذ شكل الجرس في قنديل البحر كامل النضج فان لصغار قنديل البحر ثماني استطالات تمتد من المركز كالأذرع. ولتخليق قنديل البحر الاصطناعي نسخ الباحثون هذا التصميم في مطاط سليكوني وغطوا أحد وجوهه بخلايا قلبية من جرذان. ونُقش السطح السليكوني ببروتينات للتأكد من تموضع الخلايا القلبية في المواقع الصحيحة. ولتمكين قنديل البحر الاصطناعي من السباحة وضعه الباحثون في حوض ومرروا به تيارا كهربائيا جعل الخلايا القلبية تنقبض ثم تنبسط. ومع كل انقباض يدفع قنديل البحر الاصطناعي نفسه الى الأمام. وعندما تنبسط الخلايا القلبية يعود الجسم السليكوني الى شكله الاصلي استعدادا للانقباض وخطوة أخرى الى الأمام.
وخطرت فكرة تصميم قنديل بحر اصطناعي للباحث كيت باركر الذي شارك في تصميمه مع الباحثة جانا ناوروث ، عندما كان يراقب قنديل بحر يسبح داخل حوض في مدينة بوسطن. وقال باركر لصحيفة الغارديان quot;حين قلتُ اني اريد ان اصنع قنديل بحر نظر الي زملائي وكأني مخبولquot;. ويحاكي قنديل البحر الاططناعي حركة نظيره العضوي الحقيقي حتى انه يصنع دوامات في الماء كتلك التي يصنعها قنديل البحر الحي لإيصال الغذاء الى فمه.
واستغرق بناء قنديل البحر الاصطناعي اربع سنوات وبدأ العلماء يعملون على تصنيع مخلوق بحري أشد تعقيدا. وقال باركر quot;ان قنديل البحر بسيط في الحقيقة وسنصنع مخلوقا أصعب ثم أصعب وهكذا ، حيث هدفنا على المدى البعيد هو بناء قلبquot;. وأوضح باكر ان التكنولوجيا نفسها يمكن ان تُستخدم على المدى القريب لاختبار فاعلية الأدوية الجديدة في تحسين عمل القلب قبل اللجوء الى اختبارات باهظة الكلفة على الحيوانات.