ميونيخ: أكد باحثون بريطانيون في بحث جديد نشرته دورية quot;الطبيعة تغير المناخquot; أن ثمة مشاكل صحية محتملة على صحة الإنسان تنجم من استعمال الوقود الحيوي المستخلص من الزراعات والأشجار ، ويقول الباحثون إن التوسع في مساحات الأشجار التي تنمو بسرعة ذات الارتفاعات العالية ستساعد في انتشار quot; الايزوبرينquot; ووفق العلماء فان هذا الغاز يتحد مع أكاسيد النيتروجين ويزيد من نسبة الأوزون في الطبقات السفلية من الغلاف الجوي وهو الأمر الذي يسبب ضيق في التنفس ومشاكل في الجهاز التنفسي.
ألزمت دول الاتحاد الأوروبي نفسها بحلول عام 2020 باستخدام 10% من الطاقة المتجددة في وسائل النقل في بلدانهم وهذا سيزيد من الطلب على الوقود الحيوي وستتزايد المشاكل الصحية عند الناس وفق دراسة بريطانية حديثة.
من المعروف انه في أوروبا يموت 22 ألف شخص بسبب مضاعفات الأوزون، وبعد زراعة الأشجار سريعة النمو سيتزايد العدد إلى 1000 ضعف، من جهة أخرى فإن زراعة هذه الأشجار ستقلل نسبة المساحات المزروعة من الذرة والقمح إلى 3% وهو الأمر الذي سيؤدي إلى خسائر تقدر بأكثر من مليار يورو .
لقد دخل الوقود العضوي في zwnj;مطلع كانون الثاني (يناير) سنة2010 حيز التنفيذ في مختلف محطات الوقود في ألمانيا ، E10ويرمز له بالدلالة على نوعيته في محطات إمداد السيارات بالوقود في كل أنحاء البلاد بالرمز . الوقود العضوي المستخدم حاليا يتكون عادة من من البنزين العادي مضافا إليه نسبة 10 % من الايثانول المستخرج من النباتات مثل حبوب القمح والشعير وقصب السكر والبنجر، وكان العلماء من قبل قد أكدوا على ان هذا الوقود الجديد سيحد من تزايد الأضرار البيئية إضافة الى تعزيز حماية المناخ في السنوات القادمة ، لكن متحدث في هيئة ADCA الألمانية للسيارات يقول :إن هذا الوقود أو خليط الوقود الجديد لن يكون صالحا لكل السيارات سواء التي تسير بالبنزين أو السولار إنما فقط للسيارات المصنعة حديثا والمهيئة تقنيا لاستخدام هذا الوقود .
جدير بالذكر أنه ليس من الممكن أن تستخدم كل أنواع السيارات هذا الوقود الجديد ، ذلك أن المشكلة الحقيقية ستكون مع السيارات القديمة التي لن تتمكن من استخدام ذلك الوقود لأنه قد يسبب تلف محرك السيارة ، من ناحية أخرى وفرت وزارة البيئة قائمة بأنواع السيارات التي يمكن ان تستخدم الوقود الجديد وهي متاحة للجميع على شبكة الأنترنت .
تقول مصادر وزارة البيئة الألمانية إن هذا الوقود الجديد هو أرخص من البنزين العادي المستعمل حاليا ،لكن دعاة حماية البيئة من الألمان يعارضون استخدام هذا الوقود ويقولون أنه سيؤدي الى نتائج سلبية على المدى البعيد ستنعكس بشكل مباشر على الدول الفقيرة وفقراء العالم ، إذ أن الاقبال على الوقود العضوي الجديد سيتسبب في زيادة المساحات المزروعة من قصب السكر والبنجر وحبوب القمح والشعير وسيكون ذلك على حساب الزراعات الأخرى ـ إضافة إلى محاولة المزا رعيين والدول الفقيرة في استصلاح الغابات وقطع الأشجار لاستخدامها في زراعة النباتات التي يعتمد عليها الوقود العضوي وسيكون من نتائج ذلك تقلص الغابات المطيرة بشكل كبير وهذا سيسبب أضرار بيئية خطيرة.
يعزز هذا الرأي الدراسة التي أصدرها معهد السياسات البيئية الأوروبية التابع للإتحاد الأوروبي والتي تحذر من أن تغير استخدامات الأراضي الزراعية لتحويلها لإنتاج الوقود العضوي والتي تهدف الى توليد ما بين 273 و 564 مليون طنا من ثاني أكسيد الكربون في الفترة من 2011 حتى 2020، أي ما يعادل ما بين 27 و 56 مليون طنا سنويا فإن هذه الانبعاثات الجديدة تعادل إضافة ما بين 12 و 26 مليون سيارة أخرى إلى عدد السيارات الموجودة بالفعل في أوروبا بحلول عام 2020. ويتخوف خبراء الزراعة من أن صغار المزارعين الذين عادة ما يشكلون أغلبية المزارعين في البلدان الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى والمسؤولين عن إطعام مجتمعاتهم، غالبا ما سينزحون بسبب المحاصيل المخصصة لإنتاج الوقود.
في ألمانيا تقوم إحدى الشركات بالفعل وهي شركة كورين في مدينة فرايبورج في تصنيع الوقود العضوي من مختلف أنواع النباتات وبالإطلاع على عملية التصنيع نجد أن كل أربعة كيلو غرامات من النباتات والأخشاب يمكن ان تنتج لتراً واحداً من الوقود لا يحتاج تصنيعه في الشركة إلا الى عدة ساعات فقط مقارنة بما نعرفه من أن الوقود الأحفوري الطبيعي يحتاج الي 400 مليون سنة حتي يتحول الى وقود يمكن استعمال. من ناحية أخرى ،تجدر الإشارة الى ان مخلفات عملية تصنيع الوقود النباتي غير ضارة ـBildunterschrift: ميزة الوقود العضوي انه لايسبب أضرار لأن نسبة ثاني أكسيد الكربون التي تنتج عن حرق هذا النوع من الوقود النباتي غير مرتفعة، فهي لا تتجاوز نسبة هذه المادة الكامنة في النباتات، التي تم استخدامها في تصنيع الوقود. كما أن هذا الوقود لا يحتوي على جزيئات السخام الأمر الذي يجعله قابل للاستخدام مع أي محرك يعمل بالديزل، وذلك دون الحاجة إلى إجراء تعديلات تقنية على المحرك.
وتعد البرازيل من الدول الرائدة في إنتاج الوقود العضوي لحد الآن وهي التي تنبهت مبكرا لتصنيع ذلك الوقود كبديل للبترول الذي كانت تستورده بمخصصات مالية كبيرة لهذا تنبهت الى توفير المال المخصص لاستيراد البترول وقامت باستخلاص الإيثانول من سكر القصب الذي تعتبر هي الدولة الأولى في إنتاجه على مستوى العالم ، ويرى كثيرون في تجربة البرازيل مع الإيثانول نموذجا يمكن الاحتذاء به في العالم ، إذ أنه إلى جانب خفض اعتماد البلاد على مصدر الطاقة الأحفوري فإن استخدام الإيثانول في البرازيل أدى إلى خفض انبعاثات غاز الكربون بنسبة حوالي 47 في المئة سنويا أي نسبة 20 في المئة من أثار الكربون.
بصفة عامة لايقتصر الحصول على الايثانول من قصب السكر وحده بل من كل النباتات التي تحتوي على السكريات في تركيبها، فالفواكه والخضار تحتوي على كميات كبيرة من السكر .
السويد هي الأخري بدأت في استخراج الايثانول من لحاء الأشجار التي يتم قطعها من الغابات الشاسعة في البلاد..حيث يحتوي لحاء الأشجار على نسبة لاتقل عن 30 بالمائة من السكر..ويتم عزل هذا السائل ومعالجته للحصول على الايثانول.
أحد أهم الأسباب التي دفعت الدول بالاتجاه الى السير في طريق إنتاج الوقود الحيوي هو ان الاستخدام الهائل للطاقة الناضبة مثل النفط والفحم وغلاء أسعارها وأثارها البيئية جعل التفكير في بدائل أخرى ، ورغم ذلك فإنه من الصعب الاستغناء عن النفط بتاتا ،فالنفط مادة تحتوي على أمور أخرى كثيرة تستخدم في الصناعات الكيمياوية وحتى الغذائية لكن على خلفية معدلات الاستهلاك الحالي فإن احتياطيات النفط ستنضب خلال 41 عاما والغاز الطبيعي في غضون 64 عاما والفحم الحجري خلال 155 عاما.
التعليقات