كان بلايستيشن 2 من شركة سوني الجهاز الذي حدد معالم حقبة كاملة في الألعاب الالكترونية ولكنه وصل أخيرا الى نهاية اللعبة.


أكدت شركة سوني اليابانية العملاقة لصحيفة الغارديان توقف انتاج بلايستيشن 2 في أنحاء العالم بعد 12 عاما وبيع 150 مليون وحدة في عشرات البلدان ليكون أنجح جهاز في عالم الألعاب الالكترونية على الاطلاق.

وكان الجهاز أُطلق عام 2000 وارثا من بلايستيشن الأصلي ما يربو على 10 آلاف لعبة. وبلغ إجمالي مبيعات الألعاب الفردية هذه 1.52 مليار لعبة منذ إطلاقه. وقالت مصممة الألعاب آنا مارش التي شاركت في بناء لعبة توم ريدر وهيتمان ان العالم أصبح يعني العابا الكترونية بالنسبة لكثيرين في ذروة نجاح بلايستيشن 2.

ويعزو خبراء نجاح بلايستيشن 2 الى ثلاثة عوامل هي التصميم الذكي ومستوى الألعاب نفسها والتوقيت الرائع. وكان قرار سوني اضافة جهاز دي في دي يعني وصول الآلة الى غرفة المعيشة وإشراك مزيد من افراد العائلة في عالم الألعاب الالكترونية. وسحق الجهاز منافسيه مثل نينتندو غيم كيوب وسيغا دريمكاست وأصبح بلايستيشن 2 الموطن الحصري لألعاب ذات شعبية منقطعة النظير مثل غراند ثيفت اوتو 33 وفاينال فانتزي وميتال غيير سولد. وبسط جهاز بلايستيشن 2 هيمنته في فترة كان المطورون يغيرون قواعد لعبة التصميم خالقين خبرة سينمائية متميزة ومغامرات ذات عالم مفتوح.

وقال المحلل بيرس هاردنغ رولز من شركة آي اتش اس سكرين دايجست ان شركة سوني اعتمدت ايضا استراتيجية تسويق ناجحة للغاية وخاصة ارتباطها بلعبة كرة القدم الذي أسهم في توسيع اسواقها في بلدان عديدة كان جهاز الألعاب غير متطور فيها. وذهب جهاز بلايستيشن 2 ابعد من اخيه الأول بتوسيع دائرة جمهوره في سنواته الأخيرة من خلال العاب اجتماعية وأخرى ذات صلة بنمط الحياة ساعدت على انتشارها في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

ولكن سوق التكنولوجيا الاستهلاكية تغيرت تغيرا جذريا منذ العصر الذهبي لجهاز بلايستيشن 2 وبعد ان كانت هذه الأجهزة هي الصناديق الوحيدة التي لها عناصر إثارة وشخصية متميزة فان لدينا اليوم الهواتف الذكية والكومبيوترات اللوحية والتلفزيونات الذكية ، كلها بتصاميم وسمات مذهلة ومن الصعب التميز إذا كان لدى الجميع أجهزة ذكية متميزة ، كما اشارت صحيفة الغارديان نقلا عن توم برامويل محرر موقع يوروغيمر المختص بالألعاب الالكترونية.

وتواجه سوني الآن صعوبة في تسويق جهزها اليدوي الأحدث بي أس فينا الذي لم تبع منه إلا 4 ملايين وحدة في 10 أشهر في حين ان مبيعات آيفون وآيباد والأجهزة العاملة بنظام اندرويد زادت على 200 مليون وحدة في عام 2012. وبات من المألوف الآن ان يحمِّل المستهلك العابا رخيصة على هاتفه الذكي. ومن هنا النجاح الساحق لألعاب مثل انغري بيردز وكت ذا روب.

وفي هذا المناخ لم يتمكن جهاز بلايستيشن 3 الذي أُطلق عام 2006 من مضاهاة سلفه بائعا حتى الآن نحو 70 مليون وحدة فقط. وكان تطوير هذا الجهاز باهظ الكلفة بعد ادخال سمات كانت تكنولوجيتها لا تزال قيد الاختبارات النهائية.


ولكن أياً تكن فلسفة التصميم والتسويق فان من المستبعد ان يظهر جهاز يبيع 150 مليون وحدة مثل بلايستيشن 2 نظرا للمنافسة المحتدمة من الهواتف الذكية والكومبيوترات اللوحية والتلفزيونات الذكية وخدمات التحميل الرقمية مثل ستيم. فان خط الانتاج توقف ولكن ليس على بلايستيشن 2 فحسب بل على فكرة كاملة كانت وراء أجهزة الألعاب الالكترونية.